طهران ومخططها بالمنطقة
المحرر السياسي
المحرر السياسي
 
تعمل طهران بكل ما تستطيع لتنفيذ مخططها الكبير في استهداف المنطقة وتحديدا المملكة العربية السعودية من الأرض اليمنية وبحذق ومهارة ورؤية منهجية استطاعت أن تحدث تأثيراً يتنامى يوما إثر يوم لصالح سياسة طهران عبر البوابة الجنوبية اليمن التي ترها طهران ذات أهمية قصوى لا تقل في مستواها عن جنوب لبنان من بوابة حزب الله وهي اليوم من البوابة الجنوبية تحشد كامل قوتها الدينية والسياسية والمالية والثقافية للوصول إلى هذا الهدف الإستراتيجي (الحوثية) نموذجاً في السيطرة على الجزيرة والخليج فيما يبدو السعودية وهي أقرب إلى اليمن في المشترك التاريخي بكل تنويعاته الثقافي و الاقتصادي والجغراسياسي...الخ, لم تستطع بعد فهم ابعاد المخطط الإيراني وتتعامل معه بخجل شديد مما يوفر فرص غير عاديه لطهران في احداث فعل تأثير لدى اليمنيين من أجل استعداء المملكة العربية السعودية
 ولدى طهران وقواها في الداخل اليمني ممكنات كثيرة لهذا التأثير الذي يريد خلق مناخات خصومة بين البلدين اليمن والسعودية ويبدو أن التعاطي مع هكذا مخطط بارز ضد اليمن ما يزال في السياسة السعودية خاملا وغير مدروس بعناية ولم تدرك بعد أن القضية في كل الأحوال ليست اليمن ولا ما يجري فيها من مؤامرة قدر ما هو الهدف التطلعي الإستراتيجي الجزيرة والخليج..ومن المؤسف أن ثمة مواقف تشتغل من حيث لا تدري عليها السعودية تعزز من خلالها ما تروج له طهران وليس أدل على ذلك من إقفال سفارتها أمام المغترب اليمني والمصالح المتبادلة بين البلدين الجارين الشقيقين وذلك جل ما تريده وتتمناه طهران في هذا الجانب.. ولذلك لابد أن يستوعب الساسة في الرياض المعنى البعيد والمهم في المترتب على اغلاق السفارة في اليمن على خلفية خطف القنصل السعودي..والرياض تعلم جيدا من هو الذي خطف القنصل وسلمه للقاعدة ومع ذلك تعاقب شعبا بأسره وتعاقب وطنا في بادرة خطيرة جدا لم تقدم عليها دولا ليست في مستوى العلاقات اليمنية السعودية ولم تفكر في أشد حالات الخطر على سفاراتها في الإغلاق.ويحدث اليوم للأسف الشديد من الجارة السعودية لتمنح طهران ما تريده بالضبط وتشتغل عليه من خلال قوى مثقفة وسياسية ودينية لإحداث تصدع كبير بين البلدين.وهنا يؤكد المتابعون السياسيون أن تصاعد الخطر الإيراني في اليمن وتناميه وغياب الدور السعودي المطلوب لمواجهة الخطر الداهم عليها هو اليوم يبدو في مستوى الطموح الشيعي الذي يجر المنطقة إلى إقلاق أمنها واستقرارها وإلى فوضى مرتبة النتائج ومدروسة بعناية ومعروفة إلى أين تؤدي.وما لم تعمل المملكة وبتنسيق يمني سعودي عالي المستوى لإيقاف المؤامرة التي باتت واضحة وأجراسها تقرع بقوة على أبواب الجزيرة والخليج نقول ما لم تدرك ذلك وتعمل بوتيرة متسارعة لإفشال المخطط القادم من طهران على كافة الصعد وتعيد حساباتها ومواقفها النزقة وما قد تؤدي له فإن القادم المقلق لن يكون هينا والخطر اكبر من أن تتصوره المملكة عليها أولا.هذا أمر يدركه المحللون السياسيون الذين يتابعون تطورات المؤامرة في اليمن من عدة جوانب تقف ورائها بامتياز طهران بهدف جر اليمن للعنف ومن ثم الفوضى والتقسيم وتنامي الحوثية والحراك الانفصالي والقاعدة وممارسات الإرهاب والخطف جميعها تؤدي إلى إحداث ما تريده طهران من اليمن وهو أن تكون قابلة لنقل كل المتراكم الثقيل والفوضى إلى دول الجوار لنجد أن ثمة اشتغالاً على هذا في ذات الرقعة الجغرافية البحرين اليمن أهم ممكنات وطموحات إيران.هكذا يبدو المعنى الكبير للمؤامرة التي يفرض على الأشقاء من دول الجوار أن يشتغلوا على مشروع حقيقي في اليمن يستهدف تعزيز العلاقات بين البلدين والوقوف بكل الممكن في وجه المخطط الفارسي والعمل بوتيرة متسارعة في التصدي الثقافي الإعلامي السياسي لهذا الفارسي وفهم أبعاد وتحديات القادم على المنطقة وعدم اتخاذ المواقف الانفعالية السريعة الغير مدروسة التي تستفيد منها طهران عبر قوى في الداخل صارت اليوم لا تخجل من علاقاتها مع هذا الفارسي وتعمل بوضوح في أحداث فوضى وعنف وترويج غير طبيعي لعداء بين اليمن والسعودية.وإذا نحن أمام تحديات لا يمكن أبدا التقليل من شأنها وأمام فعل مؤامرة يتحرك في الواقع وهو رأي العين في الوقت الذي تغلق الرياض سفارتها في اليمن بما يخدم الأعداء ويحقق ما يريدونه ويعمل على التسريع بالمؤامرة لتنجح تماما هذا ما نراه وننبه إليه بصدق ومسؤولية ورؤية نقدمها للمعنيين ليس من باب الخوف على اليمن ولكن درءا لقادم على الجزيرة والخليج يكاد أن ينضج فيما الاهتمام منصب على إغلاق السفارة وتقديم حالة نزقة لطهران تزيد من قدرتها للوصول إلى ما تريد وكان الأحرى في أشد الحالات ضغطا على اليمن أن تمارس ضغوطات على الحكومة وليس على شعب بأسره يستفيد منه الأعداء.وإذا علينا أن ننجز مهام الحاضر برؤية متروية عاقلة فاهمة مستوعبة للقادم وما يخطط له الأعداء وهناك ممكنات كثيرة لإنجاز ما هو مطلوب للتصدي للدور الإيراني في اليمن وما بعد اليمن وما يحتاجه البلدان هو التصميم والإرادة وليس المزيد من مساعدة أعداء الأمة لتوسي عداوتهم.وهو أمر نأمل أن يدركه الأشقاء ويعملون على تفاديه بكل ما يستطيعون.


 


في الثلاثاء 05 يونيو-حزيران 2012 03:23:02 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=68367