اليمن .. صفحة جديدة

2012-02-20 04:39:19 رأي الراية


لا يمكن بأي حال التقليل من خطورة الدعوات التي تنطلق من الحراك الجنوبي في اليمن لمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل، لأن نجاح دعوات العصيان المدني في مدن الجنوب ومقاطعة أهالي الجنوب للانتخابات الرئاسية التوافقية ستدخل اليمن في خضم أزمة سياسية جديدة، ستضفي شكوكاً على شرعية الرئيس المنتخب لفترة انتقالية تمتد لفترة سنتين يجري خلالها الحوار الوطني وإعادة صياغة الدستور والإعداد لانتخابات نيابية على أسس جديدة تطوي صفحة وإرث الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
إن مشاركة جميع الأطراف السياسية في الانتخابات الرئاسية المقبلة يعني أن الشعب اليمني قد وضع قدمه على بداية الطريق نحو إعادة بناء الدولة اليمنية على أسس جديدة تستند إلى مطالب الثوار اليمنيين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد وإقامة دولة المؤسسات والقانون.
قد لا تكون المبادرة الخليجية التي انتهت بتنحي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح عن رئاسة الدولة قد حققت جميع مطالب الشعب اليمني واستجابت لطموحات الشباب اليمني الذي ضحى بأغلى ما يملك "روحه ودمه" من أجل إقامة يمن جديد وسعيد، لكنها مثلت بارقة الأمل الوحيدة في منع انهيار الدولة اليمنية وتحولها إلى صومال آخر.
إن الشعب اليمني الذي سيتوجه إلى صناديق الاقتراع لاختيار الرئيس المؤقت للبلاد ما زال يملك القرار، ويملك الإرادة والقدرة على الخلاص من إرث عهد صالح من خلال الحوار الوطني الذي سيجري بعد إجراء الانتخابات الرئاسية بمشاركة جميع أطياف الشعب اليمني حيث سيجري صياغة دستور البلاد الجديد الذي سيكتبه جميع أبناء اليمن ليكون دستور الجميع في الجنوب قبل الشمال.
ما يثير الأسف والحزن هو الصدامات التي تقع بين مؤيدين للانتخابات ورافضين لها والتي وقع بسببها عشرات الجرحى، فالمعارضون والمؤيدون للانتخابات طالما جمعتهم الثورة اليمنية طوال الشهور الماضية ووحدتهم مطالب رحيل الرئيس اليمني.
إن اليمن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخه، مرحلة تؤسس لإقامة دولة المؤسسات والقانون، ومن واجب جميع اليمنيين أن ينحوا خلافاتهم جانباً وينتصروا لقضية اليمن الواحد القائم على أساس العدل والمساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة، والذي ينال فيه كل مواطن سواء كان في الجنوب أو الشمال نصيبه من التنمية. وكل مطالب اليمنيين ستكون محل بحث ونقاش في الحوار الوطني الشامل الذي سيقام بعد إجراء الانتخابات والذي ستشارك فيه جميع الأطراف السياسية اليمنية وهو ما يشكل فرصة حقيقية للحراك الجنوبي في اليمن ليقدم مطالبه ويكشف عن الظلم الذي تعرض له، وستكون الكلمة في النهاية للشعب اليمني الذي يستحق أن ينعم بالأمن والاستقرار والتنمية.
× نقلاً عن الراية القطرية

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد