;
عادل الشجاع
عادل الشجاع

هل أمريكا وإيران حلفاء أم أعداء؟ 1049

2022-06-16 09:35:13

أظن وليس كل الظن إثم ، بأن الصراع الأمريكي الإيراني ، هو صراع إعلامي ، أما في الواقع فهناك تخادم بين الطرفين سواء في العراق أو أفغانستان أو سوريا وحتى في اليمن ، فقد قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن ليندر كينج ، إن واشنطن تعترف بحركة الحوثي طرفا شرعيا في اليمن ، والاعتراف بالحوثيين هو اعتراف بإيران الداعم الرئيسي لهم ، ونحن إذا تتبعنا العلاقات الأمريكية الإيرانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، سنجد نمط التعاون بين البلدين ، بل إن اهتمام الولايات المتحدة الأمريكية بإيران زاد خلال حقبة السبعينات وأدخلتها ضمن خارطة الشرق الأوسط الجديد وهي التي رسمت لها ما أسمته الهلال الشيعي .

حدثت قطيعة شكلية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران ، لكن التعاون ظل قائما بينهما وقد ظهر ذلك جليا بشكل مباشر حينما دعمت إيران بثلاثة آلاف صاروخ في الثمانينات بعد أن كادت العراق تحقق انتصارا عسكريا على إيران فقد تم نقل هذه الصواريخ عبر مطار تل أبيب في إسرائيل ، وبشكل غير مباشر حينما أقدمت إسرائيل على ضرب المفاعل النووي العراقي وترك المفاعل النووي الإيراني ، وفي عام ١٩٩٩، قدم كلنتون اعتذارا لإيران عما أسماه ظلم السياسات الأمريكية والغربية ، ولم نسمع عن أي اعتذار أمريكي أو غربي للعراق التي تعرضت للمحو من الوجود كدولة عضو في الأمم المتحدة .

وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت أعلنت أمام المجلس الأمريكي عن تطبيع العلاقات مع إيران بعد عقدين من انقطاعها وسردت أولبرايت في خطابها الدور الإنساني للحضارة الإيرانية وأهمية إيران الجغرافي والاستراتيجي وكذلك دورها المستقبلي للحفاظ على المشاركة في تثبيت الأمن والاستقرار في المنطقة، صحيح أن بعض الإدارات الأمريكية في مراحل مختلفة فرضت على إيران عقوبات اقتصادية، لكنها كانت تسهل لإيران غسيل الأموال وتستثني بعض الدول من التبادل التجاري مع إيران برغم الحصار كي لا ينهار النظام في إيران.

كثيرا ما وضع العالم يده على قلبه بعد سماع طبول الحرب وتبادل الاتهامات بين البلدين ، وكثيرا ما تحركت حاملات الطائرات الأمريكية إلى المنطقة بهدف تأديب إيران واتهامها بأنها تهدد الأمن الدولي ، لكن يتضح من كل ذلك أنها لعبة متفق عليها بين البلدين من أجل سلب مزيد من الأموال الخليجية وإعطاء مبرر لبقاء الوجود الأمريكي الدائم في الخليج .

سيناريو العراق انتهى بالحرب على العراق وإعدام الرئيس صدام حسين ، لكن هذا السيناريو لم يحدث مع إيران ، وهذا يدل دلالة واضحة بأن أمريكا زرعت الثورة الإسلامية في إيران مثلما زرعت إسرائيل في قلب العمق العربي كي تكونا مصدر تهديد دائم للمنطقة العربية ، ولست بحاجة إلى التذكير بأنه مع تحرك حاملة الطائرات الأمريكية لينكولن ردا على التهديدات الإيرانية المزعومة ، تم تمرير صفقة القرن والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .

نحن نعلم أن السياسة الأمريكية لا تحكمها الصدف ولا تدفع بها رياح ردود الأفعال ولا تتحكم بها الأمزجة ، إنها دولة المؤسسات ، تصنع القرار وتخطط من أجل صنعه ، لذلك فهي تتبنى سياسة العمل بالوكالة وتسخير الدول والجماعات في خدمة الأهداف الأمريكية ، كما هو حاصل اليوم مع عصابة الحوثي الإرهابية التي تعد واحدة من تسخير إيران لتنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة القائمة على تجريف الاقتصاد وتفكيك الهياكل السياسية والعسكرية وتكريس فراغ الأمن .

بالعودة إلى روبرت مالي وبريت ماكوغرك اللذان كانا في ولاية أوباما وحاليا في ولاية بايدن ، هذان الرجلان يعشقان الفرس ويكرهان العرب وهما من يصنعان سيناريوهات التعامل مع الملف النووي الإيراني وملف الإرهاب والنتائج كلها تصب في مصلحة الكيان الصهيوني لأن أمريكا تضع في قمة اهتمامها أمن إسرائيل ، وكثيرا ما سمعنا عن قرب وقوع الحرب الأمريكية الإيرانية ، لكنها لم تقع منذ أكثر من ٤٠ عاما على الأقل ، فهل نتوقع بعد هذا أن تكون أمريكا مع سلام في اليمن يخدم الشعب اليمني ، أم يخدم عصابة الحوثي الإرهابية ذراع إيران في اليمن ؟

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد