أكدت المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية الصين الشعبية، في بيان مشترك الثلاثاء 19 نوفمبر، دعم الحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دولياً وتحت رعاية الأمم المتحدة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني للجنة الثلاثية السعودية-الصينية-الإيرانية المشتركة، المنعقد في العاصمة الرياض برئاسة نواب وزراء الخارجية للدول الثلاث.

البيان شدد على التزام السعودية وإيران بتنفيذ اتفاق بكين بكامل بنوده، وتعزيز علاقات حسن الجوار بينهما استناداً إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدول وأمنها.

تحركات متزامنة وتصاعد التوترات

يتزامن هذا البيان مع تحركات بارزة للمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، الذي أشار إلى استمرار تعنت مليشيا الحوثي الإرهابية وعدم جديتها في التوصل إلى سلام شامل، مما أدى إلى تصاعد السخط الأمريكي تجاه المليشيات.

وفي الوقت الذي تكثف فيه السعودية جهودها لإنجاح خارطة الطريق لإنهاء الصراع في اليمن، تواجه هذه التحركات رفضاً واسعاً من جميع القوى السياسية اليمنية، التي تعبر عن خيبة أملها إزاء ما تعتبره محاولة من المملكة لفرض خارطة الطريق على الحكومة الشرعية كأمر واقع، متجاهلة المواقف اليمنية الرافضة لهذه الخطة.

دور الصين ومخرجات الاجتماع

البيان أشاد بالدور الإيجابي لجمهورية الصين الشعبية في دعم المصالحة السعودية الإيرانية وتنفيذ اتفاق بكين، مؤكداً استعداد الصين لمواصلة دعم جهود تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين. كما رحب بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية الإيرانية وما يتيحه من فرص لتعزيز التعاون في مختلف القطاعات، بما في ذلك توقيع مذكرة تفاهم بين معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ومعهد الدراسات السياسية والدولية الإيراني.

إدانة العدوان الإسرائيلي

وفي سياق آخر، أدانت الدول الثلاث الهجوم الإسرائيلي الأخير على فلسطين ولبنان، ودعت إلى وقف فوري للعدوان، مشددة على رفضها لانتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تحديات الحل السياسي في اليمن

رغم التأكيد الثلاثي على الحل السياسي الشامل في اليمن، تظل التحديات ماثلة بسبب الدعم الإيراني المزعوم لمليشيا الحوثي، الذين يواصلون تصعيدهم العسكري والإعلامي ضد المملكة. كما تعكس مواقف القوى السياسية اليمنية الرافضة لخارطة الطريق التي تسعى السعودية لتمريرها، حجم التعقيد الذي يواجه أي تسوية سياسية، خاصة في ظل محاولات فرض حلول أحادية على الحكومة الشرعية.