;
أحمد حوذان
أحمد حوذان

انهيار الريال اليمني: خنجر يمزق وجوه الكادحين ويُيتم المستقبل 698

2025-04-30 02:57:45

لم يعد التدهور المتسارع للعملة الوطنية في اليمن مجرد انزلاق مؤلم في مؤشرات الاقتصاد، أو انخفاضًا رقميًا باهتًا في الحسابات البنكية.

shape3

لقد تحول هذا الانهيار إلى خنجر حاد ومسموم يُغرس بعمق في وجوه الكادحين والفقراء من أبناء هذا البلد الذي مزقته الحرب. فمع كل انحدار جديد للريال اليمني أمام العملات الأجنبية القوية، تتآكل القدرة الشرائية لأولئك الذين بالكاد يتمكنون من التقاط أنفاسهم، لتتحول أبسط مقومات البقاء من مأكل ومشرب وعلاج إلى أحلام بعيدة المنال، تلوح في الأفق كسراب خادع.

إن هذا الانهيار المريع ليس مجرد أزمة اقتصادية عابرة يمكن تجاوزها بسهولة، بل هو واقع يومي قاسٍ ومُذل يواجهه ملايين اليمنيين الذين يئنون تحت وطأة الحرب المستمرة، والنزوح القسري، وانعدام الأمن الغذائي الذي بات يهدد حياتهم بشكل مباشر. فمع الارتفاع الجنوني والمستمر في أسعار السلع الأساسية، يصبح كل انخفاض إضافي في قيمة العملة بمثابة ضربة قاصمة أخرى على ظهورهم المثقلة أصلاً بأعباء الحياة ومشاقها.

إنها ليست مجرد أرقام باردة تتداولها البنوك وشركات الصرافة، بل هي قصص إنسانية مؤلمة وحقيقية تتجسد في عائلات تجد نفسها عاجزة عن توفير وجبة العشاء لأطفالها الجائعين، وفي مرضى يفارقون الحياة بصمت لعدم قدرتهم على شراء الدواء المنقذ، وفي أطفال يُحرمون من أبسط حقوقهم الأساسية في التعليم والرعاية الصحية، ليصبح مستقبلهم أسيرًا لدوامة الفقر واليأس.

حتى أولئك الذين كانوا يعتمدون على رواتبهم الضئيلة، باتوا اليوم يواجهون كابوسًا مرعبًا، فراتب الموظف الذي كان بالكاد يكفي لسد رمق أسرته، لم يعد يفي بأبسط متطلبات الحياة لأبناء أولئك الذين يعتمدون عليه. قصص مؤلمة ترويها الأرامل اللاتي فقدن معيلهن في الحرب الدائرة التي فرضتها المليشيا ومن هم في المناطق المحررة، يتحدثن عن زوايا مظلمة تركها لهن المستقبل، إذ بات راتب الشهيد، كما تروي أم عبدالله بقلب يعتصره الألم، غير قادر على تلبية الحاجات الأساسية لأطفالها بعد الارتفاع الجنوني في سعر الصرف.

إن انهيار العملة الذي تشهده المناطق المحررة ليس مجرد فقدان لرقم باهت في الحسابات المصرفية؛ بل هو تجريد قسري ومُهين من الكرامة الإنسانية، وسلب لحق الحياة الكريمة الذي كفلته الشرائع والقوانين، وتحويل لمستقبل بأكمله إلى يأس وظلام دامس يخيم على حياة الملايين الذين يدفعون الثمن الأغلى لصراعات عبثية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. إنها صرخة مكتومة تختنق في حناجر الملايين من اليمنيين المغلوبين على أمرهم، الذين يدفعون يوميًا فاتورة باهظة لأزمات لم يكونوا طرفًا فيها، ويشاهدون أحلامهم تتلاشى أمام أعينهم مع كل انخفاض جديد للريال اليمني.

يواجه كل هذا صمت الحكومة اليمنية دون أي تحرك أمام هذه الكارثة التي تعصف باليمن اقتصاديا .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد