في زمن الانحدار السياسي، تعتبر جريمة مليشيات الحوثيين في تعز، المتزامنة مع زيارة المبعوث الأممي، إلى عدن تُقدَّم على أنها "بادرة حسن نية" لدعم عملية السلام!

حتى قتل الشيخ الشهيد صالح حنتوس... لم يُدن، بل تم التغافل عنه كأنما هو أيضاً خطوة على طريق "السلام المزعوم".
وغدًا سيرتكبون مجازر جديدة، وسنُجبَر على ابتلاعها تحت لافتة "تعزيز فرص الحل السياسي"!
لم يعد الدم اليمني صدمة، بل أصبح بندًا تفاوضيًا... وأداة ضغط تُستخدم ببرود لتزيين طاولات المبعوثين والوسطاء.
المأساة الحقيقية ليست فقط في إجرام المليشيات، بل في التواطؤ السياسي الذي يصر على تقديم الخنوع في ثوب الحكمة، والضعف في عباءة "الواقعية".
القيادة تمضي بلا بوصلة، تتكئ على عكازة "السلام" بينما الوطن ينزف، والشعب يُباد، والجيش يُهان، والسيادة تُنهب.
نعم... لقد سقطنا في فخ الانحدار الهرمي للقيادة.
وإن لم تتحرّك القاعدة الشعبية لإنقاذ رأس هذا الهرم، فسنستيقظ ذات صباح لنجد "السلام الحوثي" قد صار قدرًا مفروضًا، وسلطة "الاحتلال " الواقع شرعية معترف بها.