يحلّ علينا عيد الأضحى المبارك بعد أيام قليلة، وفي هذه المناسبة، أتوجّه بدعوة عاجلة إلى فخامة رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإلى أعضاء المجلس، ودولة رئيس الحكومة، ومعالي وزير المالية، ومعالي وزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان العامة، لعقد اجتماع طارئ وفوري لمناقشة الكيفية التي يمكن للجندي المرابط في الجبهات، أو في وحداته العسكرية، أن يواجه بها متطلبات العيد، وهو لا يتقاضى سوى مرتب شهري مقداره ستون ألف ريال.
نعم، ستون ألف ريال... أي ما يعادل ٨٨ ريال سعودي فقط!
إنها ليست مزحة، وليست مكايدة سياسية، بل واقع مرّ، يعيشه الجندي والضابط والمقاوم بشرف، واقع يسلبهم وأسرهم، بل حتى أطفالهم، أبسط حقوق الفرح والاحتفاء بالعيد.
هل يعقل أن جندياً يدافع عن الوطن، يحرس ثغوره، ويقدم روحه رخيصة من أجل الأرض والعقيدة والشرعية، يعجز حتى عن شراء حذاء لطفله في يوم العيد؟
طالما أنكم تقودون هذه الشرعية، وأن رئيس المجلس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الحكومة هو المسؤول التنفيذي الأول، ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان على رأس الهرم العسكري... فمن مسؤوليتكم المباشرة أن تناقشوا هذا الوضع غير الإنساني، وغير المقبول لا وطنياً ولا أخلاقياً.
أي ضمير يمكن أن ينام هادئاً، وقادة الجيش يعجزون عن تلبية أبسط متطلبات جنودهم؟
كيف تقبل قيادة لها تاريخها النضالي أن ترى أبناء الجيش، الذين سطروا أعظم البطولات، يواجهون الإذلال والفقر، في حين ينعم غيرهم برواتب منتظمة تصرف شهرياً وبالعملة الصعبة؟
أستحلفكم بالله، يا قادة الشرعية، ويا مسؤولي الحكومة، ويا أعضاء البرلمان والشورى، أن تقفوا لحظة واحدة وقفة صدق ومسؤولية... تخيلوا أنفسكم مكان ذلك الجندي الأبيّ الصادق، الذي لم يخن قسمه، ولم يساوم على وطنه، ثم اسألوا أنفسكم:
كيف يمكن لهذا الجندي أن يستقبل العيد وهو لا يملك سوى ستون ألف ريال؟
هاتوا لنا خططكم التي تمكن الجندي مواجهة متطلبات العيد لرسم الفرحة على وجه أطفاله بمرتب شهري مقداره ستون ألف ريال.
بل أتحدى أصغر أصغركم ان يستطيع مواجهة متطلبات العيد بمبلغ ستمائة ألف ريال، هل يستطيع .. حتما لن يستطيع . فما بالكم بذلك الجندي ؟
أثبتوا لهذا الشعب أنكم تشعرون بمعاناة جنوده وأبطاله، قبل أن يُكتب في صحائفكم أنكم خذلتم من كانوا درع الوطن وسياجه الأخير.
