أكد وزير الخارجية، شائع الزنداني، أن المتغيرات السياسية والدولية الأخيرة قد أثرت على مسار خريطة الطريق الأممية لإنهاء الحرب في اليمن، مشيراً إلى أن الخيار العسكري لا يزال مطروحاً.

وفي مقابلة مع صحيفة "العربي الجديد"، أوضح الزنداني أن الحكومة اليمنية تأمل في إنهاء الصراع عبر المفاوضات، لكنها ستلجأ إلى الخيار العسكري إذا أُجبرت على ذلك.

وأشار إلى أن خريطة الطريق قد تعثرت بسبب تصرفات مليشيا الحوثي الإرهابية، مثل استهدافهم لميناء الضبة النفطي خلال فترة الهدنة، وتصعيدهم الأخير في البحر الأحمر.

وأضاف أن هناك رغبة في تفعيل الخطة، ولكن المتغيرات السياسية والدولية، مثل تصنيف الولايات المتحدة لمليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية أجنبية، أثرت على مسارها.

وأكد الزنداني أن الأمل لا يزال قائماً في أن تساهم خريطة الطريق في إنهاء الحرب، لكنه شدد على أن عملية السلام متوقفة حالياً، وأن الجهود المبذولة تهدف إلى إحيائها.

وأوضح أن السلام هو الخيار الأساسي للحكومة اليمنية، وأن استمرار الحرب يلحق أضراراً جسيمة بالشعب اليمني.

وفيما يتعلق بالدور الأمريكي، قال الزنداني إن هناك تواصلاً مع الإدارة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول التحالف العربي، مشيراً إلى أن هناك جهوداً مبذولة، ولكن بعض الاختلافات في المواقف قد ظهرت.

وأكد أن أي عملية سياسية لتحقيق السلام تعتمد بشكل أساسي على سلوك مليشيا الحوثي واستعدادهم للقبول بحل سياسي والتخلي عن السلاح.

وأشار إلى أن المسار التفاوضي مع مليشيا الحوثي متوقف، وأن آخر جولة مفاوضات مباشرة كانت في الكويت عام 2016، وأن العقوبات الأمريكية الأخيرة تستهدف قيادات حوثية متورطة في التصعيد في البحر الأحمر واستمرار الحرب.

واستدرك "عندما نتحدث عن الرغبة في السلام بالنسبة للحكومة لا يعني هذا أنه خيارها الوحيد، ربما هو خيار مهم وأساسي لأن الحرب ليس فيها مصلحة لليمن واليمنيين بشكل عام، وهذه المليشيا لا يوجد لديها أي مشروع وطني وسياسي لصالح اليمن، وللأسف هي محكومة بالتبعية لإيران، ولا تخدم بسلوكها الشعب اليمني، وإذا لم يوجد طريق للسلام، واقتناع من قبل هذه المليشيا بالحل السياسي، فكل الخيارات الأخرى ممكنة".

واسترسل "عندما نتحدث عن حرب بشكل عام، لا يمكن الحديث إلا عن الخيار العسكري. هو أحد الخيارات، وكثيرون يتحدثون عن أن الأزمة في اليمن لا يمكن حلها إلا عبر المسار السياسي، ونحن منذ أكثر من عشر سنوات ونحن نحاول في هذا المسار، ونتمنى حلها بهذا الشكل، لكن إذا أُجبرنا في النهاية على أن لا طريق لخلاص الشعب اليمني من هذا الانقلاب إلا عبر العودة إلى القوة العسكرية، فهذا ممكن".