مالم يفصح عنه في الحوار "نقوله" نعم لخليجي "2013" وألف نعم
المحرر السياسي
المحرر السياسي


الحراك السياسي القائم اليوم يبدو أنه لم يحدد بعد ما الذي جعله حراكاً متشنجاً.. وما هي مطالب المشترك والشعبي العام حتى يمكن الوقوف عليها وتحديد نقاط الالتقاء والإختلاف..
والغريب في هذا التوتر الحاصل أن الشعبي العام يطالب أحزاب المشترك بالتنازل، فيما الأخرى تقول: "ما الذي أمتلكه حتى أتنازل".. والصحيح أن المعارضة ليست في السلطة ولا علاقة لها بالحكم مطلقاً.. أي أنها في الشارع، فما الذي يمكن أن تتنازل عنه وهي لا تملك من الأمر شيئاً ولا حول ولا قوة لها في الثروة والسلطة.
لم يدرك المؤتمر بعد هذه الحقيقة أو لا يريد أن يتعامل بها، ويريد فقط أن تكون المعارضة فطنة لماحة ذكية تقول الذي لا يقوله الشعبي العام، في حين أنها في الأصل لا تملك هذه الفطانة وليس لديها من الذكاء ما يجعلها تقرأ الأفلاك والنجوم والأخماس والأسداس حتى تحدد رغبات الشعبي العام بدقة..
كأن المؤتمر يطالبها هنا أن تكون قارئة الفنجان، إما أن تحدد ما يرغب به أو أنها مارقة عن الشرعية الدستورية.. في حين أن الشعبي العام كان بمقدوره أن يفصح عما يدور بخلده على الأقل بالنسبة لسنة 2013م التي عمد ممثله على تغييبها، لاعتقاده أن لدى المشترك كياسة ولباقة، فيكون البادئ بالطرح أو أنه أراد تغييبها ليفسد الحوار.
 الكثير من الساسة يقولون إن تعمد تغييب الجوهري أراد منه ممثل الشعبي العام الوصول إلى التقاطع، غير أن هذا التقاطع لم يعد يقبله الواقع الذي سئم البقاء في الفكر السياسي وفي المكايدات وقلع الجلد، لأن ثمة غامضاً لم يستجب أحد له وكيف يستجيب في الأصل لهذا من لا يملك الخلفية الكاملة لرغبة من لا يريد الإفصاح عن شيء في خلجاته النفسية ويريد الوصول إليها عبر خارطة طريق لم يقم الشعبي العام حتى برسم القليل من ملاحها..
إذاً ثمة تفكير حقيقي لدى الشعبي العام لم يفصح عنه، قد يكون بفعل الحياء من طرح "2013" واستباق الزمن وقد يكون دهاء يقابله غباء المعارضة التي لم تحسم استخدام هذه الورقة ولو أنها زايدت على هذه النقطة الجوهرية، لربما كانت الآن في مقعد صدق عن نقاط خليجي 20.
لكنها أما بفعل الغباء أو رغبة التغافل لإحراج الشعبي العام بأن عليه أن يكاشف أو يتحمل مسؤولية الغموض، أرادت أن تقول "ليس لدي ما أتنازل به للشعبي العام حتى يتصالح معي ولا أملك غير الشارع فكيف أتنازل عنه".
 خلاصة ذلك كله أن المبدأ والختام لدى الشعبي العام، هو أن عليه أن يفصح وعلى المعارضة أن توافق، هذا هو التنازل وما عداه فإن المعارضة لا تملك شيئاً يستحق عليه أن يطالب بتقديم تنازلات.. ما الذي تقدمه في هذا الجانب إن لم تكن المسألة نعم لـ"خليجي 2013" وألف نعم.

في الإثنين 20 ديسمبر-كانون الأول 2010 04:02:39 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=63117