ذكرى ال30 من نوفمبر.. أيقونة الانتصار
المحرر السياسي
المحرر السياسي

تهل علينا مناسبة الـ"30" من نوفمبر 67 يوم ذكرى رحيل آخر جندي بريطاني من أرض جنوبنا الحبيب وهي ذكرى تتزامن في توقيتها مع ظرف بالغ التعقيد والصعوبة والوطن فيه يحاول أن يرتقي سلم المجد ويتخلص من زمن كاد فيه أن يستلب هذا الاستقلال والسيادة بفعل الأزمات المتعددة الألوان والتي طحنت الوطن وأدخلته في متاهة الفرقة والانقسام وهي ذات الأساليب التي دأب عليها الاستعمار الانجليزي في جنوب الوطن بشعار "فرق تسد"..
وإذاً فإن هذه المناسبة بذكراها الغالية ستظل فينا باعث قوة وتجدد من أجل وطن يسوده الوئام والحب والسيادة الوطنية وستظل أيضاً ملهمة للإنسان اليمني في مواصلة الكفاح ليس لطرد المستعمر الذي غادر الوطن إلى غير رجعة ولكن لأجل الحرية والكرامة والنماء والتقدم ومن أجل أن يسود الوطن الحب وترفرف على جنباته رايات السلام والسؤدد..
فهي بهذا المعنى ذكرى نستقي منها دروس العزة ودروب الخير وهي بذات العناوين التي سطرها بفخر المناضلون الأتقياء الأنقياء والشهداء الذين سقطوا على درب الحرية وأن ينعم الوطن باستقلاله ويكون سيد نفسه.
 ذكرى الـ30 من نوفمبر في هذا السياق تشير بقوة في أحد أهم معانيها ودلالاتها إلى أن هذا الوطن من أقصاه إلى أقصاه يمارس طقوس الفرح وهو يتطلع في ذات الوقت إلى يمن جديد فيه التغيير نحو الأفضل وفيه يتوق الإنسان إلى أن يسمو بالوطن إلى مستويات تتحقق غايات طالما تاق إليها من ناضلوا على درب العزة والكرامة، ذلك أن معاني الإنتماء الأصيل والمشرق دوماً تستمد عنفوانها وقوة حضورها وديمومتها من أيقونة الانتصار على كل استبدادي واستعماري، ومن هذا الترابط الوثيق بين الماضي والحاضر وتطلعات المستقبل ومن قوة الأصالة والمعاصرة في آن واحد وذلك مفتاح النهوض والتقدم وتجاوز العراقيل والصعوبات لتمثل انتصارات الوطن واستحضار ذات الاحتفائي بهذه المناسبة في هذا الوقت تحديداً ولتشكل معيناً قوياً في الارتقاء على كل ما هو معيق وتجاوزه بقوة إرادة وصلابة الإنسان اليمني في مواجهة الشدائد في اختيار طريق الخلاص من كل ما يتصل بذات السلبي أكان الاستعمار البريطاني الذي رحل غير مأسوف عليه أو مفرداته التي اشتغل عليها البعض من انقسام وتمزق وفرقة وظلت ثقافة قابعة في ذهنية البعض من قوى الاستعمار وهي اليوم ذات التاريخ في ذات المناسبة تصير من مخلفات الماضي وتغدو مجرد ذكرى باهتة يأتي إليها الوطن ليستحضر مهامه الجديد فقط ويقف أمام متطلبات القادم بما يعني هذا الاستحقاق للشعب الثائر المناضل المثابر والذي دائماً تتوج نضالاته بالانتصارات وتتحقق من خلاله عناوين الفرح..
ولعل ذكرى استقلال الـ 30 من نوفمبر 1967م اليوم وهي تطل علينا بالتزامن مع فعل التغيير الثوري المنشود تؤكد لنا بقوة معنى اليمن أرضاً وإنساناً حين لا يقبل على أرضه وصياً كائناً من كان وحين يكون الإنسان اليمني هو سيد نفسه وهو أن يناضل من أجل أن تبقى الحرية والكرامة منارة وطن راياته خفاقة.
فتحية حب وإجلال وتقدير لشهداء الوطن الذين قارعوا طغيان الاستعمار والظلمة والظلام.
التحية للخالدين المخلدين من شهداء الوطن الذين قدموا أرواحهم في سبيل سيادته واستقلاله.
المجد والخلود والرحمة لكل المناضلين الذين ضحوا بحياتهم لكي يبقى الوطن في عز ومجد وسؤدد ويبقى اليمن معافى يرفل بحياة الحرية والكرامة والعزة.

في الأربعاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2011 04:24:39 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=66402