سوريا الجديدة تُعلن عن نفسها بهويتها البصرية... مبروك للشعب السوري الذي يحتفل في كل مدنه، ويخطو بثقة نحو المستقبل.

العالم من حولنا يتحرك بثبات نحو البناء والتنمية، يصنع الغد ويستشرف الأمل، بينما وحدنا في اليمن نسير عكس الاتجاه... نتقدّم إلى الخلف، إلى الظلام، إلى الماضوية بكل ما تحمله من كوابيس الإمامة والسلطنات والاستعمار والصراعات الطائفية والمناطقية.
نعيش وحدنا زمنًا تتسابق فيه الأمم إلى المستقبل، فيما تُجرّنا قيادتنا الضعيفة المرتجفة نحو قرون مضت، ونُدفَع دفعًا للغرق في مستنقعات الصراعات البالية التي تجاوزها الزمن.
الشعب اليمني اليوم يتجرّع مرارة الاحتلال الإيراني، والوصاية السعودية، والعبث الإماراتي، وفي الوقت ذاته، يتألم من خيانة نخبته السياسية، وتخاذلها عن حمل مشروع وطني جامع.
من يصدق أن الشعوب من حولنا ترسم مستقبلها، بينما نحن تُستدرج لنا كل أوجاع الماضي وتُفرض علينا واقعًا؟ من يصدق أن الشعب اليمني، الذي قدّم أغلى التضحيات، لا يزال يُحكم بزمرة قيادات فاقدة للبوصلة، وعاجزة عن صناعة مخرج؟
متغيرات المحيط تؤكد حقيقة واحدة لا تقبل الجدل: اليمن لا تعاني من نقص في الإمكانيات، بل من أزمة قيادة وطنية.
لقد آن لهذا الشعب أن يقول كلمته، وأن ينتزع حقه في الحياة والكرامة والحرية من بين أنياب الاحتلال ومخالب الخيانة. لم يعد الصمت خيارًا، ولم يعد الانتظار حلاً.
اليمن لا ينقصها الأبطال، ولا تعوزها التضحيات… لكنها تحتاج إلى قيادة تليق بعظمة هذا الشعب، قيادة تخرج من عمق وجعه، وتحمل على عاتقها مشروع التحرير والبناء، لا مشاريع التبعية والانقسام.
فإما أن ننهض اليوم ونكسر هذا القيد الثقيل… أو سنستيقظ ذات يوم لنجد أن اليمن قد أُخذت منا تمامًا، بلا دولة، بلا سيادة، بلا هوية.
القرار لنا… والخيار بين وطن نعيد بناءه بإرادتنا، أو ضياع نرثيه في كتب التاريخ.