كشفت الحفريات، عن نقش مكون من 13 سطرًا داخل ميناء في مدينة أنيموريوم القديمة، على طول الساحل التركي على البحر الأبيض المتوسط في مرسين، يُعتقد أن عمره حوالي 2000 عام.

وتكرم هذه الكتابة مصارعًا يدعى كايكيليانوس عاش في تلك الحقبة، ويبلغ ارتفاعها (120 سم) وعرضها (50 سم)، وقد عُثر عليها محفورة على ما يبدو أنه قاعدة مذبح أو تمثال يزن نصف طن، وفقا لما نشره "ancient-origins".

كان كايكيليانوس قد فاز بالمركز الأول في مسابقة المصارعة الثانية التي أقيمت في المدينة، وهي مسابقة تنظم كل خمس سنوات من قبل شخصية مرموقة محلية، تخلد النقوش ذكرى انتصار هذا الرياضي القديم ، وتوضح أنه بحلول ذلك الوقت (القرن الثاني الميلادي) كانت المصارعة رياضة مهمة في المنطقة.

من المرجح أن مدينة أنيموريوم تأسست على يد الفينيقيين في القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت جزءًا من مملكة كوماجينيا منذ 2000 عام، وبرزت خلال القرن الأول الميلادي، وظلت المدينة القديمة مأهولة حتى القرن السابع الميلادي، واستمرت الحياة اليومية دون انقطاع طوال هذه الفترة.

استمرت أعمال الحفر في أنيموريوم، وهو موقع مساحته 600 فدان في منطقة أنامور، تحت قيادة البروفيسور محمد تيكوجاك، وأُجريت بالنيابة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية وجامعة سلجوق في قونية.

وأكد عالم الآثار، أن اكتشاف مثل هذه القطع الأثرية سيستمر في لفت الانتباه إلى أنيموريوم ويساعد في وضع المدينة كوجهة رئيسية للسياحة الثقافية.

وأشار إلى أن مرسين موطن للعديد من القطع الأثرية التاريخية، حيث تم إدراج أربعة منها بالفعل على قائمة التراث العالمي لليونسكو، وتجري الآن جهود علمية لاقتراح ثلاثة مواقع تراثية أخرى للنظر فيها من قبل اليونسكو، بما في ذلك أنيموريوم.

لم تكن أنيموريوم مجرد موقع استيطاني صغير أو مستوطنة منسية، بل كانت مدينة ساحلية مزدهرة تضم حمامات عامة ومسارح ومقابر وشوارع مخططة جيدًا، وكان قربها من البحر يعني أن أنيموريوم كانت بمثابة نقطة رئيسية للنشاط البحري، وانعكس ثروتها في الهياكل الرائعة للمدينة.

وأشار تيكوجاك إلى أن النقوش السابقة التي عُثر عليها في أنيموريوم تشير إلى أن المدينة كانت مركزًا بارزًا للتدريب الرياضي في العصور القديمة، ومن المعروف أن الرياضيين من المدينة شاركوا في مسابقات وطنية ودولية، وحصلوا على جوائز وتقديرات في العديد من المناسبات.