تاريخ حافل بالانتهاكات: مليشيا الحوثي توثّق ممارساتها الإجرامية في اليمن

2024-10-25 23:21:19 أخبار اليوم/بلقيس نت

  

في السادس من يونيو الماضي، قامت مليشيا الحوثي الإرهابية بخطف الخبير التربوي محمد ناجي خماش، ومنعت أفراد عائلته من معرفة تفاصيل حالته، حتى أبلغتهم اليوم باستلام جثته.

وحسب رواية المليشيات، فإن وفاة محمد خماش، الذي كان في الخمسين من عمره، جاءت نتيجة ذبحة صدرية. إلا أن من يطلع على تاريخ هذه المليشيات وحاضرها المليء بالوحشية والعنف يدرك أن الحقيقة قد تكون مختلفة عما تم الإبلاغ عنه.

التربوي "خماش" هو مدير عام التعليم الأساسي والثانوي في وزارة التربية والتعليم، تعرّض -بحسب بيان صحفي صادر عن مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة صنعاء- للتعذيب الوحشي، الذي طالب بسرعة تشكيل لجان محلية ودولية قانونية وحقوقية للتحقيق في جرائم التعذيب المفضي إلى الموت، والإهمال الطبي المتكررة، في سجون مليشيا الحوثي.

الصحفي محمد دبوان المياحي هو الآخر اختطفته مليشيا الحوثي من منزله على خلفية انتقاداته لها، ومشروعها الطائفي في البلاد، بعد مشاركته في تظاهرة في ميدان السبعين، دعا إليها الحوثيون بمناسبة المولد النبوي.

- نهج متعمّد

يقول مدير مكتب حقوق الإنسان في أمانة العاصمة، فهمي الزبيري: "مليشيا الحوثي تقوم كعادتها باختطاف الكوادر التربوية؛ مثل بقية المؤسسات، حيث تختطف النخب الصحفيين والإعلاميين والتربويين والأكاديميين".

وأضاف: "سجون ميليشيا الحوثي تمتلئ باليمنيين بالنّخب اليمنية والمثّقفين، ثم مثل كل مرّة تعلن أو تستدعي أقارب الضحايا، وتعلمهم بأنه قد توفي بسبب مرض، أو تقوم باختلاق أي أعذار، وهي أعذار واهية".

وتابع: "مليشيا الحوثي تمارس التعذيب الوحشي بحق المختطفين وتمارس التعذيب النفسي والجسدي، وتُحرم أقاربهم من زيارتهم، وتخفيهم قسرا لأشهر وسنوات، كما حدث مع الخبير التربوي أيضا صبري الحكيمي الذي توفي قبل عام تقريبا بعد أن اختطفته المليشيا، وقامت بتعذيبه، واحتجزت جثته أيضا، ومنعت أقاربه من استلام جثته إلا بعد أن كتبوا تعهدا وتوقيعا بأن لا يعرض على أي طبيب شرعي، وألا يطالبوا بأي حقوق".

وأردف: "هذه هي الجريمة والانتهاك المضاعف، عندما يحرم الأقارب من الكشف والتحقق من سبب الوفاة هذا انتهاك للضحايا ولأقارب الضحايا، وتمارسه المليشيا بشكل واسع عندما تقوم بقتل الناس في السجون تحت التعذيب، أو بسبب الإهمال الطبي".

وأوضح: "في كثير من الأحيان يتم منع الأدوية عن المختطفين، أو التداوي أو إسعافهم إلى المستشفى، أو عرضهم على الطبيب، وتتضاعف المعاناة، وتتضاعف الأمراض مما يؤدي إلى الوفاة".

وزاد: "هذا نهج متعمد اليوم تمارسه مليشيا الحوثي، فهي ليست انتهاكات فردية، هي حدثت بشكل واسع وعلى نطاق واسع، وفي كثير من السجون التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي التي تستخدم أيضا بيوت المعارضين، وبعض المدارس، وبعض المؤسسات؛ لإخفاء هؤلاء الأبرياء وتعذيبهم".

وأكد أن "هذا الانتهاك سلوك ممنهج لهذه المليشيا، ويمارس بشكل واسع، منذ عشر سنوات بحق اليمنيين والمثقفين".

وقال: "اليوم الصحفي محمد المياحي لا أحد يعرف عنه شيئا، ولم يفصحوا عن مكانه".

- سجل حافل من الجرائم

يقول الصحفي عبد العزيز المجيدي: "منذ أن ظهرت هذه المليشيات أعتقد بأنها توثق لتاريخ الجريمة حرفيا، فالأمر لا يقتصر فقط على المرحلة التي هيمنت فيها على العاصمة صنعاء، بل إن لديها سجلا حافلا بالجرائم والانتهاكات قبل أن تصل إلى صنعاء".

وأضاف: "هناك مئات الحالات الموثقة، التي رصدتها بعض المنظمات قبل اقتحامها صنعاء".

وأوضح: "في الواقع، هذه الجريمة المنظمة التي تقوم بها مليشيا الحوثي في موضوع الانتهاكات والاختطافات، والإخفاء القسري بحق المخالفين، أو حتى من يمتلك رأيا، هي أمر لازم هذه المليشيا".

وتابع: "وكان على أولويات سلّم هذه الجماعة من خلال خطابات زعيمها، الذي كان يتحدث مثلا في أحد خطاباته على أن الصحفيين والإعلاميين هم أخطر من العسكريين".

وزاد: "كان بالتأكيد هذا الاعتبار يجعلهم هدفا لمليشيا الحوثي طوال الوقت، وعلينا أن نتذكر أن هذه المليشيات ارتكبت مختلف الجرائم، بدءا من الاختطافات والانتهاكات والإخفاء القسري، وصولا إلى استخدام بعض المختطفين دروعا بشرية، كما حدث لبعض السياسيين والصحفيين في بداية الحرب".

وأردف: "كلما مر الكثير من الوقت على هذه المليشيات وهي تُطْبق قبضتها على حياة اليمنيين بالتأكيد يزداد غضب الناس، وهي تشعر بالقلق؛ لأن هذا الغضب يوما ما سيتحول إلى ثورة عارمة تقتلع جذورها، وستلقي بها إلى مزبلة التاريخ، كما حصل مع أسلافها".

وزاد: مليشيا الحوثي تحاول أن تستبق ذلك من خلال استخدام اليد الخشنة مع الناشطين، ومع النخب المختلفة، سواء كانوا تربويين، أو صحفيين، أو أكاديميين، وحتى ناشطين مدنيين عاديين".

وقال: "هذه المليشيات تعتقد بأن ارتفاع أي صوت معارض أو مناهض لها ربما يشكل خطرا وتهديدا لها، وهو دليل على هشاشتها بالفعل؛ لأنها تسيطر على حياة الناس بالقوة المسلحة".

وأضاف: "ربما حالة التواطؤ، التي لقتها هذه المليشيا من الجهات الإقليمية، وأيضا ضعف الأطراف الأخرى، التي يفترض أنها واجهتها في الميدان، شجعها على الاستمرار في هذه الممارسات والانتهاكات".

وأوضح: "من المؤكد أن هذه المليشيا ستزيد وتيرة الانتهاكات والاختطافات بحق الناس.

ولفت إلى أنه "بمجرد أن الناس رفعوا الأعلام اليمنية، في ذكرى ثورة 26 سبتمبر، شعرت بالرعب والخوف، وهي ذكرى تمثل حالة رمزية بالنسبة لليمنيين، ولذلك شنت حملة اختطافات، سواء من خلال استهداف الصحفيين والإعلاميين، أو حتى الناشطين العاديين والمواطنين".

وبيّن: "هناك حديث عن آلاف الاختطافات التي جرت في صفوف المواطنين العاديين بمناسبة هذه الذكرى".

                            

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
رئيس منظمة الأسرى: الحوثيون حوّلوا السجون إلى "شركات استثمارية" ويُفشلون المفاوضات

في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحول الأمل إلى يأس، والحياة إلى عذاب، حيث يتعرض آلاف الأبرياء لأبشع أنواع التعذيب والانتهاكات. تقرير جديد يكشف عن حجم الكارثة الإنسانية التي يعاني منها الأسرى والمختطفون في اليمن، حيث مشاهدة المزيد