في الذكرى الـ 49 لثورة 14 أكتوبر .. برع يا استعمار

2012-10-14 03:19:47 ملف اعدته/ ادارة التحقيقات


في 14 أكتوبر 1963م أشعل لبوزة ورفاقه أول مقاومة مسلحة ضد الاستعمار البريطاني من جبال ردفان، ومع مغيب شمس يوم الثورة سقط لبوزة كأول شهيد، فشنت السلطات الاستعمارية حملات عسكرية غاشمة استمرت ستة أشهر، ضربت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة، تشرد على إثرها آلاف المدنيين العزل. واتّبعت القوات البريطانية في هجماتها وغاراتها على مناطق ردفان سياسة "الأرض المحروقة"، وخلفت كارثة إنسانية فظيعة جعلت أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني يدين تلك الأعمال اللا إنسانية، ومرت ثورة اكتوبر بمراحل عديدة حتى نالت عدن الاستقلال في 30 نوفمبر97.. في هذا الملف تحي "أخبار اليوم" الذكرى الـ 49 لثورة أكتوبر.

عدن/ علي الصبيحي
"يا راية الأحرار يا رمز الإباء.. حييت واستعليت في أعلى مقام".
هكذا ترجم الشاعر أحاسيس الثوار في يوم عيد الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م بعد ثورة شعبية مسلحة طويلة الأمد امتدت لأكثر من 4 سنوات أجلت بريطانيا قواتها من عدن إحدى أهم مستعمراتها في العالم، منهية بذلك حقبة طويلة من استعمارها لعدن بعد احتلال دام قرناً وثلث القرن تقريباً، مخلفة وراءها تركة ثقيلة كتمت أنفاس الدولة الوليدة لحظة جلائها وهي الدولة التي قامت في عدن وبقية المحميات الشرقية والجنوبية وعرفت فيما بعد في الأوساط الدولية والإقليمية بـ"اليمن الجنوبي".. لكن تلك الدولة لم تكن لترى النور لولا نضالات بطولية سطرها الثوار الأحرار قبل وأثناء انطلاق ثورة 14 من أكتوبر عام 1963م في اليمن الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني من جبال ردفان الشماء بقيادة الشهيد المناضل "غائب بن راجح لبوزة" الذي استشهد مع مغيب شمس يوم الثورة.. فبريطانيا الذي أصعقها خبر الثورة كانت قد شنت حملات عسكرية غاشمة استمرت لـ"6" أشهر، قصفت خلالها القرى والسكان الآمنين بمختلف أنواع الأسلحة وأتبعت بريطانيا على ردفان سياسة الأرض المحروقة وخلفت كارثة إنسانية فضيعة أدانها أحد أعضاء مجلس العموم البريطاني.
في الجانب الآخر نضال وكفاح مرير سطره أبناء المناطق الوسطى في أبين، سبق اندلاع ثورة 14 أكتوبر من قمم ردفان ليتواصل الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني المحتل لجنوب الوطن حتى نيل الاستقلال في الـ30 من نوفمبر 1967م.
تخلى السلطان محسن بن فضل ـ سلطان لحج ـ عن ولاية لحج وعدن للبريطانيين في الـ19 من شهر يناير عام 1839م، وأنزلت شركة الهند الشرقية البريطانية جنود مشاة البحرية الملكية في عدن لاحتلال الأرض وإيقاف هجمات القراصنة ضد سفن الشحن البريطانية، لتصبح محور تجارة مهم بين الهند البريطانية والبحر الأحمر.. وبعد افتتاح قناة السويس عام 1869م، أصبح ميناء عدن محطة للسفن المتجهة إلى الهند، وحكمت عدن على أنها جزء من الهند البريطانية حتى عام 1937م عندما أصبحت المدينة "مستعمرة عدن" وهي منطقة عدن الداخلية وحضرموت وحتى الشرق وشكلوا ما يعرف بمحميات عدن الشرقية.
وفي أربعينيات القرن الـ20 أحكمت بريطانيا قبضتها على المحميات الشرقية والغربية في جنوب الوطن وقد سبق هذه المرحلة عند الاحتلال البريطاني لعدن عام 1839م.
وكانت هناك مقاومة شديدة في الشطر الجنوبي منها مقاومة صيادي عدن لقوات الاحتلال البريطاني التي بدأت تزحف جحافلها إلى عدن وسقط في تلك المقاومة كوكبة كبيرة من الشهداء واستمرت بعد ذلك الانتفاضات ضد قوات الاحتلال البريطاني طيلة أكثر من قرن.
 في تلك الفترة ارتبطت بريطانيا مع سلاطين وأمراء ومشائخ الجنوب باتفاقية الحماية والتي بموجبها قسمت الجنوب إلى 22 ولاية ومشيخة.. أثناء ذلك كانت تحدث مناوشات بين الحكومة البريطانية والمملكة المتوكلية في شمال اليمن.
صلح دعان وتشطير اليمن
وفي عام 1911م عُقد صلح بين الإمام يحيى حميد الدين وبريطانيا وتركيا.. أطلق عليه "صلح دعان" وفيه اعترفت بريطانيا بالحدود بين الشطرين مقابل اعتراف الإمام يحيى وقبوله بالصلح وبدأ التشطير لليمن وعمد الاستعمار البريطاني إلى طمس هوية المناطق الجنوبية اليمنية تحت مسمى "الجنوب العربي".

  • نضال الشعب الواحد وسبتمبر الأم
أبناء الشطرين من شمال وجنوب اليمن في السنوات التي تلت صلح دعان كانوا أكثر ارتباطاً كشعب واحد وثقافة واحدة ونضال موحد، لأجل تغيير أوضاع اليمن في الشمال والجنوب، وتواصلت مقاومة اليمنيين في أربعينيات القرن الماضي لتحرير جنوب اليمن المحتل وكانت محافظة البيضاء حالياً إحدى أهم المناطق اليمنية التي تزود المناضلين الجنوبيين بأسلحتهم وعتادهم لمقاومة الاستعمار وكانت تلك المقاومة تزداد وتضعف تبعاً لطبيعة العلاقة بين الإمام وبريطانيا، فإذا ما اختلف الإثنان زادت المقاومة وإذا اتفقا ضعفت المقاومة، وكان البريطانيون يطلقون على تلك المقاومات والإنتفاضات بالإرهابية وعلى مناضليها بالشيوعيين.
وبقيام ثورة 23 يوليو في مصر بقيادة جمال عبدالناصر ازداد الوعي الوطني لدى أبناء وثوار الجنوب في اليمن وتشكلت الجمعيات والأندية التي كان لها الدور والأثر الأكبر في إشعال لهيب العمل الوطني وظهرت في أوائل الخمسينات من القرن الماضي "رابطة أبناء الجنوب" ولحقها بعد ذلك مؤخراً عام 1963م حزب الشعب الاشتراكي الذي تبنى النضال السياسي لنيل الاستقلال من بريطانيا، لكن قبل ذلك تحديداً في أواخر خمسينات القرن الماضي تشكلت البدايات الأولى للخلايا النضالية "حركة القوميين العرب" كان رائدها في اليمن الشهيد/ فيصل عبداللطيف الشعبي وصاحب تلك الحركة قيام العديد من الانتفاضات في الجنوب من قبل مناضلي المنطقة الوسطى، كان أبرز روادها محمد ناصر الجعري وعمر سالم الدماني وقبائل آل بالليل والنخعين والربيزي، وفي شبوة كان علي سالم مجور وفي الضالع وردفان كان هناك العديد من المقاومين وعندما انطلقت ثورة 26 سبتمبر 1962م في الشطر الشمالي تداعى أبناء الجنوب للدفاع عنها.
سبتمبر الأم
وجد مناضلو الجنوب أثناء مشاركتهم في ثورة سبتمبر القاعدة الأساسية التي يمكن أن تنطلق منها مقاومتهم في إطار منظم وكان السبق للجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل، حيث أعلنت الكفاح المسلح في الـ14 من أكتوبر عام 1963 من جبال ردفان الشماء وشكلت جبهات نضالية في عدن والضالع وردفان والمنطقة الوسطى في محافظة أبين، أيضاً كان التنظيم الشعبي للقوى الثورية لجبهة التحرير هو الآخر قد خاض معار مشرفة في مستعمرة عدن وغيرها من المناطق، وفي انتفاضة 20 يونيو 67م سيطر مناضلو الجبهة القومية على مدينة كريتر لمدة أسبوعين وذلك رداً على نكسة 7 يونيو.
وكان من أبرز الفدائيين في مستعمرة عدن الشهيد/ سالم ربيع علي ـ عبدالنبي مدرم ـ ناصر صالح الحداد ـ صالح علي عواس ـ جميل الشمق.. وغيرهم.
وفي أغسطس 67 بدأت الجبهة القومية بإسقاط المناطق، منها منطقة الوضيع، لتتوالى بعد ذلك سقوط بقية المناطق من الشطر الجنوبي.
وفي 12 أغسطس 76 حدثت مسيرة كبيرة في منطقة مودية محافظة أبين، أعلن فيها المناضل الفقيد/ محمد علي هيثم سلطة الاتحاد الفيدرالي، لتبدأ المناوشات بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وتفاقمت الصراعات بين الجبهتين والتي أدت إلى الحرب الأهلية في 76م.. وفي 6 نوفمبر 67 اعترف جيش الجنوب العربي بالجبهة القومية كممثل وحيد لشعب الجنوب وهرب مناضلو جبهة التحرير إلى مناطق كثيرة وكان الشطر الشمالي هو الملاذ والمأوى لهم ولمن لحق بهم من المناضلين.

  • نيل الإستقلال
أعلن وزير الخارجية البريطاني (جورج براون) في 14 نوفمبر 1967 أن بريطانيا على استعداد تام لمنح الاستقلال لجنوب الوطن اليمني في 30 نوفمبر 1967 وليس في 9 يناير 1968، كما كان مخططاً له سابقاً.
