لطالما استخدم الحوثة الحج وسيلة للابتزاز والضغط، وسبق أن طافوا في السبعين قبل سنوات، وحينها كان يمكن فهم أن هناك عوائق تعترض عناصر هذه الجماعة المسلحة، وليس الشعب اليمني، وتحول دون قيامها بأداء فريضة الحج بأمان، ليس كممارسة دينية تعبدية، بل كوسيلة للتنمر والتسويق الوقح للمشروع السياسي الطائفي وإظهار شوكته.
عودة التهديد بالطواف المسلح في البيت العتيق، يشير إلى أن هذه الجماعة لا تزال تمارس الابتزاز، وتستمر في تحسس المناطق الرخوة في الجار الشمالي في محاولة للنفاذ منها لتعويض الخسائر الفادحة التي تعرضت لها مؤخراً، رغم أن تلك الخسائر جاءت من خارج سياق المواجهة المسلحة مع الشرعية والتحالف السابق.
فهل هناك أمل يرجوه الحوثة من السعودية التي تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى إطفائي لإخماد حرائقهم المجنونة، وقوة ضغط على ما تبقى من نفوذ للشرعية.

ورأينا كيف تسارعت الخطى نحو إعادة فتح طريق صنعاء-عدن عبر الضالع المغلق منذ بداية الحرب، كتعويضٍ طارئٍ عن الخسائر التي تكبدها البلاطجة.
فما الذي يدفعهم اليوم للقيام بالحركات الاستعراضية ذاتها في ميدان السبعين؟ وهل ينجحون هذه المرة في فرض معادلة جديدة كما فعلوا في السابق؟
الطواف اليائس في السبعين يأتي بعد دمار مطار صنعاء وأكثر من نصف أسطول اليمنية الذي استحوذ عليه الحوثة ضمن حزمة كبيرة وسخية من الامتيازات التي فرضتها أمريكا على الشرعية وحليفها، ثم سلبتها منهم عبر حملة جوية مكثفة ومدمرة تداخلت معها وتبعتها الضربات الإسرائيلية الأكثر قذارة وإضرارا بالمصالح الحيوية لليمنيين.
الشعب تحت سيطرة الحوثة يدرك اليوم أنه حُرم من الأداء المريح لفريضة الحج ليس بسبب الشرعية أو التحالف، بل بسبب التصرفات الكارثية لجماعة ترى نفسها فوق الحق وتتصرف دون اكتراث بمصالح اليمنيين.