;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

رسالة إلى العميقين استراتيجياً .. دماؤنا ليست أوراقًا: لا توازن بلا عدالة، ولا استقرار مع الاحتلال" 280

2025-06-21 02:59:59

لغة الاتهام والتخوين لمن يختلف معك في الرأي والموقف ليست سوى مرآة تعكس عقلية استبدادية، وشخصية خاوية من المنطق، منعدمة الإنسانية. عندما يتحول النقاش إلى تخوين، فإننا لا نناقش وطنًا أو مصيرًا، بل نعيد إنتاج الطغيان في ثوب جديد.

التعبير الصارم عن رفض الاحتلال الإسرائيلي لا يعني إطلاقًا الاصطفاف مع الاحتلال الإيراني. لا يمكن تبرير جريمة باحتجاج على أخرى، ولا يمكن منح القتلة صكوك براءة فقط لأنهم يرفعون شعارات كاذبة عن المقاومة أو فلسطين.

shape3

من المؤسف أن تجد من يُسوّق نظريات عميقة ومخاوف استراتيجية تقول إن هزيمة الاحتلال الإيراني بيد الاحتلال الإسرائيلي ستنتج عنها اختلالات في توازن المنطقة! أي توازن هذا الذي تُبنى معادلاته على دماء الشعوب المنهكة؟ من صنعاء إلى غزة، ومن بغداد إلى دمشق، نزفت الشعوب بينما الكبار ينظّرون.

واقع الأمر أن هذه الرؤية ليست ناتجة عن حرص على توازن إقليمي، بل عن مصالح ضيقة، وخلافات ثنائية بين دول خليجية دفعت ببعضها إلى الاصطفاف مع طهران، والبعض الآخر مع تل أبيب. أصبحنا نحن الشعوب أدوات في صراعاتهم، بينما يتفرجون على دمائنا تسيل.

دول الخليج، دون استثناء، عززت علاقاتها مع إحدى دولتَي الاحتلال، إما عبر الدعم العلني أو الاتفاقات السرية. بعضهم دعم إيران في اليمن والعراق ولبنان، وآخرون دعموا إسرائيل في حربها على غزة. أما اليمن، فبقي وحيدًا تحت وطأة الاختلال الإيراني، يعيش أهله القهر والجوع والموت والتشريد.

اليمنيون لا يملكون رفاهية التنظير الاستراتيجي، ولا الوقت للاستماع لتحليلات توازن القوى. اليمني يُقتل ويُهجّر ويُجاع كل يوم، وما زال البعض يريده أن يصمت بحجة ألا يضعف إيران! أي منطق هذا؟ نحن لا نقبل أن نُسحق باسم فلسطين، كما لا نقبل أن تُغتال غزة باسم اليمن.

وحدها سوريا، التي فرضت أمر واقع جديدا قاسٍ، دفعت دول الخليج إلى اتخاذ مواقف ظاهرها دعم الاستقرار، وباطنها صراع واشتباك على المصالح. أما اليمن، فقضيته تُباع في المزادات، ويُقال له: اصبر، فهزيمة إيران قد تُحدث خللًا في توازناتنا!

العودة إلى محورَي الاحتلال الإيراني والإسرائيلي، توجب علينا نحن الضحايا أن نقول كلمتنا بوضوح: لن نقبل أن تتحول قضيتنا التحررية إلى ورقة في ميزان المدفوعات السياسية. نحن نناضل منذ أكثر من عقد لتحرير اليمن من الاحتلال الإيراني واستعادة صنعاء، ونرفض أن تُفرَض علينا مجددًا معادلات من خارج سياقنا وواقعنا.

لا نريد أن تكون معاناتنا اليومية – الفقر، القهر، التشريد، والموت البطيء – مجرد رقم على طاولة تفاوض بين دول لا تعنيها دماؤنا. من يظن أن تحرير اليمن يمثل خطرًا على توازن المنطقة لأنه يُضعف إيران، فهو إما شريك في مشروع الاحتلال، أو مدفوع بحسابات رخيصة لا تمت للحق والكرامة والحرية بصلة.

والمنطق ذاته يسري على غزة، حين يُقال إن وقف العدوان عليها يقوّي إيران. وكأن حياة الأبرياء في اليمن أو فلسطين او العراق مرهونة بمستقبل نفوذ إقليمي،وتموضعات الدول لا بكرامة الإنسان وحقه في الحياة.

نحن لا نُراهن على أحد. نُراهن فقط على وعي شعوبنا، وعلى عزيمة الأحرار في جبهات القتال، وفي المخيمات، وفي سجون الميليشيات، وفي أصوات الأمهات الثكالى، ودموع الآباء، وجراح المقاتلين.

لن نسمح أن تتحول قضايانا إلى قطع غيار في صراعات الكبار. لسنا مجرد أوراق، نحن شعب له حق، له كرامة، له أرض يجب أن تُحرَّر، ودماء يجب أن تُصان. ومن ينظر إلينا كأداة في معركة توازن إقليمي فليعلم أن الشعوب حين تنهض، تُفجّر كل الحسابات، وتكتب مستقبلها بدمها لا بقرارات غيرها،

وختامًا، أقولها بصدق ومرارة: فلتذهب إيران إلى الجحيم، ومن يوالي مشروعها الطائفي،فذلك ما ارجوه من الله ان يتحقق ولتلحق بها إسرائيل إلى قعر الجحيم، ومن يتحالف مع احتلالها الإجرامي. أما أولئك الذين يتسترون خلف نظريات "التوازنات الإقليمية"، فقد حجزوا لأنفسهم مكانًا مبكرًا في مزبلة التاريخ، حيث تُلقى كل خيانات المبادئ وتبريرات الذل.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد