;
سيف محمد الحاضري
سيف محمد الحاضري

تواطؤ الصمت… حين يصبح الوطن مسرحًا للخراب 239

2025-07-02 20:00:35

في لحظة مفصلية من تاريخ اليمن، يقف الشعب على حافة الهاوية، بينما تغرق البلاد في صمتٍ مرعب، وكأنّ الجميع ينتظر قدرًا لا يريد مواجهته، أو كارثة يعرفها لكنه لا يملك الشجاعة لردعها.

shape3

لقد تجاوزنا مرحلة التحذير من تآكل الدولة إلى مرحلة التعايش مع التآمر، وتخطينا مرحلة الخوف من الانقلاب إلى مرحلة التسليم له، لا عن عجز، بل عن لا مبالاة، أو ما هو أسوأ… التواطؤ والصمت.

سيدفع اليمنيون ثمن هذا الصمت، ثمنًا باهظًا يتجاوز المال والخبز، ليمسّ الكرامة والشرف، وسيمتد وجعه إلى كل بيت، في كل مدينة وقرية، شمالًا وجنوبًا، شرقًا وغربًا.

سيدفع الجميع الثمن…

القادة الذين ارتضوا السكوت، والسياسيون الذين اكتفوا بالتصريحات الجوفاء، والعسكريون الذين تواروا خلف العجز، والمشايخ الذين خذلوا قبائلهم، والنخب التي آثرت السلامة على الموقف.

ما يُعدّ في كواليس المنطقة من هندسات سياسية ملوثة بالدم والارتهان، لا يحمل لليمن أي مخرج.

المخطط واضح: إفراغ الشرعية من مضمونها، إقصاء القوى الوطنية، إغراق البلاد بمليشيات تحت مسمى الشراكة، وإعلان مرحلة ما بعد الجمهورية، حيث يتحول القتلة إلى حكّام.

والمذهل في المشهد أن هذه الجرائم تُرتكب علنًا، على طاولة السياسة، وبمباركة دولية وإقليمية، وتواطؤ داخلي، وصمت مريب.

لقد أصبح اليمن ساحة مفتوحة لتجريب الفشل وتدوير الخراب، وبدلاً من أن يُمنح الشعب فرصة للنجاة، تُفتح أمامه أبواب الجحيم بكل سلاسة. لم يعد ما يحدث خلف الأبواب المغلقة مجرد تسويات سياسية، بل مقايضات مشبوهة تُبقي القاتل على قيد الحكم، وتقصي الضحية من مشهد الدولة.

والأنكى من كل ذلك، أن أدوات هذه المؤامرة لا تقتصر على الخارج، بل تمتد لتشمل أطرافًا في الداخل تتآمر بصمت، أو تبارك بالخذلان، أو تُسهم بالسكوت. لقد تحولت الخيانة إلى رأي، والصمت إلى حنكة، والخضوع إلى سياسة واقعية!

إيران تعيد اليمن إلى ملعب ملفها النووي، وإسرائيل تتحدث علنًا عن اتفاق مع واشنطن لإبقاء مليشيات الحوثي في دائرة المشاغبة، لتكون اليمن ساحة تجارب لأسلحتها وخططها، بينما دول التحالف تسوّق أن الشرعية اليمنية فاشلة ويجب استبدالها بمليشيات "قابلة للتفاوض".

في المقابل، المواطن فقد كل شيء… قوت يومه، أمنه، وطنه، وصوته.

أين الجيش؟ أين البرلمان؟ أين القوى المقاومة؟ أين الأحزاب؟

اللحظة تفرض تحركًا عاجلًا. لا مجال للمناورة. لا وقت للبيانات.

إنقاذ اليمن من هذا السيناريو الدموي لم يعد مسؤولية القيادة وحدها، بل مهمة وطنية جامعة، على كل الأحرار أن يتحملوها الآن.

اليوم، الدفاع عن اليمن لم يعد ترفًا سياسيًا، بل هو دفاع عن آخر ما يمتلكه المواطن بعد أن انتُزعت إرادته وسُرقت معيشته.

ما يُحاك اليوم أبعد من مؤامرة، إنه سحق لوطنٍ وتدمير لأمة.

والشعب، ومعه الأحرار في الداخل، لم يعد بمقدورهم الصبر أكثر. لا يمكن السماح لهكذا قيادة أن تكون جسرًا لسقوط الشرعية في يد الانقلابيين. إن إنقاذ الشرعية من الانهيار بات يتطلب تحركًا وطنيًا فوريًا من داخل البلاد، وفي مقدمة الصفوف البرلمان، والمؤسسة العسكرية، وقوى المقاومة الحية.

وإلى الصامتين:

اللهم إنّي حذّرت، وبلغت، ونصحت... اللهم فاشهد.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد