هل يتّعظ قادة مليشيات الحوثي من مجريات الأحداث؟
وهل يدركون أن العالم بات يناقش علنًا مسألة بقاء خامنئي من عدمه؟
هل يستوعبون أن الزمن تغيّر، وأن الأرض لم تعد أرضهم، ولا القرار قرارهم، ولا المرحلة زمانهم؟
لقد أصبحوا مجرد ورقة باهتة في مشهد إقليمي ودولي جارف،
مشهد يوشك أن يطوي صفحة المشروع الذي أنجبهم.
من فتح لهم أبواب العبث، اليوم يخنقهم ويغلقها في وجوههم.
الدور انتهى، الستار أُسدل، والسقوط واقع لا محالة.
بقي أمامهم خياران لا ثالث لهما:
إما استمرار المعركة عبر سفك الدماء وتحميل أنفسهم المزيد من الجرائم والتبعات أمام الله والتاريخ،
أو الانسحاب الإرادي، وتسليم سلاح الدولة للدولة، والذهاب نحو عدالة انتقالية تحفظ لهم الحد الأدنى من الكرامة وتقلل من خسائرهم.

لا تراهنوا على نتائج الحرب بين إيران وإسرائيل،
ففي أحسن أحوالها، ستخرج إيران وقد باعتكم وباعت صواريخها وبرنامجها النووي.
أنتم اليوم تدفعون نحو تدخلات إقليمية ودولية، تعبث باليمن، وتستخدمه كورقة تفاوض لا أكثر.
من يحاول تمديد بقائكم في المشهد، يريد من ذلك تعزيز نفوذه ، وتثبيت قدمه، لا خدمه مشروعكم ،
لا تكونوا في نهاياتكم أسوأ مما كنتم في بداياتكم.
افعلوا شيئًا يُشار إليه ولو مرة بالبنان.
استوعبوا الحقيقة:
أنتم لم تعودوا ضمن مشهد اليمن القادم، مهما رُوّج لكم العكس.
إيران التي أنجبتكم لم يعد لها موضع قدم في الإقليم، فكيف ستُقبلون أنتم؟ أنتم نبتة فاسدة خرجت من مشروع محرم، لفظه العالم.
ولا تعيشوا وهم ضعف هذا الشعب...
فالشعب اليمني أقوى مما تتخيلون.
وقد اتخذ قراره: خروجكم من مستقبله.
الحقد الذي يكنه لكم اليمنيون والشعوب من حولكم يكفي لمسح دولة بأكملها، فكيف بكم، وأنتم لا تعدون إلا امتدادًا لفاشية مذهبية لفظها العصر.
صدقوني أو لا تصدقوا،
بالجد أو بالسخرية...
لقد سقطتم،
وانتهت مبررات وجودكم،
حتى عند أولئك الذين قتلتم آلاف اليمنيين لأجل مصالحهم.
أنتم مشروع فاشي انتهى … إلى مزبلة التاريخ.