احتجاجات الغضب.. مصر تتغير!

2011-01-30 15:58:00 تحقيق: مي جابر ويارا نجاتي - مصر


حذَّر خبراء ومراقبون ومحللون سياسيّون من خطورة استمرار تعامل النظام الحاكم في مصر بطريقته وأساليبه الأمنية الإرهابية التقليدية مع المتظاهرين في الشارع المصري ضد سياسات النظام الحاكم وتدني المستوى المعيشي.
وأكدوا أن الحركات الاحتجاجية الواسعة التي شهدها الشارع المصري أمس واليوم بداية مهمة لتحريك عجلة التغيير وكسر حاجز الخوف في نفوس المصريين، وستؤدِّي حتمًا إلى تغيير مسار الحياة السياسية المصرية لتستمد شرعيتها من الشارع.
وثمن الخبراء انتفاضة الشعب المصري التي فاجأت الجميع وأربكت حسابات أجهزة الأمن، مطالبين المصريين بمواصلة احتجاجاتهم؛ حتى تتحقق مطالبهم كي لا تكون الاحتجاجات مجرد هبَّة مؤقتة، كما طالبوا الشعب بالالتفاف حول المطالب التي تنادي بها القوى الوطنية المختلفة والوقوف جميعًا في خندق واحد ضدّ النظام الاستبدادي الحاكم.

 
ثورة الشعب بدأت ولن يوقفها أحد
"الثورة بدأت، والشعب لم يعد يثق بالسلطة المصرية التي استبدت به على مر عقود طويلة" هكذا لخص الدكتور عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أحداث الأمس واليوم في الشوارع والميادين المصرية، في يوم الغضب المصري.
ويبين أن الصمت الحكومي حتى الآن تجاه الاحتجاجات يرجع إلى أن الحكومة تقرأ الشعب المصري قراءة قديمة، بأنه لا يثور، ويتميز بالضعف والبله من السهل إرهابه، مؤكدًا أن الشعب أصبح يتحدث عن نفسه، ولن يقبل أن يتحدث أحدٌ نيابة عنه مرة أخرى.
ويقول إن النظام المصري أدمن الأمن ولم يعد يستطيع التحاور مع الشعب، ويسعى للقضاء على أنات وآهات المواطنين، لكنها اشتعلت ولا يمكن إسكاتها، مضيفًا أن النظام بطبيعته فاسد خارج الشرعية والقانون، لا يجيد التعامل السياسي وكلّ السلطات المشكلة للحكومة لا تنتمي للشارع والشعب عبّر عن رفضهم.
ويشدد على ضرورة بقاء المواطنين في الشارع ويستمر تدفق سيل المواطنين على الشوارع والميادين، حتى يسقط النظام، فمصر تختلف عن تونس في أنها متورطة بشكلٍ كبيرٍ مع الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك ستتمسك ببقائها أطول فترة، إلا أنها ستسقط وتتماشى مع مطالب الشعب.

 
"الداخلية" تزداد عنفًا والتواصل هو الحل
ويعتبر الدكتور رفيق حبيب أن الحركات الاحتجاجية الواسعة في الشارع المصري الآن هي بداية مهمة لتحريك عجلة التغيير وكسر حاجز الخوف، مؤكدًا أن ما سيأتي بعد ذلك سيكون مختلفًا تمامًا؛ ليغير مسار الحياة السياسية المصرية؛ حيث سيكون الشارع هو مصدر التغيير.
ويرجع ذلك إلى سببين أولهما: تراكم حالة الغضب وعدم الرضا عن ما يحدث منذ 30 عامًا هي عمر النظام الحاكم، وثانيهما: هو تأثر الشعب المصري بما حدث في تونس من ثورة على نظام "بن علي" المستبد، مشيرًا إلى أن النظام المصري يرفض رؤية الحقيقة والاعتراف بحالة الغضب التي تسود البلاد.
ويؤكد أن النظام سيستمر في تعنته وعناده مع المتظاهرين، ما يؤدِّي إلى تزايد الاحتجاجات والمظاهرات لمواجهة هذا التعنت، مضيفًا أن النظام يتعامل مع الأمر بطريقته وأساليبه الأمنية الإرهابية التقليدية، إلى جانب رفضه الأساليب السياسية المعروفة في الدول المتقدمة لحلّ مثل هذه الأزمات.
ويتوقع أن تستمر المظاهرات خلال الأيام القادمة، ولكن بشكلٍ متقطعٍ لتزداد وتيرتها في النهاية لتحقق المطالب الأساسية للشعب المصري، وفي نفس الوقت سيستمر النظام في عناده وإصراره على عدم رؤية الحقيقة أو تقديم إصلاحات حقيقية إلا عند إحساسه بقرب نهايته.
ويقول: "الداخلية تعتبر أن كلّ أشكال التعبير عن الرأي خروجًا عن القانون، وهو ما سيجعلها أكثر عنفًا خلال الأيام القادمة".
ويوصي د. حبيب المتظاهرين بخروج الاحتجاجات من المناطق المزدحمة سكنيًّا وحشد أكبر عددٍ من الشعب، بالإضافة إلى تنظيمها على فترات متباعدة، مشددًا على أهمية استمرارها بهذا الشكل السلمي الذي ظهرت به.
 
المصريون كسروا حاجز الصمت والخوف
ويؤكد سعد عبود، عضو مجلس الشعب عن حزب (الكرامة) السابق، أن الصور الاحتجاجية التي شهدتها مصر أمس كشفت عن كسر حاجز الخوف في نفوس الشعب المصري، الذي تخلَّى عن سلبيته وخرج عن صمته ليعلن للنظام سخطه، مشيرًا إلى أن القوى المعارضة لم تكن متوقعة التفاعل الواسع من جميع فئات الشعب.
ويقول: "ويرجع هذا التفاعل إلى حالة الاحتقان التي يعاني منها المواطنون منذ عقود طويلة؛ حيث الفقر والقمع والفساد والاستبداد والطوارئ".
ويضيف أن الداخلية كانت تظن أن الاحتجاجات ستكون عابرة وبأعداد قليلة، وهذا يفسر ارتباكها بعد مشاركة عشرات الآلاف بالمظاهرات وإصرار المتظاهرين على المبيت في الشارع حتى تحقيق مطالبهم، مشيرًا إلى أن التعامل الأمني الفجّ في تفريق المعتصمين الذي أدّى إلى سقوط العديد من الضحايا يؤكد ذعر الشرطة من خروج الأمر من تحت سيطرتها.
ويرى أن التصريحات الأمنية الصادرة عن الحكومة تعبّر عن ذعر النظام وخوفه الشديد من تزايد وتيرة الاحتجاجات، مؤكدًا أن المفاجأة أخرست النظام، فلم يصدر عنه أي تصريحات سوى التصريحات الأمنية.
ويلفت النظر إلى أن المظاهرات خرجت أمس بشكل عفوي رائعٍ؛ حيث خرج الجميع للتعبير عن غضبهم والمطالبة بالتغيير بشكلٍ حضاري أشاد به الجميع؛ حيث لم يحدث حالة واحدة لتخريب أي سيارة، مطالبًا المشاركين في المظاهرات بالاستمرار في الاحتجاجات بهذا الشكل الحضاري وعدم ترك فرصة لأي مخرب في تشويه هذه الحركات الاحتجاجية.
ويستطرد قائلاً: "يجب أن تستمر الاحتجاجات حتى تحقيق مطالب التغيير ولا تكون مجرد هبّة مؤقتة، كما يجب التمسك بالمطالب التي تنادي بها القوى الوطنية المختلفة؛ ليتوحد الشعب حولها حتى ندفع النظام الاستبدادي عن أنفاس المصريين".

 
مخالفة للتوقعات
وتؤكد الدكتورة عزة كريّم تعدد ثمار يوم الغضب المصري، وتبدأ باليقظة الشعبية التي لم تكن متوقعة، وقام بها المصريون في الشارع بكلّ فئاتهم، ومستوياتهم، وأعمارهم، خاصة أن النظام الحاكم لم يتصور الصمود والأعداد الهائلة التي خرجت للتعبير عن معاناتهم الاقتصادية والسياسية، والظلم الذي يعيشون فيه، ولطالما اتهم الشعب المصري بالسلبية والخمول.
وتشدد على أن الشعب المصري قام بتغيير القناة التي يطالب فيها بحقوقه طوال السنوات القادمة، بعد استنفاد طريق القنوات الرسمية من صحافة وإعلام وشكاوى متكررة في كلّ الجهات، سواء الحكومية منها أو الخاصة، ولم يجد منها استجابة مطلقًا، مشيرةً إلى أن إحدى أهم ثمار "الغضب" الرسالة التي أوصلها الشعب للشرطة بأنها جزء لا يتجزأ منه، على الرغم من كونها ممثلة للحكومة، فالمتظاهرون لم يقوموا مطلقًا بأعمال تخريبية، حتى إنهم كانوا يحملون الجنود المصابين إلى المستشفيات بأنفسهم.
وتعبّر عن سعادتها بظهور بادرة جديدة من المعارضة المصرية، تشير إلى النضوج السياسي، وهي أن البيان الصحفي الذي ألقته قوى المعارضة مجتمعة، طالب بمطالب جذرية للتغيير السياسي، ولم يتطرق إلى الأوضاع اليومية، كالبطالة والفقر والحد الأدنى للأجور، نظرًا لأن الحلول الجادة ستحل المشكلات اليومية التي يعاني منها الشعب، مضيفة "كما أن كلّ ممثلي الطوائف السياسية والثقافية المتحدثين إلى الإعلام بالأمس لم يمتلكوا سوى تأييد الانتفاضة الشعبية، باستثناء بعض ضعاف من أعضاء الحزب الوطني الذين ذكروا إنجازات واهية للحكومة المصرية.
وتشير إلى ظهور الحزب الوطني بصورة سيئة أمام جموع الشعب، مرددًا حججًا غير مقنعة لتحسين أحوال المواطنين، مؤكدة أن على المصريين البقاء في انتفاضة واعتصام؛ حتى يحدث التغيير لكي لا يضيع ما تم بالأمس في محافظات مصر هباءً على غرار صمود الشعب التونسي حتى وصوله للتغيير وتحقيق إرادته، مشددة على أن التعبير الشعبي أصبح أمرًا دوليًّا ولم يعد شأنًا داخليًّا.
وتتابع: لذلك على المتظاهرين الاستمرار، خاصة أن الحكومة المصرية لم تظهر حتى هذه اللحظة، سواء للدفاع عن نفسها، أو لتلبية رغبات المتظاهرين، ولم يقم خلال الأسبوع الماضي غير بمسكنات وليس علاج فعلي للمشاكل الاقتصادية والسياسية، ما زاد من إدانتهم أمام الشعب.
وتقول: علينا أن نتقبل بعض الخسائر كتضحية في سبيل التغيير والوصول إلى حكومة ونظام يرضيان الشعب.

أعتاب الحرية  
ومن جانبه يرى العميد محمود القطري، عميد الشرطة السابق، أن تعامل الشرطة مع المتظاهرين ظهر في مرحلتين: الأولى هي التعامل الراقي للشرطة في بداية اليوم، حيث بدأت الشرطة تؤمن بأحقية المواطنين في التعبير عن آرائهم، فضلاً عن اهتمام النظام المصري بتحسين صورته أمام العالم، لتجنب الضغوط الأمريكية والأوروبية لتحقيق المطالب الشعبية.
ويضيف: "أما المرحلة الثانية ظهرت في التعامل القمعي لرجال الشرطة من خلال فضّ المتظاهرين؛ حيث قامت بإطلاق الرصاص الحي والمطاط والقنابل المسيلة للدموع على المعتصمين في شتى أنحاء الجمهورية، وهو ما يؤكد أننا ما زلنا على أعتاب باب الحرية ولم ندخل بعد".


المطالب العشرة للإصلاح.. أمل المصريين
"إلغاء الطوارئ.. حلّ البرلمان المُزوَّر، تعديل الدستور.. إصلاح الاقتصاد وتحقيق العدالة الاجتماعية.. رسم سياسة خارجية تحقق مصلحة مصر والأمة.. الإفراج عن المعتقلين السياسيين.. الاستجابة للمطالب الفئوية.. حرية إنشاء الأحزاب.. محاكمة المفسدين.. إعادة الحيوية إلى المجتمع الأهلي.. إلغاء تدخل الجهات الأمنية بالشئون الداخلية".. ما سبق كان ملخصًا للمطالب العشرة التي قدَّمتها جماعة الإخوان المسلمين، بالتزامن مع الانتفاضة الشعبية التونسية، كرسالة إلى النظام المصري، تُعبِّر عن تطلعات الشعب المصري، وتدعوه إلى التحرك فورًا لتحمل مسئوليته، وبدء مسيرة إصلاح حقيقية؛ لتلبية تلك الطلبات، قبل أن يسفر غضب الشعب عن ردة فعل غير محسوبة الآثار والعواقب.
 
المطالب جمعت رغبة الجماهير في إطار واحد
 ويقول الدكتور محمد البلتاجي عضو كتلة الإخوان المسلمين في برلمان 2005م وعضو البرلمان الشعبي: إن ما أعلنه الإخوان هو تعبيرٌ نقلاً عن لسان حال الشارع، ورسم لطلباته في إطار محدد المعالم يوحد الجهود؛ لتحقيق التغيير الديمقراطي والإصلاح المنشود.
ويشير إلى أن تلك المطالب توافق عليها القوى السياسية كافة، وليست استجداء للأنظمة الحاكمة لطلب التغيير، ولكنها بمثابة الحامي لنضال الشعوب والمعبر عنه، وترد على من ادعوا أن المطالب الوطنية للتغيير عامة وغير محددة، فهذه مطالب عشرة محددة وواضحة، تعلن عن رغبات المواطنين في تغيير الوضع المعيشي البائس.
ويضيف: إن واجب القوى الوطنية الآن هو تبني تلك المطالب الشعبية، ونشرها بصورتها المحددة على جميع المصريين، وخلق حالة تبنٍّ حقيقي، تدفع كل فرد إلى التحرك طلبًا لها، داعيًا إلى استخدام جميع الوسائل؛ للوصول إلى ذلك الهدف، وفي مقدمتها الفضاء الإلكتروني، والمؤتمرات والندوات مع الجماهير، ووسائل الإعلام التي تصل إلى فئات الشعب المختلفة.


النزول إلى الشارع  
ويؤكد المستشار محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض السابق والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، أن مطالب الإخوان للإصلاح هي مطالب الشعب كله، وتجمع عليها كل القوى الوطنية في مصر، وكل المهتمين بشئون الوطن ومصالحه.
ويلفت إلى أن الشارع هو الوسيلة الوحيدة القادرة على تحقيق تلك المطالب، وفرض الإرادة الشعبية على النظام وحكومته، مشددًا على أن النظام لن يستجيب للرسالة، ويعمل في سبيل الإصلاح، ومن ثم يبقى الشعب هو المسئول الوحيد عن تحقيق التغيير الذي سننشده.
ويطالب الناشطين كافة بزيادة الالتحام مع الشارع، وبذل الجهود كافة لتحقيق الإصلاح، ويؤكد أن الحركة الشعبية هي الأقدر على تغيير أقوى النظم الحاكمة في العالم أجمع، مضيفًا: "الشعب ممكن يغير النظام الأمريكي، وليس المصري فقط".

دائرة واسعة  
ويعبر عبد الغفار شكر القيادي بحزب التجمع، عن رأيه في المطالب العشرة بقوله: إنها مطالب تجمع عليها دائرة واسعة من القوى الوطنية المصرية، وتصل إلى حد الإجماع التام على تحقيقها.
ويتابع: أهم نقطة حاليًّا هي التنسيق بين كل القوى الوطنية، والاتفاق على تنفيذ المطالب، وتوضيح صورة كاملة لوسائل تغيير المجتمع نحو الاتجاه السليم، ثم القيام بعمل مشترك فيما بينها جميعًا؛ للضغط على النظام المصري، لتنفيذ مطالب تحويل المجتمع إلى مجتمع يعتمد على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
ويشير إلى أن وسائل توصيل تلك المطالب إلى المواطنين يجب أن تستنفد الأشكال كافة؛ كالبيانات، والندوات، والمؤتمرات الجماهيرية السلمية، وإرسال رسائل مباشرة للنظام ومطالبته بتحقيق المطالب، والتصديق على حق الشعب فيها، وصولاً إلى القيام بمسيرات سلمية.
ويقول: علينا أن ندعو المجتمع كاملاً إلى المشاركة في النضال السياسي جنبًا إلى جنب مع القوى الوطنية؛ للوصول إلى غايتنا في التغيير.

الصوت العالي
ويشيد الدكتور سمير عليش المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتغيير، بالمطالب العشرة التي نقلت نداءات المطالبين بالإصلاح، ويرى أنها كافية لإصلاح المجتمع بدعوتها إلى تداول السلطة، وبقاء الأصلح للمجتمع، من خلال الدعوة إلى انتخابات نزيهة يختار فيها الشعب من يمثله.
ويعتبر أن الخطوة الأولى هي إلغاء مجلس الشعب المزور، وبدء مرحلة جديدة تلغي القوانين الباطلة المقيدة لحريات الشعب، وتنزع حقوقه، وتمدد قانون الطوارئ الغاشم، فيما تبيح ثروات الوطن لفئة ضئيلة من المرتزقة والمفسدين.
ويضيف: كذلك تحتاج مصر إلى إجراء انتخابات رئاسية نزيهة، بعد تعديل الدستور والسماح للمستقلين بالدخول في السباق الرئاسي، مطالبًا الشعب المصري باستخدام الوسائل كافة التي يمتلكها لتحقيق هذه المطالب، بدءًا من المظاهرات السلمية، والوقفات الاحتجاجية وغيرها.
ويرى أن رفع الصوت الاحتجاجي للمصريين هو الطريق إلى تحقيق الإصلاح وتغيير الأوضاع الديكتاتورية القائمة، مضيفًا أن الطفل الصغير يتمكن من التعبير عن احتياجاته، فما بالنا بوطن يعيش فيه الملايين الذين يشعرون بالظلم والهوان لسنوات طويلة.

رحيل الرئيس  
ويصف الدكتور أيمن نور رئيس حزب "الغد" المطالب العشرة التي قدَّمها الإخوان للإصلاح في المجتمع المصري؛ بالجماهيرية لكونها تمثِّل مطالب الشعب المصري كاملاً، وتعبِّر عن فئاته كافة، كما أنها تحظى بثقة وموافقة كل القوى الوطنية في مصر.
ويعتبر أن تلك المطالب شاملة لكل أوجه الإصلاح في المجتمع المصري؛ حيث تشتمل على إصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية وغيرها، يتعطش الشعب المصري لتحقيقها منذ سنوات، مطالبًا بإضافة مطلب برحيل رئيس الجمهورية، تماشيًا مع تحقيق بقية المطالب.
ويرى أن تبني القوى الوطنية المصرية كافة المطالب والسعي في اتجاه تفعيلها، يعد أحد أهم الخطوات في سبيل تحقيقها بالمجتمع، مشيرًا إلى أن الشارع المصري يحتاج إلى تبني المطالب، والاشتراك مع رافعي رايات الإصلاح لفرضها على الحكومة.

الطلبة والموظفون
وتتفق الدكتورة كريمة الحفناوي الناشطة بحركة كفاية، مع المطالب التي يرفعها الإخوان للإصلاح؛ لتعبيرها عن المطالب المصرية لتحقيق الديمقراطية، وحصول المواطنين المصريين على حقوقهم، مشيرة إلى أن الخطوة التالية السليمة هي تفعيلها من خلال الشارع المصري.
وتشدد على أن رسالة تلك المطالب لن يستوعبها النظام؛ لذا لا بد من توجيهها إلى الجماهير المقصودة من الإصلاح، وليس في الاتجاه المعاكس، وهو النظام؛ لأن الطبقة الحاكمة لا يهمها تطبيق الإصلاح، مطالبة القوى الوطنية بالاجتماع لوضع خطط للتحرك السلمي تجاه تنفيذ مطالب المجتمع المصري.
وتبين أن الاستعانة بجميع فئات الشعب من طلبة وموظفين وعمال ومهنيين وغيرهم، هي السبيل إلى تحقيق أحلام الإصلاح، وتشيد بالمطالب الداعية إلى تحسين حالة الاقتصاد، وتحسين حالة التعليم والصحة، وتوجيه ميزانية إنفاق الدولة إليهما بدلاً من الإنفاق على الأمن، مؤكدة أن تلك المطالب ستؤدي إلى وقف التدهور والتأخر المستمر في المجتمع.

مبارك.. بطاقة شخصية من وجهة نظر غربية
ربما ظل العديد من المصريين ينظرون الى الرئيس حسني مبارك باعتباره "شغّيلاً" قادراً ومتواضعاً بمقاييس حكام الشرق الأوسط. لكنه، مع ذلك، لم يتمتع بالشعبية البتة.
ويعود هذا، في رأي "تايمز" البريطانية، الى طبيعة مبارك. فهو، على غير سجية قومه العفوية المنطلقة، موغل في التحفّظ والرصانة الرسمية. لذا فقد جرّد نفسه من صفة "ابن البلد" المدرك لنبض الشارع وهمومه الحقيقية رغم محاولاته الدؤوبة لأن يعتبره هذا الشارع "العم الحنون".
ومع انه ليس بالخطيب المفوّه، فهو يتحدث بوضوح ويملك ناصية اللغة العربية الفصحى مضافة إليها الانكليزية السليمة والروسية التي تعلّمها بفضل دراسته علوم الطيران في الاتحاد السوفياتي السابق.
وفي المؤتمرات الدولية يتفادى الرئيس المصري المواجهة على الدوام مفضلا عليها الحلول الوسط. ويشهد له أن وساطاته الشخصية أبطلت العديد من العبوات السياسية الناسفة بين الفلسطينيين وإسرائيل.
على أن العديد من المتعلمين المصريين ينحون الى السخرية من افتقاره إلى الخيال والإبداع وسعيه لوضع الزعيم المعبود. وثمة عدد قليل فقط هؤلاء يعتبرونه طاغية. لكن عددا أقل لا يذكر الآن دور التهدئة الذي قام به في أعقاب اغتيال سلفه أنور السادات في 1981 مع تسلمه السلطة من بعده.
ولإعادة سيادة القانون والنظام، فرض مبارك وقتها حال الطوارئ. ومضى ليجرّد الشعب من حرّياته الأساسية ومنح الحكومة سلطات واسعة النطاق للإلقاء بمعارضيها في غياهب السجون. وهذا هو الوضع السائد حتى الآن (على مدى قرابة 30 عاما) وهو الذي يقف خلف تظاهرات الغضب التي تجتاح البلاد الآن. والإحساس في الشارع حاليا هو التعب والإحباط وخيبة الأمل في زعيم يفتقر الى السياسات الخلّاقة وطال بقاؤه - بفضل قمعه الحريات - بشكل صار غير محتمل.
وهناك ايضا السيدة الأولى، سوزان مبارك، التي أدت دورا من خلف الكواليس في ترقية القضايا الاجتماعية. لكن مشكلتها هي مشكلة زوجها نفسها، وهي أن المواطنين يعتبرونها "بنت العز" التي حجبت عنها الحياة الرخوة الإمساك بنبض الفقراء والكادحين.
أما ابنهما الأصغر جمال (47 عاما)، الذي كان أبوه يعدّه لخلافته في الرئاسة، فهو ذكي ومثقف صقيل على الطراز الغربي. لكن أهل بلاده يعتبرونه أكثر انعزالية عنهم من والده ويفضل صحبة المصرفيين على النظر في هموم المواطن الذي يحصل على 1800 دولار في المتوسط على مدار السنة.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد