اليمنيون في الذِكرى الـ49 لثورة أكتوبر: الثورة اليمنية جوهر الوحدة

2012-10-13 02:36:30 استطلاع/ماجد البكالي


الثورة اليمنية 26سبتمبر,و14أكتوبر حدثان هامان في تاريخ اليمن عبرا عن وحدة اليمن أرضاً وإنساناً رغم الفارق الزمني بين الحدثين واختلاف المُستهدف من كل حدث,غير أن وحدة النضال ووحدة أبناء المجتمع اليمني عكستها أهداف موحدة لثورتين مختلف المستهدف من كل ثورة, علاوة على الفاصل الزمني بين 26 سبتمبر 1962م, و14أكتوبر1963م.. وفي مطلع العام 2011م شهدت اليمن ثورة موحدة ليمن موحد, ثورة تفصح عما يريده اليمنيون في اليمن الموحد من مسارات تعيد الإعتبار لثورتي سبتمبر وأكتوبر, والأهداف التي يطمح إليها اليمنيون ويعولون عليها في يمن جديد، يمن السيادة والوحدة..الثورات اليمنية بنظر اليمنيين بمختلف مستوياتهم واتجاهاتهم عبر "أخبار اليوم" من خلال الاستطلاع التالي.. فإلى الحصيلة:

في البدء تحدث يحي عمر السيد قائلاً: الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر حدثان هامان في تاريخ اليمن عكسا الوحدة الحقيقية للمجتمع اليمني, وكانت سيرة الثوار وتنقلاتهم ونضالهم أدلة ناصعة لا تحتاج إلى تبيين على وحدة اليمنيين في شمال الوطن وجنوبه,فأن يقاتل أبناء تعز وصنعاء ضد المحتل في عدن,ويقاتل أبناء الضالع وعدن ضد الإمامة في صنعاء,وتصدر نشرات وصُحف من عدن لتوعي الجماهير في شمال الوطن بظُلم الإمامة واستبدادها,وأخرى من تعز لكفاح المحتل البريطاني,فتلك الوحدة الوطنية في أبهى صورها تتوجت واقعاً بأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر ,أهداف عكست نضال موحد ومصير واحد وغاية أرادها جميع اليمنيين في شمال الوطن وجنوبه وهي الوحدة اليمنية وإلغاء ما صنعه المحتل والإمامة من حدود مصطنعة تمكنهما من الاستبداد والظُلم وسلب خيرات الوطن كما يريدان(الاحتلال,والإمامة).
محطة
 يوافقه فيما ذهب إليه الأخ/أحمد حيدر مُضيفاً: إن ذِكرى الثورة اليمنية سبتمبر,وأكتوبر يجب أن تكون محطة للتذكير بما قدمه اليمنيون من تضحيات ودماء في سبيل التحرر من ظُلم واستبداد,وكهنوت الإمامة,والاحتلال ..وأن يترفعوا عن الصراعات البينية,وينهوا أسباب ذلك الصراع المتمثلة في:الفساد,والإقصاء والتهميش ,كأسباب رئيسة للصراع أدت إلى ما يشبه تخلي اليمنيين عن سيادتهم وقرارهم الذاتي وإعطاء قرارهم لغيرهم..كما حدث خلال العام الماضي وما زلنا نسير به حتى اليوم هو قرار خارجي تُدار به بلادنا,لذلك بالتأكيد الثمن من ثروات الوطن وآثار سلبية وتبعات على القرار ..وهو وضع رفضته ثورة سبتمبر وأكتوبر وضحى اليمنيون بأرواحهم لينالوا حريتهم وليستعيدوا هيبة الوطن وسيادته ..فالعِبر من ثورة سبتمبر وأكتوبر يجب أن تُحيا في ذِكرى الثورة وأن يستفيد منها قادة البلاد وكُل اليمنيين ويمتثلوها واقعاً، فاليمنيون لم يثوروا على الإمامة والاحتلال ليتصارعوا ويعودوا إلى ذات الحلقة المفرغة بإعطاء قرارهم لغيرهم,إنما ثاروا ليستقلوا ولينهوا الوصاية وليتوحدوا ويكونوا قوة وسيادة وقراراً ذاتياً".
انتصار
من جانبه يرى د/أحمد مُعجم أن ثورة اليمنيين مطلع العام 2011م وما حملته من أهداف ومطالب جاءت انتصاراً لثورتي سبتمبر وأكتوبر وإعادة اليمن نحو المسار الصحيح الذي رسمته ثورتا 26سبتمبر و14أكتوبر وهو الحكم الديمقراطي وإنهاء الاستبداد بالسلطة والثروة وقطع دابر التوريث,أهداف حملت ما عاناه اليمنيون من اضطهاد نتيجة الالتفاف على أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر وحرفها عن مسارها الحقيقي الذي أراده اليمنيون قبل 50عاماً ..وفي العام 2011م كرر اليمنيون ذات الصورة الوحدوية التي ظهروا بها في ثورتي سبتمبر وأكتوبر ولم يقبلوا في الواقع بما دون الصورة الوحدوية وكرروا في سبيلها التضحيات والشهداء,ولم توثر على واقعية الصورة الوحدوية أي من الدعوات الضالة والشاذة الشخصية أو الخارجية.
استغلال
في ذِكرى الثورة اليمنية 14أكتوبر تراود اليمنيين آمال وطموحات يتمنون أن يلمسوها واقعاً.. ذلك ما تحدث عنه الأخ/ أيمن الورد بقوله:إن اليمنيين ملوا الشعارات,والاحتفالات الكرنفالية بمناسبة ذِكرى الثورة وأصبحوا يرون في ذِكرى ثورة سبتمبر أو أكتوبر,أونوفمبر,أو22مايو فرصاً للفاسدين والعابثين بالمال العام، يقضون فيها على غالبية الموازنة والنفقات تحت مُسمى الاحتفالات بهذه الذِكرى أو تلك ,واستغلالها استغلالاً شيئاً ومضراً بالمال العام في غالبية مؤسسات الدولة وفرصة لبدلات سفر ثقيلة الوزن كريهة الأثر، موضحاً أن أي ذِكرى وطنية يجب أن يستفاد من أهدافها ومقاصدها لا أن يُمارس في الواقع عكسها.
تطلُعات
وعما يريده اليمنيون مع تكرار كل مناسبة وطنية ويتمنون أن يعيشوه تحدث الأستاذ/محمد سيف الفقيه بقوله: عدم التقوقع في عدد أهداف ثورة سبتمبر وأكتوبر والعمل وفق أهداف تنموية ووطنية بحجم الوطن وتطلُعاته وطموحات أبناءه,موضحاً أن اليمنيين مع تجدد ذِكرى أي مناسبة وطنية يعدون السنوات التي مرت من عُمر الثورة وماذا تحقق للوطن فيها والإخفاقات التي عاناها الوطن وأضرت بمسيرة التنمية وبالوطن وأهله وأسبابها ,وكل يرسم بمخيلته صورة ذهنية لوطن تسوده العدالة والمساواة والاستقرار,والتنمية ,وطن خال من عتاولة الفساد وجهابذة الجريمة,وطن لا إقصاء فيه ولا تهميش لأحد كان معه ظهر أو بدون ظهر القانون فوق الجميع ويخضع له الكُل.
الكلمة
يوافقه فيما ذهب إليه محمد العنزة مضيفاً: إن العِبر التي يستفيدها الناس من ذِكرى الثورة اليمنية عدة أبرزها أن الثورات تبدأ بالكلمة وتؤدي الكلمة دوراً لا يقل شأناً عن المدفعية، بل إنها من يوقظ الرأي العام ويحرك المدفعية، مستشهداً بالدور السباق للإعلام اليمني في ثورتي سبتمبر وأكتوبر ,وكذا دوره في مطلع العام 2011م في إيقاظ الرأي العام وتحريكه وتسيير كثير من الأحداث، مؤكداً على أن الكلمة هي الخطوة الأولى لأي ثورة ,ويكون دور الكلمة أكثر فعالية وكفيلاً بتفجير ثورات في الدول ذات الأنظمة الاستبدادية القمعية كما كان الحال مع اليمن قبل ثورة سبتمبر وأكتوبر والتي كانت تعيش في ظِل حكم إمامي استبدادي,واحتلال بريطاني بغيض، فكان للكلمة وقعها وكانت أقوى من قذائف المدفعية؛لأنها تولد رأياً عاماً وتنوره، فيما العِبرة الأخرى من ثورتي سبتمبر وأكتوبر هي الوحدة الوطنية.
