إن كان قد استُشهد، فوالله وبالله لقد فاز بها، ونال ما يتمنّاه كل حرّ شريف.
وإن كان لا يزال مرابطا في معركة الشرف والمقاومة دفاعا عن دينه وماله وعرضه وبيته، فإنه بذلك ينحت مجدًا نقيًّا في زمنٍ امتلأ بالخيانة والتخاذل... زمنٍ صار فيه الجبناء هم أصحاب القرار، من رأس الشرعية حتى أصغر مسؤول فيها.

إن كنتم تتحدثون عن قتلة الشيخ حنتوس ورفاقه من اليمنيين، فالقتلة طرفان:
الأول، المليشيات الحوثية ذات اليد الآثمة التي تنفّذ الجرائم بدم بارد.
والثاني، قادة الشرعية المتقاعسون، الذين خذلوا شعبهم وتخلّوا عن واجبهم الديني والدستوري والوطني، بل وذهبوا بعيدًا بتنازلاتهم المهينة التي منحت المليشيات مزيدًا من القوة والسطوة، وأعطتها غطاءً سياسيًا لتمضي في جرائمها دون حساب.
هؤلاء المتخاذلون شركاء في جرائم الاحتلال الحوثي، شركاء في الدم والانتهاك والخيانة.
هم من يناقشون اليوم – وبكل خنوع – ما يسمى "سلامًا" مع مليشيات نارية مجرمة، سفكت دماء أكثر من نصف مليون يمني، وشرّدت الملايين.
كيف لا يزداد المجرمون بطشًا، وقادة البلاد في قمة الهرم يمنعون مواجهتهم، ويعرقلون هزيمتهم، ويحيطونهم بالتنازلات بدلًا من الحصار والردع؟!
هذا هو واقعنا، وهذه هي الحقيقة التي يدفع ثمنها اليمني الحرّ كل يوم دماً وقهراً وتشريداً.
فإن كنتم أدركتم ذلك، فالسؤال اليوم لا يُوجّه لنا، جميعاً :
ماذا نحن فاعلون؟
الرحمة على روح الشيخ المجاهد صالح حنتوس، وعلى كل الشهداء الأبرار.
والشفاء للجرحى، والحرية للمختطفين والمخفيين قسرًا.
ولعنة الله على كل خائن جبان، فقد الشرف، وتخلّى عن الرجولة والمسؤولية!