نحتفل اليوم بالذكرى الـ 62 لانطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة من جبال ردفان الشماء عام 1963م، لطرد المستعمر بقيادة البطل الشهيد راجح بن لبوزة.
وبهذه المناسبة الغالية على كل يمني، أتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى كافة أبناء شعبنا.. مستحضراً باعتزاز ملحمة النضال التي سطرها الآباء الأوائل، وتوّجت بالتحرير والاستقلال، وفرض السيادة على كامل ربوع الوطن، في فترة عدت من أخصب فترات الكفاح الوطني.
إذ شهدت توحد كافة القوى السياسية والمكونات حول مقارعة المستعمر البريطاني وتحرير الأرض اليمنية، وقد كان، كما نستلهم من روح أكتوبر المجيد أعظم معاني التضحية والفداء، ونغرسها في نفوس أجيالنا المقبلة.
إن سنوات المواجهة مع أصحاب المشاريع التدميرية، أثبتت أن هذا الوطن سيظل حصناً منيعاً على كافة المؤامرات، بفضل سواعد شبابه وإرادة شعبه، وهويته الوطنية المتجذرة في وجدانه، عصية على الاجتثاث، والتي قد تخبو أحياناً، لكنها تنهض بقوة عند أول مناسبة وطنية كثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر المجيدتين، في تأكيد جديد على واحدية الثورة اليمنية، والبوتقة التي أنصهر فيها الوطن والشعب في مسيرة واحدة خالدة.
وفي هذا السياق، ونحن نتذكر بكل إجلال وتقدير تضحيات شهداؤنا الأبرار وبطولات مناضلو ثورة التحرير، يتحتم علينا السير في ذات الطريق الذي اختطه شهداؤنا بدمائهم الزكية.
وأن نستمد منهم ما يحض على التمسك بقيم الثورة والوحدة، حفاظا على مكتسبات الثورة، وتقويض التداعيات التي أفرزت المأساة الكبرى، وجلبت المعاناة لليمنيين، ذلك أن الاصطفاف الوطني في مواجهة وإسقاط المشاريع السلالية والتفكيكية، وقوف في الجانب الصحيح من التاريخ، وخطوة هامة على طريق بناء الوطن الذي ننشده جميعًا، ويحقق لأبنائه الخير والمستقبل الأجمل بإذن الله تعالى.
وكل عام والوطن بخير.