;
عبد القادر الجنيد
عبد القادر الجنيد

المجلس الرئاسي: موت سريري.. ومصلحة اليمن المنسية 242

2025-04-27 23:54:30

المجلس الرئاسي، يعاني من الآلام والشلل وانعدام القدرة على إتخاذ القرار، بينما أمريكا تقصف خصومهم الحوثيين بضراوة لليوم الثامن والأربعين على التوالي.

shape3

هناك حملة حربية جوية تقصف في اليمن.

ونحن متأكدون أن كل أعضاء المجلس فرحون بضرب الحوثيين.

.. ولكن لا يعمل المجلس الرئاسي أي شيء.

.. ولكن لم يصدر المجلس الرئاسي حتى بيانا بتأييد أو شجب الضربات الأمريكية.

أولا: المجلس الرئاسي انتهى

إسم المجلس، هو المجلس الرئاسي "القيادي" اليمني.

إذا اختفت أخبار المجلس فهذا يعني أن اليمن قد أصبحت بدون قيادة.

قرارات هذا المجلس- بحسب حيثيات إنشائه- يجب أن تكون "جماعية" و "توافقية".

ولكن لا توجد أي قرارات "جماعية" ولا "توافقية"، وهم حتى قد توقفوا عن الاجتماعات على طاولة واحدة وحتى عن بعد عن طريق الانترنت والزووم.

مؤشرات النهاية

١- لا يجتمعون.

٢- اختفاء عيدروس الزبيدي بعد نشاط محموم

٣- وعد طارق صالح بأنه ذاهب إلى الرياض ليقرر مع إخوانه بداية تحرير صنعاء بالحرب البرية.

ذهب إلى الرياض ثم اختفى وانعدمت أخباره.

ثانيا: حادثة سير للمجلس

تعرض المجلس الرئاسي لحادثة صدمة سيارة مروعة في الطريق.

المجلس الرئاسي كان في الأصل أعرجا ومشلولا ثم تعرض لصدمة سيارة مسرعة غير مقصودة.

الضربات الأمريكية على الحوثيين، خلقت حالة مزاجية عارمة بين أوساط اليمنيين، وهي أن وقت "الحرب البرية" و "الزحف إلى صنعاء"، قد جاء وأنه يجب انتهاز هذه الفرصة.

ولكن لا يمكن أن تندلع "الحرب البرية" إلا بموافقة ودعم السعودية.

بينما السعودية قد دخلت في وادي آخر.

قد غيرت المملكة مفهومها لأمنها القومي ولمصالحها الحيوية العليا.

المصالح الحيوية العليا للمملكة السعودية:

١- تجنب التصادم مع الدولة الإقليمية العظمى (إيران).

٢- السير على حبل مشدود مع قوة الدولة العالمية الأعظم (أمريكا).

٣- تعطي المملكة لأمريكا أموالا وما تيسر من المصالح.

وتأخذ المملكة من أمريكا بالمقابل ما يمكن أخذه من هيبة ومكانة وحماية.

 ٤- تتفهم أمريكا لحساسيات ومخاوف السعودية من الدخول في حالة عداء طويل مع جارتها إيران.

ثالثا: السعودية تعين أوصياء على المجلس

أعجبنا أم لم يعجبنا، فإن السعودية هي "صانعة القرار" في اليمن.

واليمنيون، يفورون ويزعقون يريدون "الحرب البرية"

والحوثيون، يهددون وتخرج الرغوة من أفواههم وهم يحذرون.

والسعودية قد غيرت سياستها نحو إيران وعدلتها نحو أمريكا ولا تريد "الحرب البرية".

ولكن لا يوجد مجلس رئاسي قيادي يمني يمكن أن يجتمع ليقول ما تريده المملكة وينفي احتمال "الحرب البرية".

المملكة معها ثلاثة أشياء

بحثت المملكة في دفاترها القديمة، ونفضت عنها التراب، وعقدت اجتماعا برئاسة السفير السعودي لدى اليمن، محمد سعيد آل جابر مع "ثلاثة أشياء":

الشيء الأول: هيئة التشاور والمصالحة.

(هذه شيء صنعته بأيديها أثناء صناعة المجلس الرئاسي)

(نستطيع أن نفهم بسهولة دورها ومشاركتها بهذا الدور)

الشيء الثاني: مكونات اليمن السياسية

(هذه ابتكارات وتسميات مجهولة وصناعة سعودية، لم نسمع بها من قبل)

(لا تستحق حتى أن نحاول أن نفهمها)

الشيء الثالث: أحزاب اليمن.

