سقطت اليمن تماما في هذا الزمان تحت رحمة دول الخليج: إيران- السعودية- الإمارات- قطر- سلطنة عمان.
نحن- في اليمن- “نلعص" أو نلوك أسماء كل دول الخليج ٢٤ ساعة في اليوم لأنها كلها فرادى أو مجتمعة "تفعص" اليمن.
كان الخليجيون يفعصون اليمنيين بملوك وأمراء وشيوخ، وصاروا الآن يفعصونهم بموظفين صغار.
في المائة السنة السابقة للربيع العربي، كانت التأثيرات الخارجية في اليمن ومصارعتها مجالا حصريا للسعودية فقط.
بعد عاصفة الحزم، تمزقت اليمن أشلاء بين إيران والسعودية والإمارات.
ثم جاءت ضربات ترامب على الحوثيين، وصمتت كل الأدوار الأخرى.
ثم جاءت زيارة ترامب لتواكب مرحلة الموظفين الصغار.
سوف أترك ترليونات الدولارات والاستثمارات التي حصل عليها ترامب جانبا، وسوف أختار "الذكاء الاصطناعي" عنوانا للهاجس الخليجي الجديد الذي سوف يبقي اليمن تحت الجوع وتحت السيطرة.

الأمراء والشيوخ، مشغولون بالذكاء الاصطناعي وأشياء أخرى
وقد أزاحوا باليمن بعيدا عن اهتماماتهم اليومية وجعلوها تحت إشراف موظفين صغار سعوديين وإماراتيين.
أيام الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي، سوف يقفز بالعالم إلى مرحلة جديدة أعظم من تلك القفزة التي عملها الانترنت في ثورة المعلومات والإتصالات والتسوق والتجارة والوسائط الاجتماعية والترفيه.
ربما يكون تأثير الذكاء الاصطناعي حتى أعظم من تأثير اختراع البندقية والأسلحة النارية والطاقة البخارية والطباعة بماكينة جوتنبرج مجتمعة التي حدثت كلها تقريبا في نفس الفترة وغيرت العالم.
الإمارات والسعودية والذكاء الاصطناعي
الرئيس ترامب والشيخ بن زايد، أعلنا معا، أن البلدين- أمريكا والإمارات- سوف تشتركان معا في أبو ظبي في إنشاء أعظم مركز في العالم للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة الأمريكية.
قبلها بيومين، في السعودية، أعلن ترامب مع رؤساء شركات عمالقة التكنولوجيا في AMD ، و Amazon، وغيرهم أعلنوا شراكات بمليارات الدولارات لإنشاء بنية هيكلية جديدة لإدخال السعودية إلى عالم الذكاء الاصطناعي، إسمها هيومين Humain.
وأعلنت عملاقة صناعة الرقائق الإلكترونية نفيديا Nvidia أنها سوف ترسل 18.000 شريحة فائقة التقنية لازمة لانطلاقة عظيمة للذكاء الاصطناعي في المركز الذي سوف يتزود بطاقة كهربائية عظمى خاصة به يبلغ قدرها 500 ميجاوات.
هذه منافسة جديدة بين السعودية والإمارات.
الإمارات قد سبقت السعودية بسنين عديدة وهذا لن يعجب كثيرا المملكة.
عظمة أي بلاد في المرحلة القادمة وصناعة الثروة سوف تعتمد على مقدار الاستثمار والتقدم في الذكاء الاصطناعي.
صراعات دول الخليج الشقيقة، تتجدد ولا تنتهي.
واليمن تتراجع إلى الوراء وتضمحل ويتضاءل شأنها عند الملوك والأمراء والشيوخ، وقد تختفي من أذهانهم.
السعودية والإمارات، سوف تتركان مصير اليمن يتحدد بواسطة موظفين صغار كل مهمتهم هي منع الاشتعال وعدم خلق مواقف تؤدي لإغضاب إيران.
أمريكا، لن تمانع في ترك شؤون اليمن لموظفين سعوديين وإماراتيين صغار طالما يستمر تدفق التريليونات الدولارات الخليجية والمصالح الشخصية ويتجنب الدخول في حرب طويلة مع إيران أو إلحاق الضرر بإسرائيل.
الإمارات؛
معها انفصال جنوب اليمن والجزر والموانئ… وقد عملت مسامير جحا ليشتغلوا بالنيابة عنها بقوات عيدروس الزبيدي في عدن وقوات طارق صالح في المخاء مع قوات العمالقة السلفية ومسميات عجيبة أخرى، وقد تركتهم تحت إشراف موظفي مخابرات صغار.
السعودية،
معها دفع أخطار الحوثيين والإيرانيين وقد "جمدتها" بمصالحة مع إيران في الصين وبخارطة طريق مع الحوثيين،
… وقد تركت اليمن لموظفين صغار وسفير.
ولكن ماذا عن اليمن نفسها؟
الحوثيون:
قد توقف ترامب عن ضربهم واستعادوا "نخيطهم" (بجاحتهم) ونشوتهم وغرورهم.
وينتظرون الآن محاولات جروندبيرج وموظفون سعوديون صغار، للإغداق عليهم بالمكاسب مقابل بذل "جهود دبلوماسية للتوصل لحل سلمي شامل.".
طارق وعيدروس:
حركة واحدة يتيمة رصدناها من عضوي مجلس رئاسة.
طارق في المخاء مع عيدروس في عدن، عقدوا اجتماعا لموظفيهم الإعلاميين ليبدؤوا جهدا مشتركا لإعلاء القضية المشتركة التي لا نعرف ما هي.
سوف نكون من الشاكرين لمن يشرح لنا ما هي القضية المشتركة التي تجمع طارق صالح مع عيدروس الزبيدي.
وسوف نشكرهم أكثر إذا أفادونا بأن الذي وضع القضية المشتركة هم بأنفسهم أم الموظفون الصغار في دولة خليجية.
خاتمة
نحن مازلنا نبحث في معالم هذه المرحلة الجديدة.
ونستطيع أن ندخل هذا الدور البارز والخفي في نفس الوقت للموظفين الصغار كأحد معالم هذه المرحلة التي ما زالت في طور التبلور والنشوء والإرتقاء.