المواطن البسيط
من جهته يرى المهندس/ جواد ناصر العريفي أن المواطن البسيط يعاني ولا مجال لديه للفرحة في الظروف الراهنة وفي كل الظروف والأحوال فإن العامة لا يهمهم من يحكمهم ولا بماذا يحتفلون وما يهم المواطن البسيط هو أمران: معيشته,وأمنه واطمأن فإن توفر له الاستقرار المعيشي وضمن مصدر دخله وعيش أسرته في حرية وأمان,وأطمئن على حياته وأسرته واستقرار وطنه، عندها سينطلق في رحلة إبداع وإنتاج وعندها يدرك أن ذلك من ثمار الثورة.. أما أن يظل المواطن في رحلة معاناة غير منقطعة ومخاوف على حياته وأسرته وعدم اطمئنان على عيشه، عندها لا تجد بين جنباته وفي واقعه سوى الألم والخوف,والإحباط,وهو ما يفسر حالنا اليوم كمجتمع مستهلك غير مُنتج..
ونحن اليوم بصدد ذِكرى ثورة أكتوبر وفي ظل فترة انتقالية يجب على الحكومة والقيادة السياسية أن تعي أن الناس يعيشون على آمال التغيير ويصبرون ويتريثون ليرون ثماراً ملموسة في واقعهم ,وأن تلبية طموحات البسطاء ومطالبهم لاسيما:المعيشية والأمنية ضرورات مُلحة لتحقيق الاستقرار للوطن واستجابة وتطبيقاً لأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر والتي أكدت على الارتقاء بالشعب اقتصادياً واجتماعياً والقضاء على الفقر والمرض والتخلُف.
النتائج
يوافقه فيما ذهب إليه الأخ/أحمد عبد الوهاب الحيي مُضيفاً: إن اليمنيين أضحوا على مستوى كبير من الوعي ومُختلف عن السابق تماماً وإزاء مناسبات وطنية كذِكرى الثورة، فلم يعد المهم لدى المواطنين الذِكرى من أجل الذِكرى ولا الاحتفالات والشعارات وإنما أضحى حديثهم كاهتمامهم وأفكارهم وهو ما الذي تحقق في عُمر الثورة وما المكاسب التي عادت بها على الوطن وأهله ؟,ومقارنة عُمر الثورة اليمنية بثورات أُخرى عربية وإسلامية ,موضحاً أن الجميع يخلص إلى نتائج تغلب عليها السلبية في الثمار والمكاسب للثورة اليمنية بما يؤكد أن هناك من شوه وتعمد التشويه بالثورة من خِلال الأداء الإداري...ويضيف: إن سلبيات الماضي ومعاناة اليمنيين يجب أن تتنبه لها الحكومة الجديدة والقيادة السياسية وأن يتم الانتصار لليمن وثورته في الواقع لا بالشعارات.
خلاصة
من خلال هذا الاستطلاع ومن واقع اليمنيين يتضح بجلاء اتفاق الجميع على أن الثورات التي شهدتها اليمن تبرز وحدة اللُحمة اليمنية والمجتمع اليمني أرضاً وإنساناً كجوهر للثورات، غير أن ثمة اختلالات تتبع الثورات مكمنها من يتولون إدارة البلاد وتفريطهم في سيادة الوطن وقراره الذاتي وجعله رهن القرار الخارجي ..وبالتالي يشوهون بالثورات اليمنية ويجعلون من مكاسبها التفريط بالسيادة الوطنية وبما يتنافى مع أهداف الثورات وشعارات الحُكام ..كما أنه لم يعد مهماً لدى العامة إحياء ذِكرى الثورات بالاحتفالات والمهرجانات ؛لأن ما ناضل ويناضل من أجله البسطاء هو معيشتهم وأمنهم وتحقيق طموحاتهم واقعاً لا تزييفها وإنهائها باحتفالات لا واقع لها..وهو واقع لا مهاترة فيه يجب أن تعيه الحكومة الانتقالية وأن لا تغفله القيادة السياسية الحالية، ما لم فإن المسار هو المسار والأخطاء هي الأخطاء والمشاكل ستشهد تضاعفاً والحلول ستصبح بعيدة المنال ومفتقدة للمصداقية والثقة، حتى وإن كانت صادقة فيما بعد ؛لأن الوقت مهم وتفويته تفريط بمصير وطن!!.        

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد