ماذا لدى معين عبد الملك ليفعله ووزير إعلامه ليعلنه؟
عادل الشجاع
عادل الشجاع
   

بعد انقلاب عصابة الحوثي الإرهابية على الشرعية الدستورية في اليمن، كان النشاط الدبلوماسي والإعلامي يتعاملان مع الانقلاب كقضية، لكن هذين النشاطين تراجعا إلى التعامل معه كحدث، مما جعل إعلام هذه العصابة يسيطر على المخزون البشري واستقطاب المقاتلين عن طريق دورات التثقيف وعن طريق الرسائل الإعلامية المغلفة بالدماء وبث روح العزة المزيفة والتمكين الإلهي .

 

هناك خمول دبلوماسي وضعف إعلامي واضحين أمام الفرص المتاحة أمام الشرعية التي أضاعت الكثير من الفرص الدبلوماسية والإعلامية ولو استغلت هذه الفرص لحققت انتصارات كانت كفيلة بمحاصرة هذه العصابة داخليا وخارجيا، لكن على ما يبدو أن الخوف المسيطر على الشرعية من مواجهة المجتمع الدولي بالحقائق قد مهد الطريق لعصابة الحوثي لتملأ الفراغ الدبلوماسي والإعلامي .

 

منذ بداية انقلاب هذه العصابة وشعبنا يتعرض لأبشع أشكال الجريمة والإرهاب المنظم على أيدي هذه العصابة التي اغتصبت الدولة ومؤسساتها واغتصبت عقول اليمنيين الذين يقعون تحت سيطرتها بالدورات التثقيفية الإجبارية والزج بالأطفال والشباب إلى جبهات القتال تحت شعار مواجهة العدوان وملأت المعتقلات بالرجال والنساء كل ذنبهم أنهم يدافعون عن كرامتهم، وأمام ذلك عجزت الدبلوماسية والإعلام في مواجهة ذلك ولفت الرأي العام الدولي إلى هذه الجرائم .

 

لقد غيب الإعلام الرسمي الرسالة الإعلامية بمستوياتها الثلاث، الرسالة النفسية الموجهة إلى المناطق التي تسيطر عليها عصابة الحوثي والرسالة العاطفية للمجتمع الدولي والرسالة الاجتماعية والسياسية للصف الجمهوري في مواجهة الإمامة التي تغطي على إرهابها بمفردات السيادة، الاستقلال، الحرية، الكرامة الوطنية وهي تنتهك كل ذلك .

 

ولست بحاجة إلى القول إن الدبلوماسية اليمنية ومعها الإعلام وقفا مكتوفي الأيدي أمام الضوء الأخضر الذي منحته أمريكا لعصابة الحوثي لقتل اليمنيين ولم تتحرك الدبلوماسية أمام هذا التوجه الأمريكي، كما أن الإعلام لم يفضح هذه العلاقة بين الحوثيين وأمريكا والتي يتصدرها شعار الموت لأمريكا كذبا ليتحول إلى موت اليمنيين .

 

لقد بذلت أمريكا جهدا لمعاقبة إرهابيين أفرادا من تنظيم القاعدة وأرسلت الطائرات بدون طيار، لكنها تبرئ الحوثي من الإرهاب الذي مارسه على اليمنيين والذي فاق إرهاب ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية داعش بالرغم من شعار "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل "

 

الذي ترفعه عصابة الحوثي الإرهابية، ومع ذلك كان بإمكان الدبلوماسية اليمنية ومعها الإعلام أن يتحركا لمواجهة الأهداف الأمريكية غير العادلة ومن ورائها الاتحاد الأوروبي .

 

كان بإمكان الدبلوماسية اليمنية والإعلام أن يوجها محددات سياسة بايدن الخارجية التي تنطلق من الدفاع عن الحرية، لكنه يقف إلى جانب عصابة إرهابية قمعت الحريات في اليمن وأسقطت الديمقراطية والتعددية السياسية التي ارتضاها اليمنيون لأنفسهم، ومن محددات سياسة بايدن دعم الحقوق واحترام سيادة القانون، وهو يرمي بالقانون الدولي عرض الحائط ويسقط منظومة القوانين الصادرة عن المجتمع الدولي التي جرمت أفعال وسلوك هذه العصابة .

 

كان على الدبلوماسية اليمنية ومعها الإعلام أن يذكرا بايدن ومن ورائه الاتحاد الأوروبي أن الحرب في اليمن كانت بدعم كامل من مجلس الأمن وموافقة الأمم المتحدة بهدف استعادة الحكومة الشرعية للبلاد 

للأسف هناك غياب تام للدبلوماسية اليمنية وكأن الأمر لا يعنيها وهناك قصور من الجانب الإعلامي الذي يقع على عاتقه أن يضع المواطن اليمني وكذلك المجتمع الدولي في صورة ما يعيشه اليمنيون الواقعون تحت سيطرة هذه العصابة الإرهابية وكشف ما تقوم به من انتهاكات عنصرية .

 

نحن نتوقع من معين عبد الملك أن يعيد النظر في السلك الدبلوماسي ومن وزير إعلامه إعادة النظر في الدور الإعلامي الذي قصر كثيرا في مواجهة إعلام عصابة الحوثي الإرهابية الذي يقوم على مسارين: الدفاع الكاذب ضد العدوان وإظهار المظلومية ويسوق العصابة على أنها تواجه الهيمنة الأمريكية على اليمن والسلطة العميلة، بينما الهيمنة الأمريكية أعلنتها بشكل واضح وبدون مواربة وقوفها إلى جانب عصابة الحوثي الإرهابية، فأي هيمنة تواجه هذه العصابة وعلى من تضحك؟

 

نثق أن حكومة معين بما فيها وزير الإعلام سوف سقط الخوف الذي يمنعها من مواجهة مواقف بعض الدول الخاطئة وستتخلص من المفهوم الخاطئ الذي يقول إن مواجهة هذه الدول سيجعلها تغير مواقفها من الشرعية، لأن الشرعية لم تستمد شرعيتها من هذه الدول بل استمدتها من الشعب اليمني والمجتمع الدولي صادق عليها ومسؤوليته حمايتها لأنها مسؤولية دولية، والشرعية الدولية ناتجة عن الشرعية اليمنية وليس العكس .

    
في السبت 13 فبراير-شباط 2021 08:44:03 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=83998