;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

كفى إذلالًا… هذا شعبٌ عظيم لا يستحق كل هذا القهر! 265

2025-05-29 10:33:32

في بلدٍ بات كل شيء فيه مستباحًا، من السيادة حتى كرامة المواطن، لم يعد الصمت خيارًا، ولم يعد السكوت علامة للحكمة، بل جريمة في حق وطن يُذبح على مهل.

shape3

هذا ليس خطاب غضب… بل شهادة جندي سلاحه القلم يرى وطنه يُسلب شبراً شبراً، بينما النخبة تصطف خلف الأبواب المؤصدة في عواصم الوصاية.

الجمهورية اليمنية، من المهرة إلى صعدة، أصبحت مستباحة.

لا شيء فيها له حصانة… لا الأرض، ولا الإنسان، ولا حتى البنية التحتية، بل وحتى الكرامة، صارت مستباحة.

كيف لا، ونحن بلا قيادة، بلا مشروع، بلا نخبة، وبلا دولة!

نحن كيان مفرغ من كل مقومات السيادة، ومحشوّ بكل أنواع المليشيات، من الإرهابية إلى المرتزقة إلى المستأجرة.

نحن بلا رئاسة فعلية، بلا حكومة على الأرض، بلا برلمان، وبلا شرعية دستورية.

أي دستور في العالم يجيز لرئيس أن يقيم في الخارج لسنوات؟

وأي دستور يسمح لحكومة بالهجرة والغياب؟

وأي شرعية تُبقي برلمانًا مشلولًا غائبًا عن المشهد؟!

لقد فقدنا السيادة حين قبلنا بإسقاط رمزية الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي.

ومنذ تلك اللحظة، صرنا شعبًا مستباحًا، لا أحد يحترم دمه، ولا يُحسب لكرامته حساب.

إيران تسيطر على شمال اليمن عبر مليشياتها الحوثية.

الإمارات تهيمن على جنوب اليمن وسواحله وموانئه.

سلطنة عمان تخوض صراعها مع الإمارات والسعودية على أرضنا وبدمائنا في المهرة.

السعودية تهيمن على المحافظات الشرقية والربع الخالي.

وقطر تموّل هذا وذاك... والنتيجة واحدة: نحن ساحة تصفية حسابات ومسرح نزاعات إقليمية.

أين نحن من كل ذلك؟ أو بالأصح: من نحن؟

نحن بلد مستعمَر، تتقاسمه دويلات الخليج وإيران، بلا أن يتحمل أي منها مسؤولية احتلاله.

لم يتبقَّ لنا سوى نافذة واحدة نطل منها على بقية ما تبقى من الجمهورية:

ذلك الجندي المرابط في الجبهات، المحاصر في قوته وقوت أطفاله، الجائع في خندقه، والوحيد الذي لم يبع القضية.

رغم كل التحديات، لا تزال المؤسسة العسكرية، بكل ما تعانيه، هي آخر ما تبقى لنا من رمزية الدولة.

بينما يواصل المستعمرون خنقها ومحاصرتها من كل الجهات:

• يمنعون صرف مرتبات الجنود

• يحرّضون على تغيير القيادات الوطنية

• يدفعون لتفكيك الجبهات

• ويفرضون الكيانات والولاءات المرتزقة

نحن أمام استعمار جديد، لا يضع جيوشه في الميدان، بل يصنع مليشيات تتحدث بلغتنا، وتنفذ أجندته.

نعم، نحن اليوم بلا دولة.

هاتوا لنا مدينة واحدة تحت سيطرة الحكومة، لا تتحكم فيها مليشيا أو تشكيل مسلح يتبع دولة خارجية.

لدينا بقايا جيش وأجهزة أمنية محاصَرة، محطَّمة معنويًا وماديًا… ونحن نتفرج، ونصمت!

لماذا هذا الصمت؟

لماذا نقبل بقتل آخر أمل لنا في الخروج من هذا المستنقع الاستعماري؟

نحن لا نريد أن نخسر أشقاءنا في السعودية.

لكننا أيضًا لا نقبل أن نخسر جمهوريتنا، وكرامتنا، وحقنا في العيش بحرية من أجل إرضاء السعودية أو غيرها.

نحن نريد علاقة محترمة، قائمة على المصالح المتبادلة، لا علاقة هيمنة واستعباد.

نريد احترام سيادتنا… لا وصاية علينا.

لماذا تُمنعوننا من تصدير النفط؟

لماذا تساهمون في انهيار العملة، ثم تلقون لنا ببعض الفتات على شكل مساعدات؟

هل هذه معاملة لأشقاء أم سياسة تجويع ممنهجة؟

لن نخون دماء الشهداء، ولن نغفر لمن يقايض سيادتنا بفتات المنح، ولا لمن يطعننا تحت لافتة الشراكة.

نحن شعبٌ عظيم، وجيشنا باقٍ، ومقاومتنا تعرف طريق النصر.

ارفعوا أيديكم عن اليمن، واتركونا نعيش مصيرنا كما نشاء.

نقولها بكل لغات العالم:

كفى… كفى… كفى!

وشكرًا، وكثّر الله خيركم… إن أردتم الرحيل.

هذا نداء الحرف الأخير… إما كرامة أو موتٌ بشرف.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد