;
أحمد عبد الملك المقرمي
أحمد عبد الملك المقرمي

سبتمبر وأكتوبر: ثورة متجذرة 212

2025-10-13 16:08:33

انهد عرش الإمامة المتوكلية في صنعاء بثورة 26 سبتمبر 1962م، ومنذ الخطوات الأولى لترتيب أمور العهد الجمهوري كان الجنوب اليمني حاضرًا بتعيين المناضل قحطان محمد الشعبي مستشارًا للرئيس عبد الله السلال لشؤون الجنوب.

shape3

كان ذلك قرارًا طبيعيًا، ونتيجة حتمية، وترجمة عملية لأول هدف من أهداف الثورة اليمنية الذي يؤكد على: التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما، كما كانت إحدى خطوتين تم اتخاذهما على الفور؛ هما هذا القرار الرسمي، وأما الخطوة الأخرى فكان قرار تلك المجاميع التي هبت من المدن والمناطق الجنوبية والتوجه إلى صنعاء بالآلاف للدفاع عن الثورة والجمهورية.

هاتان الخطوتان، الرسمية والشعبية، انبثقت عنهما المطالبة بتحرير الجنوب اليمني المحتل، وكان أول لقاء ضم حوالي ألف شخصية من مناطق الجنوب تلتقي السلال لدعم ثورة ضد الاستعمار البريطاني، وكان أن عاد من صنعاء غالب بن راجح لبوزة بعد أن أمضى عامًا مع مجاميع معه في مطاردة فلول الإمامة والدفاع عن الثورة والجمهورية.

وحين عودته مع من معه، سارع الاستعمار البريطاني في عدن بطلبه ومن معه لتسليم أسلحتهم التي نزلوا بها من الشمال اليمني.

رفض لبوزة ومن معه تسليم أسلحتهم، فوجه المستعمر وحدة من جنوده مدججين بالسلاح، ترافقهم دبابات وطائرات، وقامت معركة ضارية في يوم 14 من شهر أكتوبر من العام 1963م، لتتخذ الجبهة القومية قرار إعلان الكفاح المسلح ضد الإنجليز.

لم تكن عدن مستعمرة خارج حسابات المستعمر البريطاني، بل كانت تمثل قاعدة من أهم مستعمراته، إضافة إلى كون عدن ثاني أهم ميناء عالمي لما يتمتع به من مواصفات، وموقع استراتيجي، وقربه من خطوط الملاحة الدولية.

لا أحد يجهل موقع عدن الاستراتيجي كميناء، ولا أحد يجهل اليوم أهمية أن تستعيد عدن دورها المتميز كعاصمة وميناء يعود خيره للبلاد.

كما لم تكن صنعاء صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م معزولة عن مدن ومحافظات كل مناطق اليمن الطبيعية، التي هبت نحوها بشبابها ورجاله؛ كذلك لم تكن عدن معزولة عن باقي المدن والمناطق والمحافظات اليمنية التي هب أبناؤها للمشاركة الفاعلة وانخراطهم في الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني.

برزت الخطوة الأولى لثورة أكتوبر في صنعاء، مع وعد بدعم الثورة، وتولت تعز التأهيل والتدريب، وأن تكون القاعدة لثورة الكفاح المسلح؛ ثورة 14 أكتوبر، كما كان شأن البيضاء وسائر المدن والمناطق المتاخمة للمناطق الجنوبية التي ضرب الاستعمار والإمامة حدودًا مصطنعة بينها.

غير أن دور تعز كان أكثر تميزًا في أن تكون المنطلق والقاعدة للعمل السياسي والعسكري والإعلامي في ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963، وذلك لعدة أسباب معروفة.

كانت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962 مقدمة لا بد منها لقيام ثورة 14 أكتوبر، والعكس صحيح فيما لو أن ثورة أكتوبر سبقت في قيامها.

لقد كان الشعور الوطني جياشًا على امتداد الوطن اليمني تجاه واجب إسقاط الحكم السلالي لبيت حميد الدين، وكذلك لطرد المستعمر البريطاني من أرض الجنوب اليمني المحتل.

هذا الشعور الوطني الجياش أحوج ما تكون له اليمن أن يتوهج بهذه الآية، وبنفس تلك الروح التي أبرزتها الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، حيث كان فطريًا نقيًا، لا تكاد تشوبه حسابات صغيرة، ولا أغراض ضيقة.

كانت البطولة المرموقة والمواقف الماجدة في أن يتوجه الفعل نحو العدو المستعمر، ونحو الفلول الملكية للإمامة، ذلك أن من يبحث عن بطولات مصطنعة أو زعامات سهلة، فإنها لا تعدو أن تكون قنبلة دخانية تتلاشى؛ لأنها تذوب وتنتهي بجوار هدير الفعل القوي الصادق، وهنا بدلًا من أن يركب أصحاب البطولات المصطنعة سفينة الفعل الوطني، يذهبون مناكفة وغيظًا للتشهير بسير السفينة وركبها المناضل.

إننا نعيش مرحلة من أخطر مراحل الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وإن رايتها اليوم منتصبة خفاقة تدعو كل الأحرار للالتفاف حولها كما بدأ اليمنيون أول ثورة يشعلونها؛ فأعطت ثمارها وحققت أهدافها.

واليوم تنادي راية الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر للالتفاف من جديد بنفس القوة والصدق، وسيذهب الزبد، وسيبقى ما ينفع الناس، وحينئذ لا عزاء لذوي الأغراض السفلى.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد