الهدنة الأممية... تشويه للسلام وتعطيل لخيار الحسم.

2022-07-03 14:29:42 اخبار اليوم/ تقرير خاص


 


على الرغم مما يقاسيه أكثر من 4 ملايين مواطن من أبناء تعز، عملت الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لدى أليمن على فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة لتسهيل عمليات التهريب لمليشيات الحوثي، وتجاهلت معاناة ما يزيد عن 4 ملايين من اليمنيين الذي بات يخنقهم ويقتلهم حصار مليشيات الحوثي المفروض منذ ثمان سنوات على مدينة تعز الأكثر كثافة سكانية.

ففي حين فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، ما تزال بنود مبادرة المبعوث الأممي لدى اليمن هانس غروندبيرغ، المتعلقة برفع الحصار عن مدينة تعز وفتح منافذها الرئيسية في مراوحة يتخطفها تلاعب الحوثي الذي لطالما آثر الحرب على السلام، ومعاناة اليمنيين على إنسانيتهم.

جديرة هي بالالتفاف على كل ما يصنع السلام، ودائمًا ما تجد مليشيا الحوثيين مبرر للتنصل من مسؤولياتها تجاه الإنسان، فمن مفاوضات عمان بشأن رفع الحصار عن تعز وفتح منافذها الرئيسية، تمسكت الجماعة بكل ما من شأنه إجهاض المساعي الأممية لتحقيق السلام وتخفيف المعاناة المدينة المحاصرة منذ ثمانية أعوام.

تنصل وتغييب

في الوقت الذي اعتبر فيه المبعوث الأممي لدى اليمن الهدنة الأممية فرصة ذهبية لفرض السلام وإنهاء حرب المتمردين الحوثيين في البلاد، تمكن من فتح ميناء الحديدة ومطار صنعاء، التي مثلت أبزر مطالب مليشيا الحوثيين، الذين اعتادوا استخدامها كأوراق ضغط أمام المجتمع الدولي ليخبروا العالم أنهم محاصرون من تحالف دعم الشرعية.

غير أن أهمية تنفيذ البنود المتعلقة برفع المستمر منذ ثمانية أعوام على مدينة تعز، ما تزال غائبة عن الذاكرة الأممية، فيما تجتهد المليشيا لإجهاضها وقتل بوادر الأمل في سبيل تحقيقها، فتارة تقرر فتح منافذ فرعية، وتارة أخرى تذهب لشن عمليات عسكرية ضد الجيش الوطني بمحور تعز للقضاء على الهدنة وتعطيل جهودها.

رئيس اللجنة الحكومة للتفاوض بشأن رفع الحصار عن مدينة تعز وفتح منافذها الرئيسية الأستاذ عبد الكريم شيبان قال في مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي أن: "الطريق التي عرض فتحها الحوثي في تعز لا تصلح نهائيا ولا تستطيع أن تمر منها سيارات الدفع الرباعي فكيف بشاحنات المواد الغذائية"

وأضاف شيبان: "نحن نريد طريق يعرفها العالم، كما فتحنا مطار صنعاء وميناء الحديدة وهي منافذ يعرفها العالم نريد طريق معروف يعرفه العالم".

وأكد : "حريصون على استفادة الناس من مطار صنعاء وميناء الحديدة هي لم تفتح للحوثي هي فتحت للناس لذا يجب أن تفتح الطرقات في تعز للناس" مردفًا "جماعة الحوثي لا تفكر بالملف الإنساني ولا تؤمن إلا بالقتال".

وقال شيبان في مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الجاري: "عدنا إلى نقطة الصفر وكأننا لم نحقق شيئا بعد المفاوضات مع الحوثيين". وتابع محذرًا" الهدنة ستنهار إذا لم يضغط المجتمع الدولي على جماعة الحوثي لفتح طرقات تعز".

