غضب شعبي من إهمال الطاقم الإداري باتحاد القدم لمنتخب الناشئين
المشاركون بدورة التضامن الإسلامي يتعرفون على مخاطر المنشطات
السفير العمراني يشيد باداء الناشئين ويدعو لمساندتهم
وديا.. عرفان أبين يكرم وفادة ضيفة نصر عدن بثمانية اهداف نظيفة
الحرمان من حضور المباريات في انجلترا لمرتكبي جرائم كراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحق اللاعبين
بيكيت يعتذر عن الإساءة العنصرية بحق هاميلتون
برشلونة يعرض 40 مليون يورو على بايرن من أجل التخلي عن ليفاندوفسكي
سيلفا يأمل في أن يلتحق به نيمار في تشلسي
بطولة ويمبلدون: سيرينا لا تفكر بالاعتزال رغم عودتها المخيبة الى الملاعب
فريق إنييستا الياباني فيسل كوبي يقيل مدربه
ينبغي أن ننطلق من تعريف العنوان للوصول إلى وصف ما يجري في اليمن، فالحرب المأجورة هي التي تقوم على تدخل جهة ما بهدف إخماد حرب قائمة ، لكن هذه الجهة تعمل على إشعال مزيد من الحروب ، أما المرتزق ، فهو ذلك الشخص الذي يجري تجنيده خصيصا ، سواء على المستوى المحلي أو الخارجي ليقاتل في نزاع مسلح أو يشارك فعليا ومباشرة في الأعمال العدائية .
يعد الارتزاق ثاني أقدم مهنة في التاريخ ، واليوم توجد شركات عملاقة في الغرب تدير المرتزقة وبأجور باهظة ، هؤلاء المرتزقة لا يعملون ضد بلدانهم وإنما يعملون خارجها ، على عكس المرتزقة في أفريقيا أو أفغانستان والعراق واليمن ، حيث يعمل المرتزقة في هذه البلدان ضد بلدانهم ولعل المرتزق اليمني من أرخص المرتزقة في العالم ، لأن مرتزقة العالم تسعى الشركات والدول لتجنيدهم ، بينما المرتزق اليمني يعرض نفسه على الدول للعمل معها ضد بلده .
مرتزقة العالم يسمون أنفسهم مرتزقة ويبرمون العقود على هذا الأساس ، بينما المرتزق اليمني يدعي الوطنية وهو يعمل لحساب دولة أخرى ، يتقاضى مرتباته من هذه الدولة أو تلك ، فهو أمام نفسه وطني والآخرين الذين يسلكون نفس سلوكه مرتزقة ، فمن يعمل لصالح إيران يعتبر الذين يعملون مع الإمارات أو السعودية مرتزقة ، والذين يعملون مع الإمارات والسعودية يعتبرون أنفسهم وطنيون والآخرين مرتزقة ، وهكذا يمكن القياس على من يعمل مع أي دولة وينتصر لها على حساب اليمن .
كانت اليمن أمام مرتزقة يعملون لصالح إيران ويعملون على تجريف الهوية الوطنية واستبدالها بالهوية الفارسية ، فجاءت السعودية والإمارات لمواجهة هذه المليشيات ، فبنت مليشيات جديدة خارج المؤسسة العسكرية والأمنية وفتحت سوقا حرة للقوة العسكرية وأمام الانقلابات وجعلت وسائل الحرب متوفرة لكل من يمتهن الارتزاق ، وأصبحنا أمام حرب مأجورة .
وقد وصف مكيافلي المرتزقة في كتابه الأمير بالقول ، إنهم شرذمة طاعون غير منضبطين ولا ولاء لهم ، فهم شجعان فيما بينهم أخساء أمام أعدائهم لا يخشون الله ولا عهد لهم مع الناس ، وهذا الوصف يتجلى أمامنا في أولئك الذين ينضوون في مليشيات خارج نظام الدولة ، بل ويجاهرون بولائهم لدول أخرى .
وبسبب من ذلك ، تشهد اليمن أمراء حرب وصراع بلا انقطاع ، في مشهد مأساوي ، تتجرع الدولة ويلات سوق حرة للحرب ، تعج بالعملاء عديمي الضمير ومليشيات تفتقر إلى الانضباط الوطني ، مما أفضى إلى شلل السلطات وإرساء حالة من الفوضى العارمة أرجعت اليمن إلى العصور المظلمة ، لتجعل من اليمن واحدة من أخطر الأماكن على وجه الأرض ، وانحرفت الدلالات عن معانيها ، حيث أصبح المرتزق بفعل الوحشية التي يمارسها وطنيا والوطني بفعل جبنه مرتزقا ، ولن يصل اليمنيون إلى سلام ، طالما وهذه الدول تؤجر جزءا منهم ضد الجزء الآخر .