قبل نحو أربع سنوات صودرت وبالقوة أراضي المئات من المواطنين في منطقة بالحاف بمديرية رضوم محافظة شبوة، لإنشاء مشروع تصدير الغاز الطبيعي المسال، ووعدت الحكومة بتعويض سريع وعادل للمواطنين المتضررين من المشروع، واليوم وبعد مرور كل هذه الفترة وبعد افتتاح المشروع رسمياً العام الماضي من قبل فخامة الأخ/ رئيس الجمهورية ولايزال المواطنون ينتظرون تعويضهم بعد أن أنهت اللجان المختصة بذلك عملها في إعداد وتجهيز الكشوفات الخاصة بالمتضررين الذين ضاقوا ذرعاً بالوعود المتكررة بصرف التعويضات من وقت لآخر .
"أخبار اليوم" ترصد صرخات ومناشدات مواطني مديرية ميفعة المتضررين من مشروع الغاز المسال من خلال التحقيق التالي :


"4000" متضرر ينتظرون التعويض
الأخ/ احمد سالم لخلع -عضو اللجنة الفرعية للتعويضات -يقول "تم تشكيل لجنة لتعويضات المواطنين المتضررين من شركة الغاز في بلحاف ،حيث توجد مبان للمواطنين عدد "40" مبنى ومشروعين سياحيين، وقد تم تهديم منازل المواطنين دون أخذ إذن منهم من قبل شركة الغاز ،كما تم الاستيلاء على مساحة كبيرة داخل بلحاف، وهذه المساحة توجد بها "3948" استمارة وأكثر من "100" وثيقة سكنية ،بالإضافة إلى مساحة كبيرة باتجاه المطار أيضاً أدخلتها الشركة ضمن المساحة التي استولت عليها حيث يمتلك المواطنين مائة وثيقة زراعية خاصة بها، كذلك مرور خط الأنبوب في أراضي مواطنين تقدر ب "47" وثيقة " .
وعن عمل لجنة التعويضات يقول الأخ/ ضيف -عضو لجنة التعويضات الفرعية- منذ أن شكلت اللجنة الوزارية واللجنة الفرعية والميدانية قامت اللجان بإعداد وتجهيز كشوفات المتضررين وأكثرهم من مديريات رضوم وميفعة ،وتم فحص الوثائق وإقرارها من قبل لجنة المديرية ولجنة المحافظة وتم رفع ذلك إلى اللجنة الوزارية ،وأنهت اللجان أعمالها في سبتمبر 2009م، إلا أنه وللأسف الشديد رغم مرور أكثر من عام وشهرين على ذلك لم يتم تعويض المواطنين ،وأقام المواطنون عدداً من الاعتصامات الاحتجاجية ورفعوا عدداً من المناشدات للمطالبة بصرف تعويضاتهم ولكن لا حياة لمن تنادي ،واللجنة الوزارية تماطل في إعطاء المواطنين تعويضاتهم ،ونسمع أخباراً بان كافة التعويضات قد وصلت المحافظة ولكن لم تصرف .
وأضاف :ومن هذا المنبر نناشد الأخ/ رئيس الجمهورية بإعطاء توجيهاته إلى الجهات المختصة بعدم عرقلة تعويضات المواطنين ،ومحاسبة الذين يتلاعبون بحقوق المواطنين ويسيئون إلى سمعة الدولة ،وهؤلاء هم الفاسدون الذين أعطوا الفرصة للآخرين يرفع من شعارات معادية للوطن ،كما انه لا يضيع حق وراءه مطالب ولن يسكت المواطنون عن حقوقهم إطلاقاً .

عراقيل أمام التعويضات الشيخ/ محمد صالح العلوي -عضو لجنة دائمة محلية للمؤتمر الشعبي العام تحدث بالقول: هذا الموضوع يهم الجميع وطرح أكثر من مرة مع السلطة المحلية والأخ المحافظ له وعود كثيرة بصرف التعويضات وقال إنها في البنك ،وفي هذا العام طرح المحافظ مشروع جديد وهو مخطط سكني للمتضررين، الأمر الذي رفضه المواطنون المتضررون ،لأنه لا توجد مخططات ولن توجد حماية أمنية لحماية هذه المخططات ،وهذه عراقيل أمام التعويضات يرفضها المواطنون .
وأضاف انه بات من الضروري صرف التعويضات للمواطنين بدون تأخير أو تسويف ،فيكفي أبناء مديريات ميفعة ورضوم والروضة ما لاقوه من هذا المشروع من أضرار بيئية وصحية ،فأقل شي هو تعويض المواطنين ، كما أن المبالغ التي اعتمدت للتعويض غير عادلة وخاصة لأصحاب الاستثمارات السكنية وهو مبلغ "200" ألف ريال ومع ذلك المواطن لم يحصل عليها ،ونحن نقول انه آن الأوان لصرف التعويضات ولابد من الصدق من الدولة مع المواطن.
وحول نصيب المناطق التي يمر فيها الأنبوب من التنمية والعمالة يقول الشيخ/ العلوي : هذه التنمية تذهب في مهب الريح، حيث تحدد خطط وهمية وغير مجدية ،ولا يلمس المستحقون هذه التنمية المزعومة ،فهاهي المديريات المجاورة تعاني من مشكلة الكهرباء والشركة لم تقدم شي في هذا الجانب سوى الوعود العرقوبية وقرية جلعة الساحلية المجاورة للمشروع خير دليل على ذلك.
ويضيف : أما بالنسبة للعمالة فقد كانت العمالة في الشركة عبارة عن سوق سوداء وعبر الوسطاء وليس عبر الجهات المختصة ،ونطالب عبر هذه الصحيفة القيادة السياسية بإعادة النظر في أحوال المواطنين الساكنين في مديريات مشروع الغاز وتعويضهم بحقوقهم والتنمية الصادقة ،وكذا توفير فرص العمل لأبناء هذه المناطق بعيداً عن السمسرة والوسطاء والسوق السوداء.

وعود تراوح مكانها :
الأخ/ سالم علي رشيد فقال :تنازل المواطنين عن أراضيهم في بلحاف مقابل وعود بتعويضهم ،إلا أن تلك الوعود لا تزال تراوح مكانها ،ولذا فانه بات من الضروري صرف هذه التعويضات وبأسرع وقت ممكن وعدم المماطلة ،كما نرجو أن تكون المبالغ المالية للمتضررين عادلة ومنصفة/ لأنه لا يجوز التلاعب بهذه المبالغ، خاصة وان هذه الأراضي كانت حلم مئات الأسر لبناء مستقبلهم ،وللعلم فإن المتضررين مواطنون يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة .

كشوفات الدفاع الشعبي :
الأخ/ عوض صالح الفانوص قال: نطالب الأخ المحافظ والمجلس المحلي للمحافظة بصرف تعويضات ملاك الأراضي في بلحاف ومحاسبة المتسببين في تأخير صرف التعويضات وإغلاق هذا الملف نهائياً الذي طال انتظاره نحو أربع سنوات ،على
أن يكون التعويض عادلاً ومنصفاً أسوة بالمحافظات المجاورة في الشمال ،معإعطاء الأولوية للملاك المسجلين في كشوفات "لجان الدفاع الشعبي سابقاً"، لان هذه الشريحة من الملاك تم إقرارها من قبل لجنة التعويضات.
ويضيف الفانوص :"نطالب أيضاً بتوفير فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل من أبناء مديرية ميفعة، لأن أبناء المديرية لم يحصلوا على نسبة 1% من العمالة في مشروع الغاز لأسباب غير معروفة مع أن المديرية تضم أكبر نسبة بطالة على مستوى المحافظة وأغلب هؤلاء يحملون شهادات علمية ،كما نأمل من إدارة مشروع الغاز دعم برامج التنمية في مديريات ميفعة ورضوم والروضة وخاصة في مجالات التربية والتعليم والشباب والرياضة والصحة والكهرباء وإقامة مشاريع الطرق ومشاريع المياه والصرف الصحي، لأنه إلى الآن لم يلمس المواطن في هذه المديريات أي مشاريع حقيقية على الواقع باستثناء بعض المشاريع
الصغيرة جداً في بعض القرى .

ضاعت الأحلام :
ونختتم هذه الأحاديث بالأخ/ علي بلخير سعيد والذي قال: لقد ضاعت أحلامنا وأحلام أبنائنا بعد أن ضاعت أراضينا في بلحاف ،فقد أخذت منا بالقوة وقيل لنا إن الدولة ستعوضكم خلال أشهر معدودة ،ولكن هاهي ثلاث سنوات تمر ولا نتيجة تذكر في هذا الموضوع ،وكل ما نسمع به هو الوعود فقط بالصرف وتعويض المواطنين ولكن كل ذلك كذب في كذب ،ونناشد عبركم إلى من يهمه الأمر بضرورة صرف التعويضات، فالسيل وصل الزبى والناس المتضررين لا تستطيع أن يحتملوا أكثر مما مضى.

وأخيراً تتعامل الشركات العاملة في مشروع الغاز بأسلوب غير إنساني مع مواطني مديريات ميفعة ورضوم والروضة وحرمانهم حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها التعويضات ،كما إن أضحوكة التنمية المستدامة التي دائماً ما يتغنى بها المسئولون والمتنفذون في المشروع أصبحت تثير اشمئزاز المواطنين في مناطق المشروع ،ويسعى المواطنون الآن إلى هبة شعبية لاستعادة حقوقهم المسلوبة ،محملينوزارة النفط والسلطة المحلية في محافظة شبوة والشركات العاملة في المشروع مسؤولية ما يحدث لهم من ظلم وهددوا باللجوء إلى القضاء المحلي الدولي ومحاسبة الفاسدين الذين يتلذذون بنهب مشروع الغاز على حساب أبناء المناطق المجاورة للمشروع وكذا التي يمر فيها أنبوب الغاز.