وبدأت المفاوضات في جنيف بين وفد الجبهة القومية ووفد الحكومة البريطانية في 21 نوفمبر 1967 من أجل نيل الاستقلال وانسحاب القوات البريطانية من جنوب الوطن. وجرى في ختامها توقيع اتفاقية الاستقلال بين وفد الجبهة القومية برئاسة قحطان محمد الشعبي ، ووفد المملكة المتحدة (بريطانيا) برئاسة اللورد شاكلتون.
و بدأ انسحاب القوات البريطانية من عدن في 26 نوفمبر 1967 ، وغادر الحاكم البريطاني هامفري تريفليان.
وفي 30 نوفمبر 1967 تم جلاء آخر جندي بريطاني عن مدينة عدن ، و إعلان الاستقلال الوطني وقيام جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية ، بعد احتلال بريطاني دام 129 عاماً، وأصبحت الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل إبان حرب التحرير تتولى مسؤولية الحكم ، وتولى أمين عام الجبهة قحطان محمد الشعبي رئاسة الجمهورية و شكلت أول حكومة برئاسة قحطان الشعبي .
وفي يونيو 1969م كسب الجناح الماركسي من الجبهة القومية القوة في البلاد، وفي 1 ديسمبر 1970م تم تعديل اسم الدولة إلى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتم دمج جميع الأحزاب السياسية في الجبهة القومية التي تغير اسمها ليصبح الاسم "الحزب الاشتراكي اليمني".
وأسست جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفيتي والصين وكوبا وألمانيا ومع منظمة التحرير الفلسطينية، وتلقى جيش اليمن الجنوبي دعماً من القوى الشيوعية لبناء جيشه المسلح.

  • صمود الثورة
المناضل/ عبدالله علي المرتني ـ أحد المشاركين في ثورة 14 أكتوبر 1963 ـ أشار في حديثه عن ذكريات النضال، إلى أن الثورة انطلقت من قمم جبال ردفان الأبية، معلنة بدء الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني وكان أول شهيد هو المناضل/ غالب بن راجح لبوزة.
ولفت المرتني إلى أن ثورة 14 أكتوبر استمرت ضد الاستعمار وعملائه رغم ما تعرضت له من مؤامرة لإجهاضها، إلا أنها صمدت أمام تلك المؤامرات وامتدت لتشمل كافة مناطق الجنوب.
وأضاف المناضل المرتني: وتم تشكيل الجبهة القومية من عدة فصائل أبرزها حركة القوميين العرب، جبهة الناصرية، وجبهة الإصلاح اليافعي.. وفي عام 1966م تحديداً في 13 يناير تم تشكيل جبهة التحرير وانفصلت أكثر القيادات في الجبهة القومية، وبدأ الخلاف بين الجبهتين ومن أبرز أسباب الخلاف أن جبهة التحرير ضمت إلى صفوها من السلاطين أمثال جعبل بن العوذلي وأحمد عبدالله الفضلي وعبدالله عبدالمجيد الأصنج وعبدالقوي مكاوي، إلا أن جبهة التحرير نالت اعترافاً من دولة مصر العربية وعُدت منظمة واستمرت الثورة تكافح المستعمر البغيض ـ الجبهة القومية من جهة وجبهة التحرير من جهة أخرى حتى بداية عام 1967م، حيث تم إرسال لجنة من الأمم المتحدة إلى الجنوب وكانت الجبهة القومية قد سيطرت على مدينة عدن آنذاك.. وبالتالي رفعت لجنة الأمم المتحدة تقريرها.. وفي 5 نوفمبر اعترفت قيادة الجيش والأمن بالجبهة القومية كممثل وحيد لشعب الجنوب اليمني المحتل آنذاك وبعدها اعترفت بريطانيا بالجبهة القومية وفي 30 نوفمبر 67م رحل آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن واعترفت بريطانيا بالاستقلال وقيام دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وتم تنصيب قحطان الشعبي رئيساً للجمهورية.
  • الانتكاسة
"منذ عام 67م وعدن تتغير الحياة فيها إلى الأسوأ وكأن بريطانيا رحلت وتركت عدن في أحضان ذئاب لئيمة"، كان ذلك النص مقتبساً من حديث أحد الثوار المشاركين في النضال ضد الاستعمار البريطاني في ثورة 14 أكتوبر 1963م.
