كشف تحقيق استقصائي أجرته شبكة "ذي نيو هيومانتريان" عن مسؤولية منظمة دولية تعمل في اليمن عن وفاة أحد موظفيها في سجون مليشيا الحوثي الإرهابية.

وأكد التحقيق أن السماح بتدخلات المليشيا في العمل الإنساني تسبب في تآكل المبادئ الدولية، وفقدان النفوذ اللازم لردع الاعتقالات التي طالت الموظفين.

وذكرت الشبكة أن هشام الحكيمي، مدير الأمان والسلامة في منظمة "أنقذوا الأطفال" الدولية في اليمن، أبلغ زملاءه في أواخر أغسطس 2023 بتلقيه تهديدات بالاعتقال.

وفي أوائل سبتمبر 2023، اعتقلت مليشيا الحوثي الحكيمي (44 عامًا) في صنعاء، واقتادته إلى مكان مجهول، وفي أواخر أكتوبر، أعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" وفاته، ووصفت الوفاة بأنها "غير مفسرة"، ودعت إلى إجراء تحقيق.

ووفقًا للشبكة، لم تكشف منظمة "أنقذوا الأطفال" ولا مليشيا الحوثي الإرهابية عن أي تفسيرات رسمية لاحتجاز ووفاة الحكيمي بعد مرور أكثر من 16 شهرًا.

وأدت سلسلة من الاعتقالات الأخرى ووفاة عامل إغاثة آخر أثناء احتجازه إلى زيادة التساؤلات والقرارات الصعبة التي يواجهها القطاع الإنساني في اليمن.

وأكدت الشبكة أن سبب استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية للحكيمي لا يزال غامضًا، ولم تجد أي دليل على مسؤولية طرف آخر غير خاطفيه عن وفاته.

وأشارت الشبكة إلى أن عمليات منظمة "أنقذوا الأطفال" في اليمن كانت تواجه مشكلات داخلية خطيرة قبل وأثناء وبعد اعتقال الحكيمي، وفقًا لمقابلات مع موظفين حاليين وسابقين ووثائق داخلية.

ووجدت تحقيقات أجرتها منظمة "أنقذوا الأطفال" أن الموظفين أثاروا "مخاوف متعددة" بشأن مكتب المنظمة في اليمن قبل وبعد اعتقال الحكيمي.

وذكر ملخص لنتائج التحقيقات اطلعت عليه الشبكة أن "عمليات إدارة الحوادث فشلت ولم يتم اتباع عمليات إدارة المخاطر".

وأضاف الملخص: "بشكل عام، تبيّن أن هناك إخفاقات أساسية في القيادة والعملية والمساءلة، التي يجب علينا معالجتها بشكل عاجل".

وأشار التحقيق إلى أن مليشيا الحوثي صعّدت حملتها ضد العاملين في المجال الإنساني والمجتمع المدني منذ وفاة الحكيمي.

وأجرت الشبكة مقابلات مع خبراء يمنيين وأقارب عاملين في المجال الإنساني معتقلين، أشاروا إلى أن المنظمات الإنسانية سمحت بتدخل مليشيا الحوثي في عملها، مما أدى إلى تآكل المبادئ الإنسانية وفقدان النفوذ اللازم لردع الاعتقالات.

وانتقدت نيكو جعفرنيا، الباحثة في منظمة "هيومن رايتس ووتش"، المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لعدم بذلهم جهود كافية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

وأضافت أن العديد من المنظمات استمرت في تنفيذ عملياتها في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي دون اتخاذ تدابير كافية لحماية الموظفين.

وعبر أقارب المعتقلين عن أملهم في أن تدفع التغطية الإعلامية المنظمات الإنسانية إلى اتخاذ إجراءات أقوى للإفراج عن المحتجزين.