دخل اليمن أمس مرحلة جديدة طوى بموجبها صفحة حكم الرئيس السابق علي عبدالله صالح، ليصبح بذلك أول دولة من دول الربيع العربي تشهد انتقالاً سلمياً للسلطة بموجب اتفاق سياسي حفظ ماء الوجه لصالح الذي حكم اليمن 33 سنة ولن يحاكم مثل حسني مبارك أو ينفى مثل زين العابدين بن علي، كما أنه لم يقتل مثل معمر القذافي.
الرئيس اليمني الجديد عبد ربه منصور هادي حرص أثناء إدلائه بصوته في صنعاء أمس وسط تدابير أمنية مشددة على تأكيد أن استحقاق الانتخابات هو "اغلاق لصفحة الماضي وفتح لصفحة جديدة ناصعة البياض نكتب عليها مستقبل اليمن الجديد". في مسعى لقطع الصلة مع نظام صالح وسياساته من جهة، وفي رسالة لتهدئة الثوار والتلويح بالعمل معهم على بناء يمن سعيد جديد، وهو ما أكدت عليه الناشطة المعارضة وحائزة جائزة نوبل للسلام توكل كرمان بالقول: ان الانتخابات الرئاسية "يوم عيد بالنسبة لليمنيين لأنه يوم رحيل علي عبدالله صالح وإنهاء حكم المستبد والظالم وإنهاء فترة من الزمن عبث بها صالح واستمرت 33 عاما"، مضيفة: انه على "الرئيس الانتقالي الجديد أن يعمل من أجل الشباب وإلا فان ساحات الاعتصام موجودة وستظل كلجان مراقبة على حكومة الوفاق وعلى الرئيس المنتخب".
النظام الجديد في اليمن سيجد الدعم الدولي المناسب، وفي مقدمته الدعم الخليجي لإنجاح هذا المسار، الأمر الذي يضاعف مسؤولية النظام الجديد من حيث الحرص على التوافق الوطني وتشكيل حكومة وحدة تلبي مطالب مختلف التيارات السياسية، وفي مقدمتها شباب الثورة الذين لولا تضحيتهم وصمودهم ما عاش اليمن هذه اللحظة التاريخية.
الانتقال السلمي للسلطة الذي شهده اليمن يقدم درساً للنظام السوري الذي لا يزال يحتكم إلى منطق القوة وآلة القتل لإرهاب الشعب، بأن يلجأ إلى الحوار ويتجاوب مع المبادرة العربية التي تسعى لحقن دماء السوريين وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد الذي نعتبره جميعاً عنصراً فاعلاً ومؤثراً ودعامة رئيسية من دعائم العمل العربي المشترك.