وقد فضل أن يطلق على نفسه الثائر المجهول، فهو كما يقول: "ثورة أكتوبر استطاعت أن تحقق النصر على بريطانيا، لكنها عجزت عن تحقيق الاستقرار في الجنوب، مشيراً إلى أن المحافظات الجنوبية ظلت تعاني من الاضطراب السياسي والاجتماعي منذ عام 67م وحتى عام 90م، حيث ظلت في عزلة عن جيرانها ومحيطها الإقليمي والدولي وفي قطيعة وحالة احتراب دائم مع نظام الشمال، لافتاً إلى أن أبناء الجنوب عاشوا في سجن كبير لا يدرون ما الذي يدور حولهم ولا إلى أي مستقبل مجهول يقودهم إليه الرفاق الذين حكموا الجنوب بالحديد والنار ـ حسب تعبير الثائر المجهول ـ الذي أشار إلى عدة تناقضات واختلافات في التوجهات الفكرية والسياسية بين الرفاق، فرخت تجنحات عديدة اتسمت بالطابع المناطقي والجهوي، أفرزت انشقاقات وتشظيات تحولت إلى انقسامات سادت معها لغة السلاح والموت والدمار وعانى معها الجنوب واستمرت ودورات من الدماء منذ أن تم الانقلاب على الرئيس قحطان الشعبي وتنحيه وما سبقه وما تلاه من تصفيات وتمردات وسجون وقتل وتنكيل بدءاً بحركة 20 مارس 68م التي قامت بها ما سمت "شلة العقداء" وتلتها حركة 14 مايو التي عرفت بـ"جماعة الجبل" ثم خطوة 22يونيو التصحيحية 69م وبعدها أحداث 26/ يونيو 1978 على خلفية حادثة اغتيال الرئيس الغشمي والتي وظفها الجناح المنفذ داخل الحزب للإطاحة بالرئيس/ سالم ربيع علي، راح معها عدد من الضحايا والأبرياء ومروراً بجريمة تفجير طائرة الدبلوماسيين في أبريل 1973م التي أودت بحياة أكثر من 30 شخصية قيادية ودبلوماسية وإدارية ممن عرفت بوطنيتها واعتدالها السياسي والتنظيمي من الصف القيادي الذي كان يسعى لإحداث تغيير مبكر في البناء والتنمية وفي التحولات والتطوير والانفتاح.
وأضاف الثائر المجهول" ثم جاءت أحداث يناير 86م لتقصم ظهر الجنوب وكانت الأشد دموية في تاريخ الرفاق، حيث خسر الجنوب قادة وكوادر من الصف القيادي بكل مستوياته، وخلفت ضحايا أبرياء وامتلأت السجون وتشرد من تشرد ومن يومها لم تقم للجنوب قائمة وظل الرفاق في تخبط وتطرف سياسي وتوجهات متذبذبة وشعارات استهلاكية مبنية على جهل وتسلط حتى أودوا بدولة الجنوب إلى هاوية الوحدة عام 90م وهي لم تكن تلك الوحدة التي أرادها الشعب، بل كانت وحدة غير مدروسة وغير متكافئة أفسدتها قيادتا الجنوب والشمال جرت اليمن إلى حرب وضياع.

  • أحداث وأرقام
عقد في دار السعادة بصنعاء مؤتمر القوى الوطنية اليمنية حضرته أكثر من 1000 شخصية سياسية واجتماعية مستقلة إلى جانب عدد من الضباط الأحرار وقادة من حركة القوميين العرب وخرج المؤتمر بإعلان انطلاق الشرارة لثورة 14 أكتوبر عام 1963م في اليمن الجنوبي ضد الاستعمار البريطاني من على جبال ردفان بقيادة ـ راجح بن غالب لبوزة.
فبراير 64م
وفي 7 فبراير 1964 ـ كانت أول معركة للثوار استخدموا فيها المدفع الرشاش لقصف مقر الضباط البريطاني في ردفان م/ لحج.
3 أبريل..
وفي 3 أبريل شنت ثمان طائرات حربية بريطانية هجوماً عدوانياً على قلعة حريب في محالة للضغط على الجمهورية العربية اليمنية لإيقاف الهجمات.
19/ يونيو/65م، في هذا التاريخ من عام 1965م أصدرت سلطات الاحتلال البريطاني قانون الطوارئ إثر اشتداد العمليات الفدائية على قواتها، وحظرت بموجب ذلك القانون نشاط الجبهة القومية لتحرير الجنوب المحتل واعتبرتها حركة إرهابية.
22 فبراير 66م
في 22/ فبراير عام 1966م ـ بريطانيا تصدر الكتاب الأبيض الذي أعلن رسمياً بقرار بريطاني والقاضي بمنح مستعمرة عدن والمحميات الاستقلال مطلع 1968م.
وفي 22 فبراير 66م أيضاً الجبهة القومية تشكل لجنة للعمل على جمع التبرعات
فبراير 67م
في 22 فبراير 1967م ـ انطلقت جماهير غفيرة في مظاهرات حاشدة في عدن معادية للاستعمار البريطاني ـ وهي تحمل جنازة رمزية للشهيد ـ مهيوب علي غالب "عبود" الذي استشهد أثناء معركة ضد الانجليز في الشيخ عثمان.
نوفمبر 67م
في 20 نوفمبر 1967م تشكل وفد التفاوض للاستقلال برئاسة المناضل/ قحطان الشعبي وتم التفاوض في جنيف بحضور الوفد البريطاني برئاسة "اللورد شاكلتون" وتم إبرام وثيقة الاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر 1967م.
وفي عام 1967م تم الإغلاق المؤقت لقناة السويس وبدأ البريطانيون بالانسحاب من عدن في 30 نوفمبر من نفس العام وأصبح الجنوب العربي مستقلاً ويعرف باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية مع سيطرة الجبهة القومية على الحياة السياسية بعد تسلمها السلطة في اتفاقية جنيف في 6 نوفمبر 1967 ـ اعترف جيش الجنوب العربي بالجبهة القومية كممثل وحيد لشعب الجنوب بعد تفاقم الصراعات بين الجبهة القومية وجبهة التحرير.
يونيو 69
في يونيو 1969 ـ كسب الجناح الماركسي من الجبهة القومية القوة في البلاد وفي 1 ديسمبر 1970م تم دمج جميع الأحزاب السياسية في الجبهة القومية التي تغير اسمها إلى "الحزب الاشتراكي اليمني".
معركة مسورة 68م
كانت أول معركة واجهتها دولة الجنوب اليمني بعد الاستقلال بفترة وجيزة على حدود البيضاء وكانت ضد المعارضين لها ونظام الجمهورية العربية اليمنية آنذاك من قبل سلاطين آل الرصاص من قبائل بنير المذحجية الأصل وكانوا يسكنون مديرية مرخة العليا ومسورة، وقبيلة بني أويب التي ينتمي إليها السلطان حسين الرصاص كانت سلطنة مستقلة كبقية سلطنات الجنوب.
يروي لنا المناضل/ عقيل صالح صلوح ـ أحد أبناء ردفان ومن المشاركين في معركة مسورة تفاصيل المعركة فقال:"تحركنا حينها وأظن أنه عام 1968م ولا أتذكر اليوم والشهر بالضبط، لكن كانت هناك إشكالية بين اليمين واليسار وكان السلطان حسين الرصاص متواجداً بقرب مسورة وكان بينه وبين حكومة الجمهورية العربية اليمنية صراع، فطلبت من حكومة الجنوب الدخول إلى مسورة والقبض على السطان حسين الرصاص فتحركنا باتجاه مسورة وكان عندنا فيلق وزودتنا الجمهورية العربية اليمنية بدبابة 34 وبعد ما احتلينا مسورة، حيث كان قائدنا علي عبدالله ميسري، فتوصل إلى قبائل بنير وقال لهم نحن لا نريد قتالكم ولكن كل ما نريده هو السلطان حسين الرصاص وطلب منهم أن يتجنبوا المواجهة وفعلاً اقتنعت قبائل بنير وانسحبت وبقي السلطان حسين الرصاص وأولاده في حصونهم وبدأنا نقصفهم بالمدفعية وعندما أشتد القصف عليهم هرب أولاد السلطان ولم يبقى إلا صالح بن حسين الرصاص يقاوم حتى قتل في أحد الحصون بعد أن استمر القصف عليه بالدبابة والمدفعية، وقبضنا على السلطان حسين الرصاص وأخذناه إلى عدن لنتفاجئ بعدها بأن الإرياني يحتج ويندد ويستنكر هجومنا على مسورة، بينما هم من طلبوا منا ذلك في بداية الأمر.

  • لبوزة.. عود ثقاب الثورة
يعتبر الشهيد راجح غالب لبوزة أول من أشعل عود ثقاب ثورة 14 أكتوبر وأول شهيد فيها.
وولد الشهيد لبوزة في وادي دبسان بردفان محافظة لحج، وله من الإخوة واحد فقط هو محمد غالب لبوزة، توفى والدهما وهما في سن الطفولة حيث كفلتهما والدتهما، وترعرعا في منطقة ردفان، وتزوج في العام 1914م وله من الأبناء أربعة، مارس في حياته التجارة على ظهر جمل وكان يقوم باستيراد الحبوب من إب وقعطبة والضالع إلى جانب غيرها من المواد الغذائية ليتاجر بها في بلدته، وبدأ الشهيد يحس أن بلاده محتلة من قبل الاستعمار البريطاني وأن عليه مقاومة هذا الاستعمار، فبدأ بتشكيل خلايا سرية من أبناء ردفان وأعدهم لمقارعة المستعمر، ولكنها كانت جماعات غير منظمة شُكلت بداية الانتفاضات وكان بداية عملها المسلح في عام 1942م، حيث كانت توجد ثكنة عسكرية لجيش شبره التابع للقوات البريطانية في منطقة ردفان في جبل الحمراء الحبيلين، كان يقود أول مجموعة تهاجم هذا المركز وبالأسلحة الشخصية، وقد تم القضاء على هذا المركز نهائياً.
وفي عام 1956م ذهب إلى السخنة ومعه مجموعة من أبناء ردفان، حيث حصلوا على سلاح «زاكي كرام» ألماني زودهم به الإمام أحمد ومن ثم عادوا إلى ردفان،وكان لهم لقاء في منزل شيخ قبيلة «آل قطيب» في قرية الثمير الحبيلين، وعندما وصلت الأخبار إلى الضابط السياسي البريطاني أمر بقصف المنزل بالطائرات «هوكر هنتر» قاوم الثوار تلك الطائرات حتى تم إسقاط طائرتين مهاجمتين وكان ذلك في العام 1957م.
وعند انتصار ثورة 26 سبتمبر 1962م عمل الشهيد لبوزة صلحاً بين قبائل ردفان، من أجل أن يتمكنوا من الذهاب إلى شمال الوطن للدفاع عن الثورة الوليدة.
وعندما عاد إلى ردفان بعدها سمع الضابط السياسي البريطاني الموجود في الحبيلين بعودة الشهيد لبوزة ومجموعته إلى ردفان مع أسلحتهم وكذلك امتلاكهم لقنابل يدوية، فأرسل رسالة يطلب فيها من الشهيد لبوزة ومجموعته تسليم أنفسهم وأسلحتهم إليه، وعدم عودتهم إلى الشمال بضمانة قدرها خمسمائة شلن آنذاك.
إلا أن لبوزة عندما استلم رسالة الضابط السياسي البريطاني دعا فوراً إلى عقد لقاء يضم جميع العائدين من الشمال على أن يكون اللقاء في وادي عقيبة وجبال ردفان، حضره أكثر من 200 مقاتل وتم قراءة الرسالة المرسلة من الضابط الانجليزي على الحاضرين.
وحينها قال لبوزة لرفاقه ما الذي تريدونه الاستسلام أم الرد والمواجهة؟ فاختاروا جميعاً الرد والمقاومة، فكتبوا إلى الضابط البريطاني الرسالة التالية:
"إلى حضرة الضابط السياسي البريطاني.. وصلت رسالتكم الخاصة الموجهة إلينا بخصوص عودتنا من الجمهورية العربية اليمنية والتي تضمنت تسليم أسلحتنا وكل مابحوزتنا من قنابل وغرامة خمسمائة شلن وضمانة بعدم عودتنا إلى اليمن وتسليم ذلك إلى حكومتنا حكومة الاتحاد..
نحن نعتبر حكومتنا هي الجمهورية العربية اليمنية وليس حكومتنا حكومة الاتحاد.. وغير مستعدين لكل ما هو في رسالتكم، ونعتبر حدودنا هي من الجبهة وما فوق وأي تحرك لكم من تجاوز حدودنا فنحن مستعدون لمواجهتكم بكل إمكانياتنا ولا تلوموا إلا أنفسكم .. والسلاح ختام".
التوقيع: الشيخ/راجح بن غالب لبوزة عن مجموعة العائدين إلى ردفان من الجمهورية العربية اليمنية.
وتم إرسال الرسالة مظرفة وبداخلها طلقة نارية وعلى إثر ذلك تقدم الجيش العربي الاتحادي والبريطاني إلى وادي المصراح، حيث هجموا على شخص من مجموعة لبوزة أثناء عمله في الحصاد فأخذوا سلاحه وتم حجزه وأخذوه إلى الحبيلين، وأثناء ذلك دعا الداعي إلى الشهيد لبوزة ومجموعته، وتحركوا ليلة 13 أكتوبر إلى جبل البدوي، ووزعت المجموعة على قمة الجبل وأسفله وكانت المواجهة يوم 14 أكتوبر في معركة استمرت حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، استشهد فيها المناضل لبوزة من جراء القصف المدفعي الشديد للعدو البريطاني، وتم دفنه بعدها في وادي عقيبة وواصل من بعده أبناء ردفان وأبناء الجنوب مسيرة الكفاح المسلح في الريف والمدينة حتى تم إجلاء المستعمر البريطاني دون قيد أو شرط في 30 نوفمبر المجيد.
مقتبس من حوار مع المناضل/محمد جابر ثابت، صاحب ورفيق الشهيد لبوزة المنشور في صحيفة الجمهورية 2008.

  • نتطلع لاهتمام الدولة
ردفان/ غازي العلوي
بفخر واعتزاز يتذكر الوالد المناضل سالم شايف مثنى عمر العُمري تلك الأيام التي قضوها في سهول وأودية وجبال ردفان أثناء قتال من سماهم بـ(الإنجليز) وكيف كان النفر منهم يتقاسم مع رفيق دربه كسرة الخبز وحبات الرصاص.
يقول مثنى: ( لقد انطلقت ثورة الـ(14) أكتوبر ضد الظلم والقمع والتعسف الذي كان يمارسه الاستعمار البريطاني ولأننا قد جبلنا على عدم الرضوخ للظلم والقمع والاضطهاد، فقد أشعل أبناء ردفان ثورتهم ضد المستعمر البريطاني وقد واجه الثوار أوقات عصيبة وقاسية ولحظات صعبة لا يمكن وصفها في مواجهة أعتا قوة عسكرية وجيش مجهز بأحدث الأسلحة والمعدات ولكن بعزيمة وإصرار وإرادة الثوار تم تحقيق النصر ولكنني وفي هذه اللحظات أتذكر الشهداء الذين سقطوا خلال تلك المعارك , أتذكر والدي الشهيد شائف مثنى عمر وراجح غالب بن لبوزة وغيرهم من الشهداء الذين سقطوا ورووا بدمائهم الزكية تربة هذا الوطن الطاهر).
