مريض نفسي..!
أحلام القبيلي
أحلام القبيلي

التعامل مع الناس أمر صعب ويحتاج إلى مهارات.. وأصعب منه التعامل مع أمراض النفوس والنفوس المريضة، وما أكثر هذه الفئة في المجتمع!! والمصيبة أنها تتكاثر بشكل غير طبيعي وخصوصاً في الأزمات..
والشخص المريض- كفانا الله وإياكم شره- له علامات وصفات منها على سبيل المثال لا الحصر:
لو أحسنت إليه دهراً (ما يتجمل منك) و يقول لنفسه ولمن حوله (أصلاً هذا حق من حقوقي عليه)، وفوق هذا لا يتورع أبداً عن الإساءة إليك ورحم الله الشاعر حين قال:
أعلمه الرماية كل يوم ** فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي** فلما قال قافية هجاني
يالها من أبيات تنزف ألماً وتقطر وجعاً تتجسد فيها حالة نفس مريضة، خبيثة يجري في دمائها النكران والمكر والغدر..
مريض النفس..لا يهتم بشيء تسميه العرب(العيش و الملح) والعشرة والمعروف فتجد صديقاً عشت معه عمراً، تقاسمتا فيه الحلو والمر، ويعرف أدق تفاصيل حياتك، وكنت تقول فيه شعراً ونثراً، وظننت في فترة من الفترات أنه الشخص الذي ذكرته العرب في الأمثال(رب أخ لك لم تلده أمك).. ثم إذا ما اختلفت معه في الرأي السياسي والحزبي العفن انقلبت محبته إلى سوء ظن، وقربه إلى بعد، واعتبرك بعد المحبة عدواً وأمن قومي!! 
وكم استلمت؟
وكم سلموا لك؟
تبا لك أيها المريض..

مريض النفس.. يجعل من الحبة قبة ومن قبته حبة ويستسلم لوساوس نفسه التي تفوق وساوس الشيطان الرجيم.. مريض النفس، لا يفهم إلا ما يريد أن يفهم، شعاره دائماً وأبداً "عنزه و لو طارت"..
مريض النفس تسدي إليه معروفاً وتتفاجأ بأنه قد قلب معروفك منكراً، فتعطيه –مثلا- شيئاً يخصك بطلب منه و رجاء و توسل فإذا جاء الوقت وأصبحت محتاجاً للشيء الذي تركته عنده وطلبته منه بأدب جم، اعتبر ذلك جرماً تستحق عليه الغضب والعداوة والتشهير، مستخدما في ذلك مثلاً مريضاً يستخدمه كثير من الأمراض (قطع العادة عداوة) أو(وأقطع ولا تولف أو ولف ولا تقطع)!!
مريض النفس شخص متعصب لحزبه أو لطائفته أو عشيرته أو مذهبه ولا يرى أبعد من أنفه.. مريض النفس، لا تستطيع أن تحاوره ولا تجادله، فحواراته قصف عشوائي يستخدم فيه أقذر الألفاظ المستخدمة في الشتائم والسباب وأقبح التهم والاتهامات.. مريض النفس هو باختصار من تخاف التعامل معه ولا تأمن شره و لا تستطيع معاشرته يتعبك و يوجعك و"يفقش قلبك" وشر الناس من تركه الناس اتقاء شره كما جاء في الحديث النبوي الشريف..

في الأربعاء 03 فبراير-شباط 2016 01:59:40 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=78482