التدخل الفارسي في الحرب حجة،،،،
المحرر السياسي
المحرر السياسي

الحرب المشتعلة أوزارها في حجة، وتشريد الآلاف من أبناء هذه المحافظة، والقتل اليومي الذي تمارسه الحوثية في حق أبرياء، والذي يصل إلى جرائم ضد الإنسانية والدمار الكبير الذي تلحقه ذات الجماعة على ممتلكات المواطنين، لا يعني غير شيء واحد: أن التدخل الفارسي بلغ مستوى لا يمكن الصمت عليه وبات يشكل عبر الحوثية خطراً حقيقياً، ليس على اليمن، ولكن على المملكة العربية السعودية في المقام الأول.

ونحن هنا لا نقول هذا جزافاً ومن باب المكايدة السياسية، ولكن لأن المواجهة اليوم غيرها بالأمس، فالرهان على سقوط هذه المحافظة والوصول إلى (ميدي) كميناء من خلال (الحوثية) هو رهان إيراني بكل تأكيد، هدفه اتساع خارطة المواجهة عبر الحدود مع المملكة، لتكون الحرب وجهاً لوجه، كتخفيف ضغط على ما يجري في سوريا أولاً، وتصفية حسابات تراها إيران مهمة ثانياً.

وإذاً كل ما يجري من إرهاب ورعب على أبناء حجة حتماً سيصل إلى المملكة.. وهنا لابد من قول صدق بلا مواربة أو تخويف: وهو أن اليمن غدت فعلاً ساحة صراع واضحة، والتغافل عن ذلك يجر إلى تمادي الحوثية والذهاب إلى تنفيذ كامل المخطط الفارسي، ولاشك أن من يتحمل المسؤولية في كل ذلك، هي حكومة الوفاق التي تحاول أن تتهرب من موجبات الدفاع عن وطن من اختراق سيادته وأمنه واستقلاله عبر قوى واضح أنها لا تعير أهمية لإراقة الدم ولا يردعها ضمير ولا أخلاق وتذهب في تطرفها إلى اعتبار من يقف في وجه الأطماع الفارسية يستحق القتل من باب الاستحقاق الديني الذي تحث عليه وتفتي فيه ولاية الفقيه.

وهنا ندرك أن التمدد الحوثي الفارسي على الأراضي اليمنية منشأه التطرف العقدي الأثنى عشري لضرب العمق السني الذي تمثل واجهته السعودية، ويبدو أن احتدام الحرب وتزايدها يشكل مدخلاً مهماً للوصول إلى مواجهة مع السعودية، لكونها تتدخل في سورية ولأنها وهابية الوجه واليد واللسان من وجهة نظر شيعية إثنى عشرية.. لذلك لابد أن تدرك المملكة فداحة تجاهل هذا الخطر المتزايد عبر الحوثية، والذي طالما أكدنا عليه منذ وقت مبكر.. ويبدو أن صحو المملكة إزاء الخطر المتصاعد القادم من طهران إذا ما جاء متأخراً سيجعلها تجد نفسها في نهاية المطاف، بين فكي كماشة الجبهة الشرقية والجبهة الجنوبية من العمق اليمني، رداً على ما يحدث من دعم لقضية الأحواز العربية في فارس، ونتاج المواقف الصارمة ضد النظام في سورية من قبل السعودية ضمن هذا السياق، فإن المؤامرة الفارسية من اليمن تحتاج إلى مواجهة صارمة مع من يريدون الوطن اليمني ساحة لتصفية الحسابات مع دول الخليج.

وبالتأكيد فإن تزايد الضربات الموجعة للمواطنين في حجة ستجبرهم على إخلاء المنطقة للاستيطان الفارسي إذا ما استمر التساهل أو التغاضي عما يرتكبه الحوثيون من جرائم في حق أهلنا في حجة، فهل تعي حكومة الوفاق الوطني كارثية طهران في اليمن؟ وهل تستوعب المملكة العربية السعودية أبعاد المؤامرة عليها؟ هل كلا الطرفين يسرعان في اتخاذ موقف ضد الحوثية كفئة خارجة عن القانون وتنتهز فرص الأحداث السياسية والفوضى التي خلفها النظام لتنجز مخطط الفرس على أرضنا وديننا وقتل الأبرياء؟ أسئلة نطرحها على من يعنيهم التدخل الفارسي وخطره، قبل أن تجد اليمن والسعودية نفسيهما في حالة من لا يستطيع درء الخطر ويكتوي بنار التساهل، ليصح حين إذ قول الشاعر

سيذكرني قومي إذا جد جدهم × وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
في الإثنين 27 فبراير-شباط 2012 07:24:29 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=67264