ويتطلع المناضل سالم شايف مثنى عمر اليوم وبعد مرور تسعة وأربعين عاماً منذ انطلاق ثورة أكتوبر بأن يحظى مناضلو ثورة أكتوبر بحقهم من الرعاية والاهتمام والتقدير من قبل الدولة.

  • المكابري.. طفل يوزع المنشورات الثورية في عدن
تعز / عبد العليم الحاج
بعد خمسة عقود من الزمن يتذكر الشيخ/ طلال علي عبد سيف المكابري المقطري جانباً من طفولته في ظل الاستعمار عندما دفع به والده إلى مدينة عدن ليكمل تعليمه هناك بعد أن تلقى بعضاً منه في مسقط رأسه في مدرسة الحضارم منطقة القريفة وكان عمره 13عاماً، ليلتحق بمدرسة بلقيس التي خصصت للراغبين بالتعليم القادمين من المحافظات الشمالية إلى محافظة عدن والذين كان لا يحق لهم الالتحاق بالمدارس التي يتعلم فيها أقرانهم من المحافظات الجنوبية وفق سياسة فرق تسد التي مارسها المستعمرون في البلدان التي احتلوها ومنها الجزء الجنوبي من الوطن، هذه السياسة التشطيرية الاستعمارية الساعية إلى شطر الهوية اليمنية إلى هويتين متصارعتين دفعت بالفتى المكابري رغم صغر سنه حينذاك إلى المشاركة في الثورة عن طريق توزيع المنشورات الثورية والخروج في المسيرات والاحتجاجات المطالبة برحيل المستعمر البريطاني الذي أجبر على الرحيل في الرابع عشر من أكتوبر 1963م.
ليتكرر المشهد الثوري معه بعد نصف قرن في ثورة شبابية شعبية ضد محتل داخلي لتصحيح مسار ثورتي سبتمبر وأكتوبر، فكان من أوائل المنضمين إليها وحجز أول بطاقة مشاركة فيها أراد أن تكون مفخرة لأحفاده من بعده كما هو الحال مع والده الراحل الذي يحتفظ له بوثائق وصور نادرة لعملية أسر جنود وضباط بريطانيين على الحدود عندما كان قائداً لحرس الحدود الشمالية وتم تسليمهم إلى القيادة في صنعاء عقب انتصار ثورة سبتمبر.
ويتذكر طلال المقطري مدرسيه في مدرسة بلقيس بعدن التي بنيت حينها بجهود ذاتية من قبل التجار والميسورين وكانت خاصة بأبناء الشمال الوافدين إلى الجنوب، حيث كان المستعمر يمنع التحاق الطلبة الشماليين بالمدارس الجنوبية التي كانت تخصص للجنوبيين المولودين هناك من هؤلاء المدرسين من لا يزال على قيد الحياة كعمر الدهبلي ويعيش حالياً في مدينة تعز، ومنهم من غادرها بعد حياة حافلة أبرزهم عبد العزيز عبد الغني ـ رئيس مجلس الشورى الأسبق ـ الذي كان يدرس مادة اللغة الإنجليزية إضافة إلى الراحل محمد عبد غانم وعميد كلية بلقيس أحمد حسين الذي عين لاحقاً مستشاراً لرئيس الجمهورية للشؤون القانونية.
أما الصورة الذهنية التي تحتفظ بها ذاكرة المقطري أثناء معايشته للمستعمر البريطاني فيصفها بقوله : الاستعمار أنت تعتبره خصماً تاريخياً لك ولعقيدتك وقوميتك، فتنطلق من منطلق احتلاله لأرضك ودوسه على كرامتك وهذا كان إحساساً لكل الثوار والأحرار.
ويتابع المقطري حديثه :أتذكر أشياء كثيرة منها أنه في إحدى المرات عندما حاولنا أن نعلق صورة عبد الناصر في الشارع الرئيسي في الشيخ عثمان وعلى واجهة مسجد النور ومع كبرها وثقلها لم نستطع تثبيتها إلا بشق الأنفس، إذا بنا نفاجأ بهجوم دوريات الاحتلال فهربنا إلى الشوارع الخلفية، لأنهم كانوا يعتبرون عبد الناصر عدوهم اللدود، وفي إحدى المرات مرينا من إحدى النقاط العسكرية وقام الجنود بإنزالنا من السيارة وتفتيشها، فوجدوا صورة لعبد الناصر فاشتاطوا غضباً ومزقوها ثم داسوها بأقدامهم .
