صعّدت مليشيا الدعم السريع هجماتها على مدينة بورتسودان شرقي السودان لليوم الثالث على التوالي، مستخدمة طائرات مسيّرة استهدفت منشآت مدنية ومرافق حيوية، ما تسبب في انقطاع كامل للكهرباء وتعليق جزئي للرحلات الجوية. بالتوازي، يتواصل النزوح الجماعي من دارفور إلى تشاد هرباً من تصاعد العنف، وسط تحذيرات أممية من تفاقم الكارثة الإنسانية.

أكدت مصادر محلية أن الطائرات المسيّرة استهدفت صباح الثلاثاء مستودعات وقود في ميناء بورتسودان ومحيط مطار المدينة، ما أدى إلى اندلاع حرائق كثيفة شوهدت أعمدة دخانها ترتفع قرب الميناء الجنوبي والميناء الرئيسي. كما استُهدفت محطة الكهرباء التحويلية، ما أدى لانقطاع تام للتيار الكهربائي.

وأعلنت هيئة الطيران المدني السودانية عن تعليق الرحلات الجوية جزئياً من وإلى مطار بورتسودان حتى مساء الثلاثاء، في حين تعمل شركات الطيران على إعادة جدولة الرحلات.

البرهان يتوعد بـ"القصاص"

في أول ردّ رسمي، توعد رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بـ"القصاص" من منفذي الهجمات، مؤكداً أن القوات المسلحة ستردع العدوان وتواصل قتال ما وصفها بـ"الميليشيا" ومن يدعمها، في إشارة إلى الدعم السريع.

وأضاف البرهان، في مقطع مصور وخلفه دخان متصاعد من الميناء، أن الشعب السوداني "لن يخيفه" استهداف المنشآت المدنية، وشدد على أن "ساعة القصاص ستأتي". وشملت الأهداف الأخرى محطة كهرباء ميناء بشائر 2، ومستودعات شركة النيل للبترول، وفندق كورال، وقصر الضيافة، وقاعدة فلامنغو العسكرية.

في السياق ذاته، أعلن مجلس السيادة الانتقالي عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن والدفاع برئاسة البرهان، وأكد البيان الصادر عقب الاجتماع أن القيادة السودانية لن تهدأ "حتى القضاء على المتمردين ومن يساندهم".

بموازاة القصف، أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 20 ألف لاجئ سوداني، معظمهم من النساء والأطفال، فروا إلى تشاد خلال الأسبوعين الماضيين بسبب تصاعد القتال في شمال دارفور، خاصة في مدينة الفاشر، آخر المدن الكبرى في الإقليم الخارجة عن سيطرة مليشيا الدعم السريع.

وقال ممثل المفوضية الأممية في تشاد، ماجات غيس، إن اللاجئين "منهكون ومصدومون" وبعضهم شاهد منازله تُحرق قبل أن يفرّ، مشيراً إلى أن موجة النزوح الحالية "تسير بوتيرة مثيرة للقلق".

يأتي ذلك في ظل حرب مستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش ومليشيا الدعم السريع، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد 13 مليون شخص على الأقل، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم بحسب الأمم المتحدة، وسط مجاعة تضرب مناطق عدة من البلاد.