منذ اللحظات الأولى لإطلاق الصواريخ الإيرانية نحو دولة قطر، وحالة من الغرابة تلفّ مشهد هذا العداء الذي بدأ ترفيًّا لافتقاره إلى المبررات الكفيلة بتطويع ولو ما تيسّر من وعي الشعوب العربية بغرض إحداث جدل حول الأمر.
لقد أصرّ موقف الداعين إلى الهجمة الصاروخية على دولة قطر على إيقاظ طوابير من علامات الاستفهام التي لن تجد إجابات ترتبط بمصالح دول المنطقة وشعوبها، وما يمكن الحصول عليه من إيضاحات سيكون من خارج سياقات الاستراتيجية والمصلحة ودواعي المنطق.
لقد شكّلت سياسة دولة قطر في مختلف القضايا أساسًا طبيعيًّا للانطلاق صوب المستقبل، وغدت بفضل انفتاحها الإعلامي ملهمة للشعوب العربية وحقها في حياة لائقة، عبر استنهاض ما تكتنزه من عوامل نهوض ورُقي لتأخذ المكان الذي تستحقه.
ولعل تلك السياسة التي انتهجتها دولة قطر هي من أربكت حسابات العديد من الدول الكبرى، ومنها دولة إيران ونظام الحكم فيها، وما يعتمل داخلها من عبث بالثروة والسلطة، هو السبب وراء اتخاذ الموقف العدائي من دولة قطر التي أصبح لها دور فاعل ومؤثر في المنطقة والعالم.
ومن هذا المنطلق، استنكرت وأدانت شعوب العالم السياسات الإيرانية المتصاعدة بعداء إزاء قطر قيادةً وشعبًا، هذه السياسات التي تفتقر إلى منطق أو مبرر فيه حكمة أو مصلحة تجاه كل دول المنطقة، والتي كان آخرها الهجمة الصاروخية الليلة بهدف الإضرار بقطر وأمن واستقرار المنطقة.
إن يقيني كبير بأن الشعب القطري وقيادته الحكيمة، وبما تمتلكه من حضور سياسي يتسم بالحكمة والتوازن والتأثير على المستوى العربي والدولي، قادرة على تجاوز هذه الحالة التي هرولت فيها إيران وتمترسوا بجهالة خلف قلق يعتريهم، فحاولوا إفراغه عبر انتهاج مثل هذا المسلك الذي سيقودهم إلى الندم.
إن أية قوة لن تكبح جماح التغيير الذي اشتعلت جذوته في كل ربوع وطننا العربي في قطع أذرع إيران إلى الأبد، وإن ما يحدث هو محاولة لإعادة إنتاج مواقف إيرانية من العبث ستبوء بالفشل.
