لم تكتفِ مليشيا الحوثي الإرهابية بتحويلِ اليمن إلى ساحةِ حربٍ وخرابٍ ودمار، بل تمادت إلى استهدافِ طفولتِهِ البريئة وأجيالِ المستقبل، فشنوا حربا شعواء على الطفولة مستهدفينَ منتجَ التعليم والصروحَ العلمية وحولوها إلى أوكارٍ لتفريخِ العنفِ والإرهاب ضد الوطن، ناهيكَ عن اغتصابِ أحلامِهم وبراءتِهم عبرَ التعبئةِ الطائفيةِ والتجنيد.
ففي محافظة البيضاء وفي جريمةٍ ضِمْنَ سلسلةِ جرائمِ العصابةِ الحوثية ضد الطفولة، برزت جريمةٌ جديدة تمثلت في اغتيالِ الطفلة بيان حسين صالح البرماني التي لم تتجاوزْ العاشرةَ من عُمُرِها وإصابةِ شقيقتِها بإطلاق وابلٍ من الرصاص لجنودٍ يتبعونَ النقطةَ الأمنية الحوثية في قرية عينة بمديريةِ آل حميقان، دونَ وجودِ أيِّ سببٍ واضحٍ لهذا الاعتداء.
وفي محافظةِ لحج اغتالتِ العصابة الطفلة صباح عبده سالم، نتيجةَ قذائفَ حوثية على قريةِ جبل القرين التابعةِ لمديريةِ المسيمر شمالي محافظةِ لحج.
إن استقطاب الأطفال وتعبئة عقولهم السمحة بعقائد طائفية فاسدة، وتحويلهم إلى قنابل موقوتة تُزرع في خاصرة الوطن، لم يعد أمرًا خفيًا. تعمل هذه المليشيا الظلامية على غسل أدمغة الصغار، وحقنهم بالكراهية والعنف الأعمى، وتسريع وتيرة تجنيدهم لدفعهم قسرًا إلى جبهات القتال، ليواجهوا الموت المحتوم بدلًا من التوجه إلى مقاعد الدراسة الدافئة وأحضان الأمهات الحنونة.
اليمن: الطفولة في مرمى إرهاب الحوثي، وشواهد هذه الجريمة البشعة تتجسد في كل طفلٍ يُزج به في أتون المعارك أو يُقتل بقذائفهم وألغامهم الغادرة.
مليشيا الحوثي الإرهابية.. تاريخ أسود في اغتيال البراءة، يشهد عليه الدكتور عبدالخالق الرداعي من جامعة إقليم سبأ، مؤكدًا أن استهداف الطفولة هو ديدن هذه الجماعة الإجرامية.
وأضاف أن استهدافَ الطفولة وقتلَ الاطفال يُعدُّ ضِمْنَ سلَّمِ أجنداتِ الإمامييينَ القدامى والجدد، في سياقِ أعمالِ الإرهابِ والقتل التي مارسوها ويمارسونَها ضد اليمنيينَ بهدفِ نهجِهم القمعي والإرهابي.
من جهتِهِ الدكتور عمار البخيتي رئيس قسمِ العلومِ السياسية، وأستاذ القانون الدولي بجامعةِ إقليمِ سبأ، أكد أن مليشيا الحوثي بقتلِهم لأطفال يسعونَ إلى إيقافِ مسيرةِ الحياة، لافتا إلى أن العصابةَ الحوثية تنتقمُ من اليمنيينَ بقتلِ أطفالِهم، تارةً بالألغام والمقذوفات وتارةً بالصواريخِ والزجِّ بهم إلى الجبهات كامتداد لنهجِ أسلافِهم، مطالبًا بإيقافِ هذه الجرائم والإسراعِ إلى تحريرِ البلاد وانقاذِها من هذه السرطان.
ولم يستغرب الدكتور عمار البخيتي، هذا الاستهداف المُمنهج، مشيرًا أن مليشيا الحوثي تغتال الطفولة في مهدها، مُشددًا على ضرورة كبح جماح هذه المليشيا والإسراع في الحسم لإيقاف هذه الجرائم البشعة.
ألغام وأفكار قاتلة.. حرب الحوثي على أطفال اليمن، تتجلى في الألغام المموهة على شكل ألعاب، التي زرعوها في الحقول والطرقات، والتي تكشف عن تعمدٍ سافر في استهداف الطفولة وتجريف الأجيال. إنها ليست أفعالًا عشوائية، بل خططٌ شيطانية تهدف إلى تدمير مستقبل اليمن من أساسه، كما أكد مواطنون في استطلاع أعده الصحفي أحمد حوذان لصحيفة "أخبار اليوم" في مأرب.
لقد أصبحت الطفولة في اليمن تعيش في كابوسٍ مُستمر، تحت تهديد الموت والخوف في كل لحظة. فتجنيد الأطفال وقتلهم يُعد جريمة حرب يُجرمها القانون الدولي والإنساني.
صمت العالم.. يغذي إرهاب مليشيا الحوثي ضد الطفولة، فبينما تُدان هذه الانتهاكات الصارخة من قبل المنظمات الحقوقية، تستمر هذه المليشيا الإرهابية في تحدي القوانين والأعراف الدولية، مُتعمدةً استهداف الطفولة اليمنية وإشراكها في أعمالها الإرهابية.
إن حرب مليشيا الحوثي الإرهابية على اليمنيين ليست مجرد صراع سياسي، بل هي حرب فكرية خبيثة تستهدف الأجيال القادمة، وتسعى لتغيير هويتهم وربطهم بأجندات خارجية لا تخدم مصلحة اليمن. فاستهداف عقول الأطفال من خلال المراكز الصيفية المسمومة هو أخطر أنواع الإرهاب الذي يهدد مستقبل هذا الوطن.
إن صمت العالم على هذه الجرائم البشعة بحق الطفولة اليمنية هو عارٌ سيلاحق الإنسانية جمعاء. يجب على المجتمع الدولي أن ينتفض لوقف هذا الإرهاب المُمنهج، ومحاسبة قادة هذه المليشيا على جرائمهم، لإنقاذ ما تبقى من براءة وأمل في أطفال اليمن.
