لو أن صياّدي المخا الذين اعتُقلوا وصودرت قواربهم وأُخذت أسماكهم، مصدر رزقهم الوحيد، على يد قوات طارق صالح ، بحجة اقترابهم من الميناء.

وكذلك المواطنين الشماليين في سقطرى، الذين رُحلوا قسرًا عن الجزيرة وقُذف بهم إلى البحر ثلاثة أيام بلياليها بلا ماء ولا زاد، لمجرد أنهم “شماليون” في نظر الانتقالي،
لو أن هؤلاء نالوا نصف ما يحظى به برشلونة وريال مدريد من اهتمام إعلامي، ونقاش على وسائل التواصل الإجتماعي .
لكان ثمة أمل أن تتعافى في اليمن قريباً، وتنهض سريعاً من تحت ركامها.
لكن اليمن أُصيبت بجائحة الحوثي المميتة، وعجز الشرعية القاتل، وجيلٌ مرابط على وسائل التواصل الاجتماعي ينتظر الخارج ليعيد له وطنا، ليستمتع من على أرضة بمتابعة الكلاسيكو الجديد، وليس لأجل بناءه وتحويلة إلى بلد كبلدان الله التي تفرقوا فيها … لكن يبدو أن كلاسيكو الوطن مؤجل إلى إشعار آخر.
طبعاً لا أحد ضد أن تستمتع، أن تفرح بمباراة أو تتابع لحظة جميلة، فهذا من حق الإنسان. لكن حافظ على إنسانيتك، لا تدس كبرياءك تحت أقدام اللامبالاة. حين يتحول الأمر إلى تجاهلٍ فاضح للألم، إلى احتفال فوق ركام الجراح، يصبح المشهد مقرفًا، بل مخزيًا… وكأن شيئًا من الكرامة قد ضاع إلى غير رجعة.