في يوم جميل من أيام صيف إب الخضراء، وفي جو ندي تداعب وجوه الحاضرين زخات المطر التي تهطل بين الحين والآخر، دشن القاضي/ أحمد عبدالله الحجري محافظ إب المهرجان السياحي السادس، وفي حفل الافتتاح الذي حضره وكيل وزارة السياحة، والشيخ/ عبدالواحد صلاح وكيل المحافظة، والوكيلان المساعدان/ خالد بدر الدين، وعقيل فاضل ومدراء المكاتب التنفيذية والقيادات المحلية والأمنية وعدد من السياح العرب، قدم شباب وزهرات المحافظة عروض "الأوبريت" الغنائي الذي يحمل عنوان "أمجاد وألوان" كلمات الشاعر/ عبدالقادر البناء ومشاركة فرقة ثقافي إب وإشراف حزام الأشول، حيث تجسدت تلك اللوحة الغنائية و في بعض الرقصات الشعبية التي تخص مديريات المحافظة، إلى جانب لوحة ترحيبية بالضيوف قدمتها زهرات المراكز الصيفية في المحافظة.
وبعد انتهاء عرض الأوبريت الذي تغيب عنه العقيد/ أمين علي الورافي، أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة رئيس اللجنة الإشرافية للمهرجان، حيث أفادت بعض الأنباء في المحافظة أنه توجه إلى العاصمة صنعاء لحضور جلسة مجلس النواب ليوم أمس الأربعاء وذلك للرد على أسئلة واستفسارات نواب الشعب حول مصير مشاريع العيد الوطني السابع عشر وأسباب تعثرها، بعد انتهل العرض قام القاضي الحجري بافتتاح المعرض السياحي السادس المتواجد في مبنى الأستاد الرياضي والذي ضم العديد من الأقسام والأجنحة، شاركت فيه بعض المكاتب التنفيذية من خلال عرض صور لمشاريع ونشاط تلك المكاتب مثل الكهرباء والتعليم الفني والأمن والأشغال العامة والزراعة والأوقاف، بالإضافة إلى الأجنحة الخاصة بالجمعيات والمؤسسات المدنية والتي نالت إعجاب واستحسان الزوار سواء من حيث تقديم تلك المعارض للموروث الشعبي من ملابس وأدوات زراعية ومنزلية وأكلات شعبية أو من حيث عرض بعض المجسمات التي ترجمت العديد من العادات والتقاليد الشعبية.
كما قام المحافظ بافتتاح معرض الفن التشكيلي في قاعة المركز الثقافي والذي احتوى على "73" لوحة من الفن الطبيعي الواقعي والتجريدي بالإضافة إلى لوحات نحت مزجت ألوان تلك اللوحات أنامل عدد من فناني المحافظة أمثال يحيى الشويطر، ووليد الدحان ورجاء فارع وغيرهم، هذا وقد أدلى المحافظ الحجري بتصريح للوسائل الإعلامية التي غطت فعاليات تدشين المهرجان قال فيه: ما في شك بأن المهرجان يتم فيه الاستفادة من عام إلى آخر، واليوم لقد رافق تدشين المهرجان الجو الندي الممطر الجميل، ولو لاحظتم فالخطاب اليوم موجه للسائح والجمهور أكثر من مخاطبة المسؤولين، وحرصنا على دعوة السياح أكثر من المسؤولين، وفي نفس الوقت كل من له صلة بالبنية التحتية للسياحة والخدمات السياحية من مستثمرين وأصحاب المنشآت السياحية وعمالها سواء في الفنادق أو المطاعم /والوكالات السياحية وغيرها، وتدشيننا للمرجان السياحي هذا العام يقترن بالخطوات الفعلية لإنشاء الحدائق وترميم وتأهيل وصيانة القلاع ووضع الدراسات لعدد من الحمامات الطبيعية، وكذا تأهيل بعض الشلالات، وإيجاد الخدمات والبنية التحتية للكثير من المواقع التي نشعر أن عليها تردد ملحوظ من قبل السياح، وهذا يعتبر كمرحلة أولى ستدشن عامي 2009- 2010م، أما المرحلة الثانية فإنها ستدشن في الخطة الخمسية القادمة إن شاء الله بعد وضع الرؤية المتكاملة لتأهيل محافظة إب كمحافظة سياحية، وأضاف المحافظ بالقول صحيح أنه تم الإعلان حول ذلك من قبل فخامة رئيس الجمهورية في العيد السابع عشر ولكن لم تتحرك كل الجهات من أجل تأهيل المحافظة، فهي مؤهلة من حيث المناخ والمناظر الطبيعية الخلابة، كما يوجد فيها مخزن كبير من الآثار كونها احتضنت عاصمتين للدولتين الحميرية والصليحية، وفيها كثير من الحصون والقلاع إلى جانب الحمامات الطبيعية لكن ينقص المحافظة الخدمات السياحية والبنية التحتية، وهذا ما سنركز عليه خلال السنوات القادمة، وحول سؤال لمراسل قناة العربية حول تعرض بعض المواقع الأثرية للنهب والاعتداء إلى جانب تغييب جانب الآثار في فقرات الأوبريرت وإلى أي مدى يمكن إخراج تلك الآثار من مخازنها وعرضها في هذه المحافظة، قال المحافظ: للأسف هناك إهمال كبير والجهات المعنية مقصرة كثيراً فيما يخص الآثار إلى حد أن الكثير منها نهب وكثير منها تعرض للخراب، ولهذا ندعو الأخوة في وزارة الثقافة والأخوة في الآثار أن يولوا اهتماماً كبيراً للآثار في مختلف محافظات الجمهورية، وقد دشنا الأسبوع الماضي بداية الترميم لمتحف إب ليكون أول مبنى من عدة مباني يحتضن ما قد تم استخراجه والحصول عليه من قطع أثرية والحفاظ عليها وأيضاً القيام بصيانتها، ونحن في السلطة المحلية ستكون أيادينا بأيدي الجهات المعنية وأيضاً المنظمات الداعمة والتي بدأنا نتخاطب مع بعضها، وإن شاء الله سنحصل على الاهتمام والدعم سواء للمتحف الوطني في إب أو المتاحف الأخرى المتواجدة في المناطق الأثرية بمديريات المحافظة مثل ظفار والعود وهما منطقتان رئيسيتان وبالطبع معظم المناطق والمديريات كلها مناطق أثرية وهذه المناطق تحتاج لبعثات علمية للبحث والتنقيب والدراسات والحفر والتنظيف والصيانة وغيرها وإنشاء الله نتوفق في هذا السنوات القادمة. وفي سؤال حول عدم تجسيد الأوبريت للفلوكلور الشعبي الذي تتميز به مديريات المحافظة مثل "المفرد، المهجل" رد المحافظ بالقول: نحن الآن في المهرجان السادس وربما أنها قد جسدت في المهرجانات السابقة أو ربما أنهم حاولوا إدخال شيء من التحديث أو إرضاء ذوق بعض السياح الوافدين مع أن الوافدين هم أنفسهم يريدون الإطلاع على التراث والفلوكلور الشعبي، لكن في الأخير اللوحة جميلة وإنشاء الله ننجح في بناء القرية التراثية والتي ستضم كافة أطياف التراث الشعبي كم قد تم التنسيق مع وزارة السياحة لتأهيل عدد من الأسواق، سواء سوق المدينة القديمة أو الأسواق الأسبوعية الشعبية المنتشرة في مراكز المديريات باعتبارها ضمن المواقع السياحية والتراثية المهمة.
هذا وقد أكد عدد من الحاضرين والمراقبين أن ما ورد في تصريح الأخ/ المحافظ معظمه يأتي تجاوباً لما سبق وأن تناولته "أخبار اليوم" في الأسبوع الماضي والتي تم تصنيفها من قبل أمين عام محلي إب العقيد أمين/ علي الوارفي ولجنته الإعلامية بأنها أخبار وتحقيقات وتقارير سلبية.
هذا وقد عبر الكثير من الحاضرين عن استياءهم لسوء الإعداد في عمل "الأوبريت" وإدخال بعض الرقصات والألحان الغربية إلى جانب تجاهل اللجنة الإشرافية لإحتمال هطول الأمطار أثناء النهار وعدم عمل حاجز في سطح منصة ميدان الكبسي يمنع وصول مياه الأمطار إلى قاعة المنصة التي تحولت إلى مستنقع أثناء هطول الأمطار وقدوم ضيوف المحافظة لمشاهدة عروض "الأوبريت".
