;
موسى المقطري
موسى المقطري

"حنتوس" علوَّ في الحياة وفي الممات 365

2025-07-08 09:42:22

هكذا هم العظماء حتى في رحيلهم يستمرون في تعليمنا دروساً في الثبات والتضحية والأثر العابر لحدود الزمان والمكان ، وخلال الأيام الماضية استمر الشيخ الشهيد صالح حنتوس ومنذ لحظة ارتقائه في الحضور بشكلٍ باهرٍ متحدياً قاتليه الذين خُيّل لهم في لحظة انتشاءٍ زائفةٍ أنهم انتصروا عليه، لكن الغلبة الحقيقية كانت له، ولما حمله من قيمٍ استمدها من القرآن الكريم الذي عاش حياته في أفيائه، وختمها شهيداً مجيداً وشاهداً على دناءة جماعة متعطشة للقتل والدم، ولو كان بحق شيخٍ حافظٍ ومعلم قرآنيٍ في شهرٍ حُرم.

أراد الإرهابيون الحوثيون إنهاء سيرة رجلٍ أبى أن يهادنهم فإذا الأقدار تكتب له بداية جديدة، فيها استراح جسده من عناء الدنيا ومتاعبها، لكن دمه تحول إلى لعنةٍ على قاتليه ففضحهم وعرَّاهم، وبدت حقائق كثيرة ما كانت لتظهر للبعض لولا استشهاده، وخاصّة أنه أقام على القتلة الحُجّة قبل أن يقرر المواجهة، وكان ذلك درساً ليس هيناً، ولأنه عاش حياته يعلم الناس الخير حرص أن يصل درسه هذا للجميع فسجل مكالمته الأخيرة معهم، وأخبر قاتليه أنها مسجلة، وكانت مرافعته الأخيرة الفاضحة، وحين أدرك بغيتهم تلا وصيته على الجميع، ثم واجه القتلة وهو مدرك أي طريق يسلك، ولاي غاية سيذهب.

أي عظمة صنعها هذا الرجل في لحظات استشهاده وهو يواجه أقذر عصابة في تاريخنا الحديث، وأي علو صنعه وهو يصر على أن يجعل شهادته درساً لنا بعد رحيله، وكما عاش معلماً يصنع التغيير في الأجيال رحل وهو ينفذ نفس المهمة، وألقى درسه الاخير الذي ضجت له الأرجاء ووصل صداه إلى أبعد مدى، وعلا حياً وميتاً، ومن عجائب رحيله أنه كشف الزيف الذي يتمنطق به من يحاولون تبرير جرائم هذه الجماعة الإرهابية أو يتماهون معها سواء كانوا أفراداً أو هيئات، وعرّاهم أمامنا كما لم يفعل غيره من قبل، فرأيناهم على حقيقتهم الزائفة يتهربون من تسمية القتلة وكأنه حادث عابر! ولا يحمّلون هذه الجماعة المارقة مسؤولية أفعالها التي لا يقرّها نقلٌ ولا عقل.

اختار "حنتوس" طريق الشجعان، وألقى درسه الأخير ليظل منارة يهتدي به الأحرار وهم يواجهون مشاريع الاستعباد، ويصنعون دروباً مضيئة للحياة بحرية وعدالة ومساواة، متمثلين قول الشاعر العربي:

shape3

غير أنَّ الفتى يُلاقي المنايا

      كالحاتٍ ولا يُلاقي الهَوانا

ولو انَّ الحياة تبقى لحيٍّ

       لعددنا أضلنا الشُّجعانا

وإذا لم يَكُن مِن الموت بدٌّ

     فمن العجز أن تكون جَبانا

دمتم سالمين .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

علي أحمد العِمراني

2025-11-06 00:36:55

النفط نعمة ونقمة!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد