الإمارات من مكافحة تنظيم القاعدة في اليمن إلى دعمه
عادل الشجاع
عادل الشجاع
 

جميع المؤشرات والوقائع على الأرض تؤكد التخادم بين تنظيم القاعدة في اليمن وبين الإمارات العربية المتحدة، يعود ذلك إلى هدف الإمارات الرامي إلى تمزيق وتقسيم اليمن، ولهذا لم تأت بهدف إنهاء الأزمة، بل لإدارتها، وفي الوقت الذي تمد تنظيم القاعدة بالحياة، تمد جماعة الحوثي أيضا بنفس الحياة، حتى وإن كان ذلك بطريقة غير مباشرة، فهي تدير المعركة من خلال المليشيات التابعة لها مع الشرعية وفي مناطقها بعيدا عن المناطق التي تسيطر عليها عصابة الحوثي الإرهابية .

 

وبالعودة إلى العلاقة بين الإمارات وتنظيم القاعدة، يتذكر الجميع كيف استولى التنظيم على مدينة المكلا بتلك السهولة عام ٢٠١٥، تحت ذريعة حمايتها من الحوثيين، وكيف خرج منها بنفس السهولة، وبحسب وكالة أسوشيتد برس، كانت هناك صفقة بين الإمارات والتنظيم للخروج من المدينة بكامل سلاحهم ومقابل أموال بلغت تقريبا ٩٠٠ مليون دولار، وقد تساءل أحد زعماء القبائل وهو يشاهد عناصر التنظيم يغادرون خارج المدينة، لماذا لم تقصف طائرات التحالف الحربية والطائرات بدون طيار الأمريكية، هذه الأسراب من مقاتلي التنظيم؟

 

إنها لعبة الإمارات التي تتقنها في خلق الفوضى التي تناسب حجمها الصغير للقدرة على الاستمرار في إدارة بلد بحجم اليمن، فقد أنشأت ما سمي بالنخبة الحضرمية وفتحت لها أبواب مدينة المكلا لتدخلها بدلا عن التنظيم وزعمت حينها أنها قتلت ما يقرب من ٨٠٠ مقاتل من التنظيم، إلا أن صحيفة نيويورك تايمز كذبت هذا الادعاء وقالت، لم تطلق طلقة واحدة وأن السكان استيقظوا من منامهم ليجدوا القاعدة قد اختفت من المدينة بغير قتال .

 

أنشأت الإمارات أحزمة أمنية ونخبا ومجالس ومكاتب سياسية، مورس من خلالها التعذيب والإخفاء القسري والاغتيالات، مما جعل منظمة العفو الدولية تصدر تقريرا اتهمت فيه الإمارات بارتكابها جرائم حرب، لكن الإمارات رفضت ذلك التقرير ونفت التهمة عن نفسها .

 

جميع المؤشرات تؤكد بأن الإمارات تدعم تنظيم القاعدة، مثلما تدعم الحوثيين، بل إن تقارير كشفت عن دمج الكثير من عناصر التنظيم داخل الأحزمة والنخب والمجالس والمكاتب السياسية، وتظهر أسماء واضحة، مثل عبد اللطيف السيد الذي أسقط جعار كبرى مدن أبين وهو يقود القاعدة، ثم أصبح قائدا للحزام الأمني الذي أنشأته وتموله الإمارات العربية المتحدة، وبحسب صالح بن فريد أحد مؤسسي فروع قوات النخبة، تم دمج ١٥٠ من التنظيم إلى النخبة بعد أن خضعوا لبرنامج توبة .

 

وهناك أسماء أخرى، تعبر عن نفسها بانتمائها للتنظيم، إما بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال احتوائها لعناصر من التنظيم، أمثال محسن الوالي الذي عين سالم الحوزة القيادي بالتنظيم قائدا للحزام الأمني بأبين، أو صالح السيد الذي اتهمه قائد لواء النقل أمجد خالد بأنه يعمل مع التنظيم وأنه يقف وراء تفجيرات عدن ولحج، واتهمه بأنه استخدم نادر مقاديشو المتورط في اختطاف القنصل السعودي في عدن .

 

جميع التقارير تشير إلى تورط الإمارات في مساعدة تنظيم القاعدة في اليمن والعمل معه ، وهذا يدل على أكذوبة الإمارات في محاربة القاعدة ، مثل أكذوبتها في محاربة الحوثي ، ولعل إدارة المعارك المؤقتة مع الحوثي في مقبنة وحريب والانسحاب من الحديدة خير دليل على ذلك ، وكل ما تعد له العدة في قادم الأيام ، هو فتح معركة بين السلفيين والإصلاح ، كجزء من استراتيجيتها لتقسيم اليمن ، كجزء من تقسيم الشرق الأوسط لصالح إسرائيل ، وما التطبيع مع الكيان الصهيوني وتبني السلام الإبراهيمي المزعوم إلا خير دليل على ذلك .


في الأحد 03 إبريل-نيسان 2022 08:31:33 ص

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=85023