وأردف "عند وصول الوفد المفاوض قال إن لديه الصلاحيات الكاملة، وعلى هذا الأساس بدأنا المفاوضات وبعدها قالوا نحن ليس بيدنا القرار يجب أن نأخذ القرار من صنعاء".

وأشار شيبان الى أن "جماعة الحوثي تسعى لاستغلال الوقت ومن المحتمل أن تعود لمعركة كبيرة" وتساءل قائلًا "بالنسبة لنقاط القوة التي لدينا للتعامل فهذا سؤال يوجه للحكومة، نحن لجنة مدنية ممثلة للشرعية نفاوض على فتح الطرق لإنهاء معاناة الناس".

الخيار الغائب.

قدم مجلس القيادة الرئاسي نفسه كقوة خارقة تضع خيار السلام أمام الحوثيين وخيار آخر يتحدث عن الحسم العسكري، غير أن السلام مازال غائبًا، وما زالت المليشيا تتنصل من مفاهيم السلام وتسعى لمزيد من الحرب.

وعلى الرغم من أنه ومنذ بداية الهدنة الأممية حضرت خروقات الحوثيين لتثبت حقيقة الجماعة التي تقف في النقيض من السلام والتعايش، الا أن مجلس القيادة الرئاسي يستمر في تمسكه بالهدنة الأممية دون جدوى.

خيار الحسم العسكري الذي تحدث عن المجلس وقيادة الحكومة الشرعية منذ اليوم الأول من تشكيله في الرياض، هو ولآخر لم يتمكن من تحقيق حضوره على أرض الواقع، ليظل المتسائل في الشارع اليمني يبحث عن إجابة لسؤاله الباحث عن خيار الحسم وتحريك الجبهات.

ماذا يريد المجلس بالهدنة الأممية، ما الذي جناه من مبادرة المبعوث الأممي غير أنه استمر في تقديم التنازلات للحوثيين دون أية فائدة، ففي حين ينتظر الأهالي في مدينة تعز من قيادتهم السياسية وضع حد لمعاناتهم من الحصار الحوثي على مدينتهم، تصم الحكومة آذانها عن معاناتهم وتستمر في تمسكها بالهدنة الظالمة.

من الذي يقف وراء تعطيل خيار الحسم العسكري، ولماذا تأخر كل هذا الوقت، لماذا لا تعتمد الحكومة على نفسها وتبدأ البحث على بدائل تخرجها من مأزق الوصاية الأممية الضعيفة كليًا أمام إستراتيجية الحوثيين، تتبادر هذه التساؤلات الى الذهنية اليمنية وماتزال الحكومة غائبة عن اتخاذ قراراتها العسكرية على الميدان.

يبدو أن دولة الإمارات ما تزال غير مقتنعة بالقيادة السياسية للحكومة اليمنية، وماتزال تمارس السياسة نفسها ضد كل ما هو حكومي وشرعي في اليمن، ففي حين تخلصت من الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي ونائبة علي محسن، لم تتوقف عن تعطيل جهود الحكومة الشرعية.

يقول السياسي والكاتب الصحفي صدام الحريبي: "حاربت الإمارات الرئيس هادي ونائبه علي محسن حتى حرضت دول كبرى على أن تطلب من السعودية إجبار الرجلين على التنحي، وأن اليمن سيخرج مما فيه بذهابهما".

وأضاف الحريبي في حديثه لـ"أخبار اليوم": "لكن الملاحظ اليوم أن الإمارات لم تقتنع بالذي صنعته، وها هي تمارس نفس الأسلوب مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي د. رشاد العليمي، ولن تتوقف عن التحالف مع الحوثي وغيره من الإرهابيين من أجل أهدافها القذرة"

وأشار الى أنه: "على رئيس مجلس القيادة أن يحزم الأمور ولا يمرر كل شاردة وواردة، وأن يكون عند حسن الظن، ولا ينسى أنه يمني ولا يمكن السماح بإهانة هذا الوطن وشعبه، فالإمارات لها مشاريع لن يقبل بتمريريها إلا منزوع الغيرة!".


 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد