لقد سقط القناع، وتكشفت الوجوه الحقيقية لمن ادعوا “المسيرة القرآنية” واحتكروا الفضيلة، وهم في حقيقتهم أبعد الناس عن القرآن، وعن أي مسيرة سوى مسيرة الخراب والدمار، جماعة رفعت شعار “الصرخة” لتخيف البسطاء، ثم اتخذت من الدين سلما للوصول إلى السلطة والمال، حتى تحول شعارها إلى لافتة خادعة تغطي قاذورات لا تخفى على أحد..
تاجروا باسم الدين، وباعوا الوطن قطعة قطعة، ووزعوا الموت كأنه صدقة، دخلوا كل بيت في اليمن لا بالبشرى، بل بالعزاء، أطفال قتلوا، نساء رملت، مدن خربت، ومرتبات نهبت، وكل ذلك تحت راية كاذبة تقول إنها “مسيرة قرآنية”! أي قرآن هذا الذي يستحل باسمه القتل والنهب والزنا بالسلطة والدماء.؟
لقد انكشفت أوراقهم، وتعرت دعاواهم حين بدأت الخلافات تنهش صفوفهم، وصار بعضهم يتهم بعضا بأبشع الفضائح: بالدعارة، وبالفساد الأخلاقي، وبالاختلاس، وبالعمالة، سقطت أخلاقهم كما تسقط أوراق الشجر اليابسة، لأن من نشأ على الكذب لا يمكن أن يثمر صدقا، ومن تربى على الدم لا يمكن أن يعرف الرحمة..
كانوا يزعمون الطهر والعفاف، فإذا ببيوتهم تعج بالفساد، وأيديهم ملوثة بالمال الحرام، وألسنتهم تتناحر في الفضائح، لقد تحولت جماعتهم إلى قطيع يتقلب في أوحال الشهوة والمال، لا يعرف شرفا ولا مروءة، يتحدثون عن “الولاية”، بينما هم عبيد لغرائزهم، وعن “الزهد” وهم غارقون في قصور بنيت من جثث اليمنيين، وعن “الجهاد” وهم يقاتلون من أجل الكرسي والكنز..
أي فضيلة تلك التي تباع فيها أعراض الناس في سوق السلطة؟ وأي مسيرة تلك التي جعلت من اليمن ساحة خراب ومقبرة لأبنائه؟ لقد قادوا البلاد إلى الجحيم، وأشعلوا حربا أكلت الأخضر واليابس، ثم جلسوا على أنقاضها يقتسمون الغنائم كاللصوص، ويتقاذفون تهم الفجور والعمالة فيما بينهم!.
الحوثي اليوم ليس سوى مثال صارخ على سقوط أخلاقي شامل، لم يبق من شعاراته إلا الصدى، ولا من قدسيته المزعومة إلا الوهم، أما الواقع، فهو جماعة تحيا كالخنازير في قاذوراتها، تتغذى على معاناة الناس وتتعفن في أموال مسروقة ودماء مسفوكة وأعراض منتهكة..
لقد آن لليمنيين أن يروا الحقيقة كما هي: لا “مسيرة قرآنية” هناك، بل مسيرة شيطانية تلطخت بكل دنس ورذيلة، جماعة ضيعت الدين، وخانت الوطن، وأهانت الإنسان، ولذلك فقد حان سقوطها من الداخل..