غبار الموت
حسن عبد الوارث
حسن عبد الوارث
عدتُ من المقبرة مُتَّشِحاً بغبار الموت والأصدقاء.
عدتُ ميتاً لا زال يستطيع السير الزائف والتنفُّس اللاهث.. ويعلن خجولاً كسيراً عن بقاء اسمه في لائحة الأحياء.
جلتُ ببصري في موجة الزملاء والأصدقاء والأعداء الذين جاؤوا للصلاة على الراحل العظيم، ودفنه، ودلق عبارات التعزية في آذاننا.. فإذا بي أرى كثيراً من الوجوه المهيَّأة للرحيل القريب، ليس لأن أصحابها مرضى أو كهول أو يائسون من الحياة، بل لأنهم من صنف الراحل العظيم: صادقون حتى النخاع، وأنقياء حدَّ الذوبان.
دفنَّاك يا أحمد؟
لا، لم ندفنك اليوم.. إنما دفنَّا أنفسنا فيك !
لم يعد السؤال الذي أطلقه عميد ركن الأدب العربي: هل لليمن شعراء؟ محل جدل ولا حتى محطّ اهتمام عابر..
إنني أسأل: هل لليمن عظماء؟
هل كنتَ يا أحمد آخر الأقيال؟.. أم كنتَ حادي الرحلة الأخيرة صوب القيامة القادمة؟
أجِبْني عن سؤالي يا صاحبي.. أو خُذْ سؤالي معكَ "رهينةً " إلى أن نلتقي.
فمن بقيَ من أقيال في هذا القرن؟
.. وهل ظلَّ ثمّة أقيال في عهد القرون ؟
اللهُمَّ إني سألتُ، ولم أَلْقَ جواباً.. فلا تُحاسبني اِنْ كَفَفْتُ الخِطابا.


في الخميس 05 يناير-كانون الثاني 2017 06:09:11 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=79041