(هذه أشياء معروفة لدينا، كانت تعمل سرا قبل الوحدة اليمنية ثم ظهرت للعلن بعدها)

(لم نستطع بعد هضم كيف وافقت هذه الأحزاب على المشاركة في هذا الدور)

هذه أشياء كانت تُعامل كديكور، فإذا بها تُستدعى فجأة للعب أدوار محورية في تقرير مصير وطن.

نتائج اجتماع السفير ب "الأشياء الثلاثة":

خرجت نتائج اجتماع السفير مع هذه الأشياء، بالتالي:

١- السفير، يؤكد أن المرحلة المقبلة هي للتنمية والسلام والأمن والاستقرار.

{{هذا يعني: لا "حرب برية"}}

٢- نائب رئيس هيئة التشاور والمصلحة، تعهد بالنيابة عن زملائه بالقيام بمهمة "إسناد الرئاسة".

إسناد الرئاسة ضد من؟

لا تحتاج الرئاسة أي إسناد إلا ضد أعضاء مجلس الرئاسة السبعة الذين قد توقفوا عن الاجتماع مع رئيسهم حتى عن طريق الانترنت الزووم.

ويسانده في ماذا؟

بالتأكيد في أن المرحلة القادمة لن يكون بداخلها "حرب برية"، بل تنمية وسلام وأمن واستقرار بحسب تأكيد السفير آل جابر.

٣- رئيس مجلس الرئاسة اجتمع في اليوم التالي ب "الأشياء الثلاثة" وقال أنه:

"منفتح على التعامل مع الأوضاع الجديدة وأرض الواقع الذي قد تغير".

يعني: "لا حرب برية".

واختفى الفوران بين اليمنيين واختفى معه الكلام عن الحرب البرية.

٤- الوصي الجديد على المجلس الرئاسي

لم يكترث اليمنيون بإهمال أعضاء المجلس السبعة.

لم ينتبه اليمنيون إلى العملية "الإجرائية" الجديدة لتقرير ماهية وأوصاف "الشرعية اليمنية" بحسب دور هذه "الأشياء الثلاثة":

"هيئة التشاور والمصالحة"… "مكونات اليمن السياسية"… "أحزاب اليمن".

ثالثا: فرحة أم أحزان على مأساة المجلس

نحن أصلا لم تعجبنا "فكرة" القيادة الجماعية التوافقية، لسبب بسيط هو أنه لا توجد أي بلد في العالم تكون فيها عملية "إتخاذ القرار"، بيد ثمانية أشخاص.

فما بالك إذا كان هؤلاء "الثمانية" أعضاء مجلس الرئاسة: مصالحهم الشخصية متناقضة، وتركيبتهم المزاجية متناقضة، وتركيبات مفاصل قوتهم متناقضة، وأهدافهم متناقضة، وبنوك مصادر تمويلهم متناقضة، وأهداف من يحركهم من الخلف متناقضة.

خلاصة هذا الكلام، هو أننا لم نفرح عندما أنشأوا المجلس الرئاسي في ٧ ابريل ٢٠٢٢.

وفعلا أثبتت هذه الثلاث سنوات من عمر المجلس الرئاسي أنها كانت فكرة رديئة

.. وأنها على أرض الواقع العملي، أردأ بكثير.

{{هذا وضع محزن ولا يوجد فيه ما يستحق الفرحة.}}

ولكن الغريب في الأمر أننا لا نفرح بحالة المجلس هذه من "الموت السريري" لما قبل الدفن.

لا يوجد أهل ولا أقارب يبكون على المجلس الرئاسي، ولا يوجد من يقرر سحب أنابيب الإنعاش أو استمرارها، ولا يوجد من سيقرر انتهاء الأمل بالحياة، ولا يوجد حتى من سوف يستلم شهادة الوفاة.

{{هذا وضع محزن ولا يوجد فيه ما يستحق الفرحة.}}

اجتمع السفير مع "الأشياء الثلاثة" حول المريض المجلس الذي في حالة "الموت السريري"، ولا يوجد من يتمنى له الشفاء ولا الرحيل.

{{هذا وضع محزن ولا يوجد فيه ما يستحق الفرحة.}}

خاتمة

نحن بالتأكيد لا نريد الحروب.

نحن بالتأكيد نريد التنمية والسلام والأمن والاستقرار.

ولكن هذه الاجتماعات والتأكيدات والإسنادات، لن تمنع الحروب ولن تحقق التنمية والسلام والأمن والاستقرار.

هذه الاجتماعات لن تحقق القائد الواحد ولا الجيش الواحد ولا المرجعيات الواحدة، ولا الهدف الواحد، ولا المساواة، ولا العدالة، ولا الحفاظ على اليمن الواحد.

 وهي كلها مجتمعة التي سوف تحقق الاستقرار.

وهذه هي مصلحة اليمن العليا.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد