اتركوا صناعة الخديعة… فالمليشيات الحوثية خضعت بالكامل لشروط وأهداف الأمريكان، بعد أن دمرت البنية التحتية لليمن

كان الهدف الأمريكي من الهجمات واضحًا منذ البداية: حماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وقالوها صراحة:
"إذا حصلنا على ضمانات بعدم التعرض للملاحة، بما فيها السفن المتجهة إلى إسرائيل، فسنوقف الضربات."
وبالفعل، نجحت سلطنة عمان في التوسط وإقناع واشنطن بتلك الضمانات،
بعد أن تعهدت مليشيات إيران الحوثية بعدم التعرض للسفن الأمريكية، وضمان أمن الملاحة الدولية.
فما كان من الولايات المتحدة إلا أن أعلنت وقف إطلاق النار… بعد أن حققت هدفها المعلن.
هنا لا يوجد نصر، بل استسلام،
وهذا ما أكده الرئيس دونالد ترامب، حين تحدث عن أن مليشيات إيران "ركعت"،
ورددت وزارة الخارجية الأمريكية نفس المضمون: الحوثيون أعلنوا استسلامهم عبر الوسيط العماني.
أما من يروج لفكرة أن مليشيات الحوثي "حققت نصرًا"،
فهو لا يستخف بعقول البشر فحسب، بل حتى بعقول الحيوانات.
عندما أعلنت أمريكا بدء ضرباتها لم تقل إن الهدف هو إسقاط الحوثيين لصالح الحكومة الشرعية،
بل صرّح وزير الخارجية الأمريكي بأن الحملة لا علاقة لها بالحرب الداخلية في اليمن،
وأنها فقط لحماية الملاحة.
الخسارة الحقيقية كانت لليمن،
للموانئ والمطارات، للمصانع، للبنية التحتية،
بينما إيران ومليشياتها، نفذت ما طُلب منها حرفيًا،
وتركت اليمن يتلقى الضربات والدمار على ظهره.
لا يجب اليوم التسويق للخديعة، بل كشفها،
ولا بد من قول الحقيقة مهما كانت موجعة:
قيادة الشرعية كانت فاشلة تمامًا في استثمار تلك الأحداث التاريخية،
ولم تحرك ساكنًا لتغيير المعادلة العسكرية على الأرض.
وفي هذا السياق المؤلم، لنا حديث قادم…
بالتفاصيل، وبالأسماء، وبالحقائق التي يجب أن تُقال.