للمرة الثانية، يظهر عضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي في اجتماع المجلس عبر تطبيق سكايب، وبجواره علم الانفصال.
قد يراه البعض مشهدًا عابرًا، لكنه في الحقيقة يتجاوز حدود الاستفزاز إلى انتهاكٍ صارخٍ لرمزية مؤسسة سيادية، الأمر الذي يجعل قبول رئيس مجلس القيادة وأعضاء المجلس لهذا المشهد أمرًا بالغ الخطورة، ليس فقط من الناحية السياسية، بل من حيث الاحترام الواجب لمؤسسة الرئاسة التي تمثل سيادة الدولة وهيبتها.
إنّ ما جرى لا يمكن النظر إليه إلا باعتباره صورة مؤسفة لواقعٍ مخزٍ، نتج عن سلسلة طويلة من التنازلات التي أوصلت البلاد إلى مرحلة التطبيع مع الإهانة وقبول الانتقاص من السيادة.
مشهد كهذا، يراه الشعب اليمني بأكمله، فيدرك حجم الضعف والوهن الذي أصاب القيادة، ويشعر بمرارة الانحدار في مستوى المسؤولية والاحترام الذاتي داخل أروقة أعلى سلطة في الدولة.
لقد تحوّل الموقف إلى حالة تعرٍّ سياسيٍّ كامل، تكشف انعدام الإحساس بالمسؤولية الوطنية، وتؤكد أن الكرامة الوطنية أصبحت ضحية حسابات ضيقة ومصالح مؤقتة.
وطالما أن الأمور بلغت هذا المستوى من الانحدار، فإن الاستقالة لم تعد هروبًا من المسؤولية، بل عنوانًا للشرف وبوابة لاستعادة الكرامة.
فمن يفشل في فرض احترامه واحترام المؤسسة السيادية التي يمثلها، لا يمكن أن يُؤتمن على استعادة الوطن وتحريره من الاحتلالات المختلفة، وفي مقدمتها الاحتلال الإيراني عبر مليشياته الحوثية.