هل سيكون المجلس الرئاسي طريقا إلى السلام في اليمن ؟
عادل الشجاع
عادل الشجاع
  

ذهب المفكر العربي محمد الرميحي إلى أن أزمة اليمن تكمن في نخبها السياسية التي استوردت الأيديولوجيات من خارج الحدود اليمنية وأنبتتها خارج السياق الشعبي وباعت لليمنيين الأوهام والشعارات الفارغة ، كالقومية والأممية والإسلامية والتي اختتمها الحوثي برفع شعار " الموت لأمريكا "، ولم يمت سوى اليمنيين ، إما بالرصاص أو بالجوع أو المرض .

 

تتبع الرميحي دورة الصراع المتعاقبة داخل السلطة وعليها ، تحت شعارات مجافية للواقع ، فقد أنهى الرئيس الحمدي حياته مقتولا وتبعه بأشهر قتل الغشمي وسالم ربيع ، وسجن حتى الموت قحطان الشعبي ، أول رئيس لليمن الجنوبي ، وانتهت حياة عبد الفتاح إسماعيل وعلي عنتر قتلا ، وقبلهما نفي السلال والإرياني ، وبعدهما علي ناصر وعلي سالم البيض ، ولم يكن علي عبدالله صالح أول رئيس للوحدة ببعيد عن كل ذلك فقد انتهت حياته مقتولا برصاص حلفائه الحوثيين .

 

دعا الرميحي إلى الاحتفاء بخروج الرئيس هادي من السلطة حيا واعتبر ذلك حالة استثنائية في حياة اليمنيين ، لكن ربما غاب عن الرميحي أن هادي جمع في نفسه ما توزع بين من سبقوه ، فقد واجه النفي والانقلاب معا ، وربما الفرادة التي حصل عليها هادي أنه ظل رئيسا من خارج الحدود على عكس من سبقوه .

 

يأسف الرميحي على اليمن الذي يزخر بالموارد الاقتصادية الكثيرة ، لكن ما ينقصه هو التوافق على حكم مستقر وإدارة حديثة ، بعيدا عن الحكم بطريقة الإخضاع بالقوة ، لهذا لا يستغرب أن تستمر الحرب الأهلية كل هذه السنين ، فالنخب اليمنية تحمل شعارات مختلفة مجافية للواقع وتستعين بدول من وراء الحدود لها مصالح غير مشروعة .

 

فاليمن تتمتع بموقع استراتيجي ولديها سواحل غنية وموارد معدنية ومياه وأراض صالحة للزراعة وتملك تاريخا ثريا وحضارة كبيرة ولها جزرا يمكن أن تكون مكانا رحبا للسياحة ، لكنها جميعها مضيعة ومهدورة .

 

يخلص الرميحي إلى القول ، إن اليمن لم توفق بإدارة حديثة ، بسبب تنافس النخب المرضي على الولاء للخارج والاستخفاف بمصالح الشعب وهو يستبشر بأن المجلس الرئاسي قد جمع المتناقضين السياسيين وجمع فيما بينهم ، لكنه يخشى أن تظل الولاءات للخارج هي المسيطرة ، فتعيد دورة العنف من جديد وتخسر اليمن واليمنيون الاستقرار والسلام المؤمل فيهما .

 

جميع من في المجلس يزعمون أنهم مهتمون بمعاناة الشعب ، لكن ذلك الاهتمام إذا لم يتجاوز الشعارات إلى ملامسة حياة المواطن المكتوبة بآلام الفقر والمرض وصواعق الموت ، فإن الأمنيات ستتحول إلى فجيعة ربما تجعل ما سبقها من دورات العنف أهون منها وأرحم ، قد نكون متشائمين ، لكن ما نرجوه أن يكون غير ذلك ، وهذا لن يتم إلا بوعي وتكاتف القوى المشكلة لهذا المجلس وتقديم مصلحة اليمن على الشعارات الكاذبة والمضللة والقطيعة مع الارتباطات الخارجية .

 
في السبت 23 إبريل-نيسان 2022 12:09:07 م

تجد هذا المقال في صحيفة أخبار اليوم
https://akhbaralyom.net
رابط الصفحة
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=85079