  • الحاضن الشعبي
من خلال معايشته لأحداث ثورة 14أكتوبر ضد المستعمر البريطاني يشير الشيخ/ المقطري إلى أن الشعب شارك بكل مكوناته في مقاومة الاحتلال خاصة البسطاء والمواطنين الذين شكلوا حاضناً شعبياً للمقاومين، لأن الحس الثوري كان ملتهباً لدى الرجل والمرأة، بدليل أن المقاتل كان يوجه سلاحه إلى جنود الاحتلال ثم يحتمي في أي منزل من منازل المواطنين.. ألا يعني هذا أن هذه الأسرة التي يلتجأ إليها هذا المقاتل كانت أيضاً تناضل؟ بالتأكيد نعم، فكل هذه الأسر كانت تعرض حياتها للخطر بتسترها على إيواء الثوار، لأن جنود الاحتلال لو اكتشفوا أن هذه الأسرة تتستر على المقاتلين لقاموا بقتلها عن بكرة أبيها، ولذلك تجد أن كل شخص سواء كان كبيراً راشداً أو صغيراً يعتبر ساهم مساهمة فاعلة في الثورة .
أما عن سير المواجهات والعمليات الفدائية التي كان ينفذها الثوار، فيسترجع المقطري بعضاً مما شاهده.. يقول : أكثر الاشتباكات كانت تحدث في الشوارع الرئيسية عندما كان يمر موكب للقوات البريطانية ويضم دبابات وخلفها عدد من السيارات نوع ( لاندروفر ) التي تحمل الجنود وكان الفدائيون يخرجون من الشوارع الفرعية ثم يقذفون الجنود فيما تقف مجموعة أخرى للتغطية وأحياناً كان الثوار ينصبون مدافع متحركة يتم نقلها من مكان إلى آخر.
عملاء المستعمر
 ومن المفارقات الغريبة والمحزنة في نفس الوقت والتي لفتت انتباه المقطري وهو يتحدث إلينا عن عظمة ثورة 11فبراير2011م الشبابية السلمية التي أعادت إلى الأذهان تضحيات وبسالة ثوار 14أكتوبر ضد المحتل الخارجي، أن قوات الرئيس السابق صالح كانت تواجه المتظاهرين السلميين بالعنف وبالرصاص والقذائف، فيما لم تستعمل قوات المحتل البريطاني آنذاك هذه الطريقة لقمع المسيرات التي كانت تخرج للمطالبة برحيله، خاصة المسيرات النسائية والطلابية ولا يعني هذا أن المستعمر لم يكن يمارس القمع والإذلال، بل كان يريد أن يهدأ الشارع ويمتص غضبه، لكنه أسند هذه المهمة لعملائه المتمثلين بالسلاطين الذين كانوا أنجس منه في تكميم الأفواه وكبت الحريات، لاعتقادهم أن بقاءهم هو من بقاء الاستعمار ـ حسب تعبيره.
  • تجزئة مصطنعة
 يشير طلال المقطري إلى أن ثورة الرابع عشر من أكتوبر هي امتداد طبيعي لثورة السادس والعشرين من سبتمبر خاصة أن الكثير من مناضلي سبتمبر في الشمال انتقلوا إلى الجنوب لمقاومة المحتل الخارجي وبعضهم كان عبارة عن خلايا نائمة في الجنوب ولهم نشاط سياسي.. ولهذا نجد أن قيام ثورة أكتوبر تحققت بعد عام واحد من ثورة سبتمبر، حيث كانت مهيأة حسياً ومعنوياً وكانت المشاعر ملتهبة وبطريقة عفوية بعيدة عن الاستقطاب ومعظم ثوارها هم البسطاء وعامة الناس.
وعند سؤالنا له عن الدعوات التي تريد العودة باليمن إلى عهود التشطير.. أجاب الشيخ المكابري بقوله: من ينادي بالانفصال هم أناس لهم أغراض ولهم مصالح وأريد أن أقول لك شيئاً وباختصار نحن شعب موحد في الجسد والروح والهوية ولن يستطيع أي كان أن يفصلنا عن بعضنا "إنما تجزئنا جغرافياً بفعل الاستعمار الذي أوجد حينها تجزئة مصطنعة لفصل الشخصية الواحدة إلى شخصيتين وأي حديث اليوم عن محاولة فصل الروح الواحدة فهو حديث لا قيمة له.
  • المطامع الإيرانية
يكشف الشيخ/ طلال المقطري عن مغازلة الاستعمار البريطاني لـ "جدِه" وإهدائه له سلاح أمريكي نادراً في تلك المرحلة وعرض له سلطنة ومشيخة في الحدود الشمالية الجنوبية، حيث كان المحتل يحاول استمالة القبائل الواقعة على الحدود واستعطاف الشخصيات الكبيرة.
ويضيف المقطري مُفتخراً: لكن الحس الوطني والقومي الذي كان يمتلكه جدي ومعرفته بقيمته وكرامته أبى ورفض ذلك العرض.
ويربط المقطري بين المطامع القديمة للاحتلال البريطاني لباب المندب والمطامع الإيرانية اليوم بقوله: كلما كبرت أي دولة كلما امتدت مطامعها ورغبتها في التوسع، هذه هي الطبيعة البشرية، إنما الدور يقع عليك أنت صاحب الحق الذي يجب عليك الوقوف في وجه هذه المطامع، لتكون صمام أمان لوطنك وأن لا ترتهن مقابل تحقيق مصالحك الشخصية الضيقة . 
 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد