تعز.. وطن يتحدى المستحيل
المحرر السياسي
المحرر السياسي

تعز أيتها الطالعة من ثنايا القصيدة، يا مهاوى أفئدة الأحرار وقبلة عشق لا ينتهي..
وحدك أنت تظلين هذه الروح النابضة بالمجد، صانعة التاريخ وإشراقة الزمن في جبين الوطن..
أنت وحدك من يشكو هذا الفضاء من الحرية المتوج بقلوبنا ونحن نستلهم منك ما يستحق الحرية تضحية وصموداً وقوة إرادة.
تعز.. أيتها المدينة الأروع في تاريخ الانتصارات الوطنية، من يقدم على الدوام فعل المبادرة والإبداع ويخلق أفقاً من فضاء وحب وقوة ضمير.
تعز.. ها نحن نشرع بمراكبنا نحوك.. نتجه إليك.. نرى فيك عزة وطن طالة ليله وسلبت إرادته ولولاك لم يكن هذا الفخر وهذا الوطن.
وطن.. أنت من يمنحنا ألق القادم وقوة حضور الوطن في العصر ومن يجعل للحياة معنى وللإنسان أملاً يستحق أن ينتصر له.
تعز.. يا دورتنا الدموية التي لا تكف أن تمنحنا المضي إلى حيث نريد.. وطن خالياً من الاسترقاق ويا شعلة فرح تتوقد في حنايا المناضلين وتزيدهم استلهاماً في صنع القادم بتجليات نضالك أنت.. وحيثما ولينا وجوهنا نضالياً لا نرى غير تعز تفتح نافذة مستقبل، تشعر القلب بم يستحق أن يعيش لأجله تمكن العاشق من أن يكون أنيقاً، تعطيه القدرة على اجتراح المعجل المعجز.
تجعل الوطن قصيدة والقصيدة وطناً.. منها تتفتح الفصول وتتداخل بجمالها وحللها فلا ترى إلا وهي خامرة في روح العصر.
تعز.. لولاك لم يكن للثورة معنى الانتصار العظيم ولم نكن نحن قادرين على الخطوة إلى الأمام، لذلك تظلين فينا البرق الذي يلمح ليوقظ القريب ويرينا كيف تكون الثورة فعل إرادة وعمل عظيم تجود به تعز بأبنائها الثوار العظام، بشبابها وحرائرها الذين يضمون الوطن في حدقات أعينهم ولا يرون غير النصر ولا يرضون به بدلاً.. هؤلاء هم ضؤنا الساري في جوانحنا دقة الانتصار وهو مسجل على الطريقة التعزية فقط ومشاع لكل أبناء الوطن..
تعز.. يا اختصار وجودنا ووثبتنا إلى الآتي وانطلاقة فرح وتدشين مجد يستحق أن تكونين أنت العنوان الكبير..
تعز.. نحن مدينون لك بعظمة صورتك وتضحياتك وقوة انتسابك إلى المعنى الإنساني الخلاق.. لولاك لم نكن نحن نحن، ولا الوطن وطناً ولا الثورة فعلاً جماهيرياً متناغماً، يمتلك الدفاع عنه وتسجيله واقعاً.. أبناء تعز الذين نراهم أنبل من بني البشر وأقوى ما فينا من طموح وحب للعزة والكرامة.
تعز.. دمت وطناً لنا ودام الوطن متألقاً بحضورك فيه..
تعز.. كم نحبك وأنت هذا الزهو، فإليك تدبج القصائد وتكتب الأشعار وتهدى الأغاني الأنيقة وتطرز السماء بالنجوم..
وإليك فقط تقدم الروح تذكاراً لأنبل وأعرق وأقوى مدينة تتحدى المستحيل على الدوام وتنجز ما نستحق أن تبقى فيه.. الثوار انتصاراً..
إليك نسافر ولدينا مع الولع والاشتهاء لأن نستوطنك ما لا نقل على تجاوزه، لذلك انت عشقنا الأبدي، أنت من تطال أعناق السماء كمعلقة ترصع بالجواهر ودرر منثورة، لولاك أنت. لولاك لم يكن لهذا الوطن غير الذبول.. دمت تعز حباً ووطناً للوطن.

في السبت 23 يوليو-تموز 2011 03:47:58 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=65123