"أخبار اليوم" تنقل معاناة الصيادين جراء القرصنة البحرية..

ضحايا الموت القادم من الصومال .. بين وحشية القراصنة وخذلان الأمن الساحلي

2010-12-14 00:44:03 تحقيق/ علي الصبيحي


هاهي الأيام والشهور تمضي، والأحداث تتكالب وما تزال جراح الصيادين في بلادنا تنزف ومآسيهم تتفاقم وقسوتها تشتد على بسطاء سعوا لكسب عيشهم في سواحل لم تعد آمنة ولا يكادون ينجون من أهوال البحار حتى يقعوا ضحية قرصنة بحرية تستهدفهم ما تعاقب الليل والنهار ، في ظل تخاذل أمني لم يعد قادراً على تأمين الصيادين وحدوده البحرية، فالحقائق اليوم لم تعد تخفى على ذي بصر.. خسائر في الأرواح والمعدات وتشريد وضياع للعائلات يدفع ثمنها غالياً وحده الصياد المغلوب على أمره.
"أخبار اليوم" تفقدت ضحايا الهجمة الأخيرة التي قام بها قراصنة الصومال والتي راح ضحيتها "قتيلان" ومعدات بـ"5" ملايين ريال والتقت بعض المصابين الذين يرقدون في مستشفى باصهيب العسكري بعدن.. وهناك كان طريح الفراش يتلوى من شدة الإصابة وبالكاد تحدث معنا بكلمات تقطر ألماً وهو يروي لنا هجوم القراصنة الصوماليين على قواربهم، وكيف أمطروهم بوابل من الرصاص مزقت أجسادهم أشلاء وتركتهم جثثاً هامدة على خشب أصم.
الصياد "أحمد عبدالله هبة" ـ المصاب المتألم المفجوع على رفاقه الذين غيبتهم رصاص القراصنة عن الحياة ـ لم يستطع أن يكمل حديثه بسبب حشرجة صوته الممزوج بشهيج وبكاء على أحبة باتوا ضحايا للوحشية الإنسانية.. وهنا يكمل الرواية مرافقه على السرير والذي كان مرافقه أيضاً في ظلمات البحر، بعد أن فقد هو الآخر شقيقه وصهره تاركين وراءهم حياة غاب يتحكم بأزرارها وحوش ضارية.
* رحلة الآلام والمواجع
يقول الصياد صادق محمد حسن ـ تحركنا من الحديدة وتزودنا بما نحتاج من منطقة "الدويكار" بالمعلا بعد أن دفعنا الرسوم وحصلنا على رخصة المغادرة إلى المياه الإقليمية وكان عددنا "18" صياداً وما إن بلغنا الصومال دفعنا ضريبة مالية قدرها "350" دولاراً للوكيل محمد علي ـ الوسيط بيننا وبين الحكومة هناك ـ والتي دفعنا لها أيضاً "240" دولاراً.. وتم إرسال جندي معنا لحمايتنا.
 وفي اليوم الثاني في السابعة مساءً تفاجأنا بقدوم قارب "فيبر" عليه خمسة تبين أنهم قراصنة وبدأوا بإطلاق النار علينا على بعد متر تقريباً، ثم اقتحموا قاربنا بد أن قتلوا أخي ومهدي وأصابوا آخرين، أما الحارس الصومالي الذي تولى حمايتنا فقد سلم سلاحه للقراصنة وغادر معهم وكأنه واحد منهم بعد أن صادروا محركاتنا وأجهزتنا البحرية والمعدات التي تبلغ قيمتها "5" ملايين ريال، ثم اتجهنا إلى الساحل واتصلنا بالوكيل والحكومة الصومالية وبقينا في انتظارهم ومعنا الجثث والمصابون حتى السادسة صباحاً، ثم توجهنا إلى اليمن على حسابنا ووصلنا إلى عدن حيث كان الأمن الساحلي اليمني في انتظارنا بعد رحلة مليئة بالمخاطر والآلام والمواجع.
* طاقم مستشفى باصهيب: مهمتنا طبية إنسانية وليست حماية أمنية
عند وصولنا مستشفى باصهيب العسكري في السابعة صباحاً قابلنا الأخ/ صادق السماوي ـ مندوب اللواء "31" مدرع ـ والذي بذل جهداً كبيراً لتسهيل مهمتنا الإنسانية وبدوره حصلنا على تصريح الدخول بتوجيه من نائب مدير المستشفى د/ عبدالله أحمد حسين الذي قال: نحن هنا نستقبل جميع الحالات ونقدم لهم الرعاية الصحية بناءً على توجيهات المدير منصور هادي منصور وسوف نجري عملية لأحد ضحايا القرصنة وما يوجد لدينا من علاج سيحصل عليه المريض دون استثناء عسكرياً كان أم مدنياً، فنحن مسؤوليتنا طبية وعلى الدولة حماية الصياد من القرصنة، فبالرغم من إمكانياتنا المحدودة إلا أن المستشفى مفتوح للجميع وقد بلغ المرضى في تقريرنا السنوي "55" ألف حالة، منها حادثة الباخرة الروسية وحادثة الصيادين الحضارم وحادثة أصحاب الحديدة وكثير من الحوادث الساحلية المحيطة بالمستشفى ومنها حالات التسمم التي حصلت في رأس العارة ونطلب من الجهات المختصة دعم المستشفى خاصة ونحن نقوم بـ"200" عملية جراحية عامة وعندنا كادر كوري يتكون من 24 طبيباً
* من للضعفاء؟
أضحى الصياد اليمني بين خيارين ـ أحلاهما مر وهذا ما تبين من كلام الصياد "صادق محمد حسن" الذي قال: أصبحنا في ضياع، حيث خسرنا إخوتنا الذين ماتوا وفقدنا قواربنا التي كانت المصدر الوحيد لإعالة أسرنا والسبب تقصير الأمن الساحلي في حمايتنا ونحن نقوم بعملية الاصطياد في بحارنا اليمنية.
ويضيف صادق: شركات الاصطياد الأجنبية هي من استنزفت الثروة السمكية ولم تترك للصياد اليمني فرصة للحصول على ما يؤمن به قوته وقوت أسرته وما يتزود به للإبحار، مع إننا ندفع 6% للدولة، ومع ذلك لا يوجد أي تعويض أو أي دعم لما نتعرض له من أضرار.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.




1

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد