الصلو.. واقع مرير ووضع لا يحتمل

2012-10-15 03:10:27 كتبت / وئام الصوفي


تقع مديرية الصلو إلى الجنوب الشرقي من مدينة تعز وتبعد عنها بحوالي (45) كيلو متراً وتبلغ مساحتها حوالي 89 كيلو متراً ويقدر عدد سكانها حوالي خمسون ألف نسمة تقريباً هذه المديرية كغيرها من المديريات الأخرى التي تحتاج إلى العديد من مشاريع البنية التحتية، خصوصاً في مجال التعليم الذي يعتبر الركيزة الأساسية لنجاح المجتمعات وتقدمها.
فالطلاب في مديرية الصلو يعانون من معوقات تعليمية أساسية وهامة منها الازدحام في الفصول الدراسية أو عدم توفر الوسائل التعليمية كالكتاب المدرسي والكراسي المدرسية وعدم توفر المدرسين المتخصصين وغيرها من الأشياء التي تقف عائقاً أمام الطالب وضعف التحصيل العلمي.
وهناك العديد من المدارس بحاجة ماسة إلى ترميم وصيانة أو إلى إضافة فصول دراسية، حيث يتم تحويل السلالم إلى فصول دراسية أو تدريس الطلاب تحت ظلال الأشجار والبعض في فصول مكشوفة دون أسطح بين حرارة الشمس والبرد والمطر بسبب عدم استكمال الترميم من سنوات، حيث المدارس لم تعد تصلح للغرض نفسه وتشكل خطراً على حياة الطلاب.
رغم ذلك يبقى العزم و الإصرار لدى الطالب على التعليم حيث يقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام في مناطق جبلية وعرة وخطيرة بحثاً عن مدرسة يتوفر فيها مدرسون متخصصون في المواد الدراسية العلمية أو هرباً من تعسفات المدير أو المدرسين.
المعاناة كثيرة لا تحصى هنا في مديرية الصلو والتي تحتاج إلى لفتة كريمة من قبل الجهات المسئولة لتخفيف تلك المعاناة وتوفير مناخ مناسب لإنجاح العملية التعليمية وتشجيع الطالب المثابر.
لا كهرباء لا ماء
حتى اليوم ما تزال معظم قرى مديرية الصلو تعيش في ظلام دامس على الرغم من مرور أبراج الكهرباء في وسط المديرية وذهابها إلى مديرية المواسط، إلا أن في الصلو لازال المواطن يستخدم السراج والفانوس في الإضاءة، حيث ودور المجلس المحلي في المديرية شبه عاجز، فهو لم يقدم أي خدمة تذكر ولم يستطع الحفاظ حتى على معدات الطريق الموروثة لأبناء الصلو.
كما أن شحة المياه والظمأ الذي تعاني منه قرى الصلو رغم أنها تمتلك أقدم مشروع مياه في المنطقة كان بأفضل الآلات والمعدات، وتم التآمر عليه من بعض أبناء الصلو أنفسهم ليصبح مشروعاً فاشلاً بامتياز، وتحت إدارة فاشلة، لتغدو نساء الصلو كل يوم لنقل المياه على رؤوسهن والأطفال لمسافات طويلة من الآبار ليشربوا منه رغم أن البير ليس نظيفاً والكلاب والحيوانات تشرب منه وللعلم أن مشروع خزان مياه البويرة في الصلو بدأ الحفر فيه منذ أكثر من خمس سنوات وتوقف.
ومن المؤسف أن يظهر مسئولو المديرية وهم يمتدحون عملهم، بل ويضعونه ضمن الانجازات الوطنية الكبرى، ويذكر أن: قضية فساد الهيئة الإدارية للمشروع منظورة حالياً أمام نيابة الأموال العامة.
انهيارات
يعيس الناس في الصلو وهم مهددون بالموت بالكتل الصخرية التي تنهار من حين لآخر على منازلهم والوديان والتي راح ضحيتها العشرات من الأرواح البريئة خلال السنوات الماضية، إذ يناشد المواطنون الجهات المختصة بوضع الحلول الممكنة.
تاريخ
وتعتبر مديرية االصلو إحدى المديريات الهامة في الجمهورية اليمنية كونها تختزل حضارة عريقة ضاربة جذورها في أعماق التاريخ اليمني، فهي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة تعز، وتتكون إدارياً من (11) عزلة و(65) قرية أهمها (الضباء، الودر، الضهرين، الشرف، القابلة، قرية الصعيد، قرية المنصورة، حمدة، الحريبه، الأشعوب) و تتباين العزل من حيث مساحتها وسكانها، والصلو جبل وواد خصيب التربة كثير الينابيع متنوع المحاصيل والثمار.

ومن أهم المعالم التاريخية الأثرية والسياحية في مديرية الصلو :قلعة المنصورة المعروفة بـ" قلعة الدملؤة" التي يذكرها الهمداني بأنها من عجائب اليمن التي ليس في بلد مثلها، و "مدينة الحنون" وهي مدينة علمية أثرية كان يتوافد إليها طلبة العلم ذكرها صاحب كتاب هجر العلم ومعاقله، و "مدرسة أروس الأثرية"، وسد المدد الموجود في قرية الصعيد.
زراعة
في الصلو وادي الجنات المشهور الموجود تحت قلعة المنصورة والمطل على خدير هو وادٍ خصيب تكثر فيه زراعة الفواكه مثل الفرسك والعنب والموز والبصل واللوز الصلوي المشهور بالحب العزير أو الفول السوداني، حيث يعتبر من أجود أنواع الفول السوداني في اليمن.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد