أهالي زنجبار يسألون عن السلطة؟!

2012-09-27 02:55:45 استطلاع/ منصور بلعيدي


انتهت الحرب في أبين.. ولكن زنجبار -عاصمة أبين- مازالت تعيش وضعاً استثنائياً، والأهالي ما يزالون يبحثون – دون جدوى- عن قيادة السلطة المحلية للمحافظة التي دعتهم إلى العودة بعد عام من النزوح في عدن ولحج بسبب الحرب مع أنصار الشريعة.. وفيما عاد الأهالي إلى مدينتهم المنكوبة طوعاً غابت السلطة المحلية عن المشهد: لا أمن، لا تربية، لا صحة، ولا خدمات.


يقول المواطن وصفي بدي: يبدو أن السلطة المحلية في أبين غير سعيدة بخروج المسلحين منها، فربما خرجوا قبل اكتمال اللعبة، ولهذا لم نر أي مسؤول يدخل المدينة من المحافظ العاقل وحتى أصغر مسؤول.
وأضاف: أما مدير عام مكتب التربية في المحافظة (أمطلي) فقد وضعوه في المكان الخطأ، إنه رجل عسكري، وكيف لعسكري أن يدير مكتباً تربوياً بحجم مكتب تربية أبين.
واسترسل قائلاً: المدير العام لا يصلح لإدارة التربية لأنه ليس تربوياً، وفوق ذلك يفتقر للأخلاق التربوية، ولا يهتم بالعمل التربوي والتعليمي بقدر اهتمامه بالمخصصات المالية، كما أن الكثير من المنظمات الدولية قدمت مبالغ كبيرة (بالدولار) لإعادة تأهيل مدارس زنجبار، لكن الأموال ظلت طريقها ولم تصل إلى هدفها.
واستدرك قائلاً: المدير قد لا يلام لأنهم وضعوه في المكان الخطأ فكانت النتيجة خطأ في خطأ.
ظروف استثنائية
أما المواطن خالد الوزان فقال: أبين اليوم تمر بظروف استثنائية وتحتاج إلى قائد استثنائي يقف على رأس هرم السلطة فيها، ولا ينفع معها الرجل (المكتبي) وإن كان يمتلك بعض الصفات الحسنة، لأن العمل في وضع كهذا وقيادة التحولات الجوهرية في محافظة عاشت لأكثر من عام في حرب همجية مدمرة أكلت الأخضر واليابس، الوضع يحتاج إلى رجل استثنائي لديه رؤية واضحة لما يريد، وشكيمة قوية وصاحب قرار.. وهذه صفات ضرورية لمن أراد قيادة عملية التغيير النافع في الظروف العادية، فكيف بقيادة محافظة مرت بظروف قاسية ومازالت لم تجتز مرحلة الخطر التي لم تشهد مثله من قبل.
ودعا الوزان القيادة السياسية لإحسان الاختيار للقيادات الميدانية لتتواءم مع الظرف الحساس الذي يمر به الوطن اليوم إذا أرادت النجاح لقراراتها السيادية وإخراج الوطن من دائرة الفوضى واللادولة.
مدارس تضررت
وعن الوضع التربوي بزنجبار قال الأستاذ حسين ناصر عبدالله - مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية زنجبار: نزلنا يوم 20 سبتمبر الجاري إلى زنجبار، وحددنا أربع مدارس فيها لاستقبال الطلاب حتى يتبين لنا إعداد الموجودين فيها، وعلى ضوء ذلك سنتخذ الإجراء المناسب لبدء الدراسة.
وأضاف: هناك ما يقارب اثنا عشر مدرسة تضررت بشكل كبير في زنجبار، وستقوم الوكالة الأميركية clb بترميمها ضمن مشروع تحسين معيشة المجتمع، وسيتم فتح أربع مدارس أخرى في محافظة عدن للذين مازالوا نازحين فيها.
وحين أخذته من جموع المعلمين والمعلمات المتواجدين حينها وسألته عن عدم الاهتمام بالمدارس وفتحها جميعاً في أبين.. قال: أنا أحد أبناء هذه المدينة المنكوبة والطلاب أبنائي وأهلها أهلي وناسي، ولولا إحساسي بالمسؤولية تجاه مدينتي وأهلها لما جئت اليوم وفتحت هذه المدارس وبدون أي إمكانات، ولكن بدافع حبي لمدينتي وأهلها، ولو (نمت) طويلاً لما أيقظني أحد.. وأنتم تفهمون قصدي ولا داعي للبوح وإثارة المواجع، فكلنا في الهم شرق.
السلطة لا تهتم
فيما قال الأستاذ/ محسن ماطر - مدير مدرسة بلال بن رباح- بانفعال: السلطة المحلية لا تهتم بزنجبار، ولا تكترث لوضعها الكارثي وكأنها غير معنية بها وقد تحول المحافظ جمال العاقل إلى (دبلوماسي) يستقبل الوفود في منزله بالكورنيش على ضفاف البحر وكأنه تحول إلى صياد هاوِ لا أكثر.
وأضاف: نطالب الأخ المحافظ بمباشرة عمله في مكتبه بزنجبار، لأن مبنى المحافظة لم يتضرر إلا جزئياً، وذلك ليسهل معاملات المواطنين ولا يغيب عن المشهد في هذا الظرف الحساس.
واستنكر ماطر: المحافظ دعا المواطنين إلى العودة إلى ديارهم، فعادوا ولم يعد هو، واقتدى به بقية مدراء العموم، فبقية المدينة خارج نطاق اهتمامات السلطة المحلية للأسف، وإذا لم تأتِ السلطة المحلية إلى زنجبار العاصمة فإننا نطالب القيادة السياسية العليا بنقل مديرية زنجبار إدارياً ومالياً إلى محافظة عدن، كونها اقرب لها جغرافيا، ونطالب أيضاً بفك الارتباط مع المحافظ جمال العاقل الذي لا يروق له دخول زنجبار، وقد تكون المحافظة أكبر من حجمه.
ابتسم أنت في أبين!!
هذا عنوان لوحة كبيرة بارزة في مدخل مدينة زنجبار، وكأنها تدعو أبناء أبين للتفاؤل والانبساط بأريحية بين البساتين الغناء، والأشجار الوارفة، والمزروعات الكثيرة المتنوعة، والحقول الخضراء التي تشكل لوحة جمالية فنية رائعة.. ولكن اللوحة كعادة الشركات (دعائية) للشركة، ومع أن اللوحة كانت صادقة في وصف طبيعة أبين الجمالية الساحرة، إلا أنها كتبت ما قبل سيطرة مسلحي ما سمي بأنصار الشريعة على المدينة، لأن أهاليها وجدوها بعد خروج المسلحين منها مجرد أطلال وخراب، وغابت عنها كثير من مظاهر الجمال بفضل الحاكمين بأمر الله، ومع كل ذلك فالأهالي يعتبرونها مرحلة مضت من حياتهم بسيئاتها ومساوئها.. وعادوا إلى ديارهم ليعمروها لكنهم وجدوها خالية الوفاض.. لا سلطة محلية تقوم على شؤونها ، ولا أمن وجد ليحمي مدنها، ولا مدارس فتحت لاستقبال الطلاب، ولا مستشفيات جهزت لاستقبال مرضاها ،ولا مرافق خدمية ، ولا أي شكل من أشكال السلطة وحتى المحافظ جمال العاقل لم يزرها يوماً وهو الذي صرح بأنه لن يقود المحافظة من الفنادق نكاية بسلفه (الزوعري)، فقد أصبح اليوم يديرها من منزله الواقع في الكورنيش السياحي على ضفاف بحر العرب خمسة كيلو متر إلى الجنوب من زنجبار المظلومة.
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد